الحنظل نبات بري تفترش فروعه سطح الأرض كالبطيخ، ويعطي ثماراً تشبه البطيخ، لكنها أصغر حجماً منه، وهي شديدة المرارة، لذلك كثيراً ما نشبه المأكولات المرّة بالقول عنها ان طعمها كالحنظل. والشعراء العرب ذكروا الحنظل ومن بينهم أمرؤ القيس الذي قال في معلّقته الشهيرة: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومَلِ كأني غداة البين يوم تحملوا لدى سمرات الحي ناقف حنظلِ ويعرف الحنظل في الدول العربية بأسماء اخرى مثل العلقم، الشري، الحدج، الصادي، مرارة الصحراء، التفاح المر، القرع البري. والحنظل معروف منذ القدم عند العرب والرومان، وقد وصفه عالم الطبيعة والفيلسوف اليوناني ديسقوريدس لعلاج عرق النسا والفالج والقولنج، وعنه قال الطبيب ابن البيطار في كتابه"الدرة البهية في منافع الأبدان الانسانية":"الجيد من الحنظل الابيض الليّن، وهو محلل جاذب، ووزنه يقطع نزف الدم، نافع لأوجاع العصب والمفاصل وعرق النسا والنقرس، ويسهل البلغم الغليظ، وهو انفع الادوية للدغ العقارب". تحتوى ثمار الحنظل على مواد راتنجية مثل الاسترول والالتيارين وغيرهما، ومواد مرة مثل الكولوسنتين والكولوسنتيتين، اضافة الى مشتقات حامض الكافئين، وحامض اللورجنيك، وزيوت ثابتة، عدا عن بعض المعادن ومركبات قلوية وصابونية. اما عن استعمالات الحنظل فهي الآتية: - الحنظل مسهل قوي جداً حتى ولو أخذ بكمية قليلة، من هنا يوصف لعلاج حالات الإمساك المزمن والحاد، وتعود الخاصة المسهلة للحنظل الى مركب الكولوسنتين الموجود فيه. وطبعاً يجب عدم المبالغة في تناول الحنظل لأن الإكثار منه يقود الى تهيجات معدية معوية بالغة الخطورة يمكن ان تؤدي الى الموت احياناً. - يستعمل زيت بذور الحنظل كدهان موضعي لعلاج القروح وبعض الأمراض الجلدية، وفي علاج مرض الجرب عند الانسان والحيوان. - يستخدم المنقوع المائي لثمار الحنظل كغسول للعين لتطهيرها من الجراثيم والفطريات العالقة بها. - يحضر من لب الحنظل خليط مفيد في علاج البواسير. - تفيد أوراق الحنظل في ايقاف النزف الدموي، وهنا يتم فرم الأوراق ووضعها مباشرة على مكان الجرح النازف. - يصنع من أوراق وسيقان الحنظل المطبوخة بالزيت مزيج يستعمل على هيئة قطرات لعلاج طنين الأذن. ويبقى امران عن الحنظل، الاول هو ان هناك انواعاً منه هي: الحنظل التركي وتكون ثماره بيضاء تقريباً وتحتوي على كمية كبيرة من اللب. الحنظل الاسباني، ويتميز باحتوائه على كمية اقل من اللب. والحنظل المصري الذي يشبه الحنظل التركي لكنه لا يحتوي على البذور. وحنظل الموغادور. أما الامر الثاني، فهو ان العلماء اكتشفوا حديثاً ان الحنظل يحتوي على مركب فعال.