يجري سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي محادثات في فيينا اليوم، تتمحور حول مبادرة الأخير المتعلقة ب"تعليق متزامن للتخصيب والعقوبات". ويأتي ذلك عشية تقديم البرادعي الى مجلس الأمن هذا الأسبوع، تقويم الوكالة مدى التزام ايران القرار الدولي المتعلق بوقف نشاطاتها النووية الحساسة. ولم يستبعد البرادعي في تصريحات في لندن امس، تشديد العقوبات على ايران، لكنه اعتبر ان ذلك لن يكون كافياً لحل أزمة النووي الإيراني. وقال ان"القضية لن تحل من خلال العقوبات وحدها، هناك حاجة الى التخاطب مع طهران ومحاولة إشراكها. هناك حاجة الى تحريك تلك العملية". في غضون ذلك، توقعت موسكو إرجاء استكمال بناء محطة بوشهر النووية الإيرانية، لعدم التزام طهران تسديد مدفوعات في موعدها. وكشف مصدر في الهيئة الروسية للرقابة النقدية، أن الجانب الإيراني لم يسدد منذ أكثر من شهر المستحقات المالية لبناء المحطة. وأكد فلاديمير بافلوف رئيس دائرة تنفيذ مشروع المحطة في مؤسسة"آتوم ستروي إكسبورت"الروسية، أن المؤسسة تلقت من المصرف المركزي الإيراني إشعاراً يفيد بتغير نظام الدفع من الدولار إلى اليورو، ما شكل"تغييراً في الهوية النقدية للصفقة". وقال ان موسكو"قلقة، وتنتظر توضيحات من الجانب الإيراني". وكان مقرراً أن تبدأ موسكو تسليم شحنات الوقود النووي للمحطة في آذار مارس المقبل، ما يمهد الطريق لبدء تشغيل مفاعل بوشهر في ايلول سبتمبر المقبل. ولم يتضح الى متى سيرجأ المشروع. في غضون ذلك، بدأ"الحرس الثوري"أمس، مناورات أطلق عليها"اقتدار"، في 16 من محافظاتايران الثلاثين. وتستمر المناورات ثلاثة ايام لتحسين القدرات الدفاعية ل"الحرس". وتتضمن إطلاق صواريخ ارض -جو قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى. واعلن العميد عباس خاني ان صواريخ"فجر 3"و"فجر 5"و"زلزال"ستستخدم. ومنعت طهران سفينة"راينبو واريور"التابعة لمنظمة"غرينبيس"السلام الأخضر المدافعة عن البيئة، من دخول المياه الإقليمية الإيرانية، لتنظيم احتجاجات ضد المشروع النووي لإيران. داخلياً، أعدمت إيران أمس رجلي دين دينا بالتورط بتفجير باص ل"الحرس الثوري"الأسبوع الماضي، ما أسفر عن سقوط 11 قتيلاً في مدينة زهدان جنوب شرقي البلاد. واتهم وزير الداخلية مصطفى بور محمدي أجهزة الاستخبارات الأميركية بالوقوف وراء التفجير. وأشار إلى ان"الإرهابيين كانوا يخططون لاغتيال علماء دين سنّة وتفجير مساجد للسنّة في سيستان وبلوشستان لإثارة فتنة وحرب طائفية في إيران". لقاء لاريجاني - البرادعي في فيينا، قال مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ل"الحياة"ان الاجتماع المقرر بين البرادعي ولاريجاني سيكون"حاسماً إذ يعقد عشية انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن لطهران، وفقاً للقرار 1737، تحت طائلة اتخاذ إجراءات أقسى حيالها إذا لم تلتزم تعليقاً كاملاً لتخصيب اليورانيوم. وكشف مصدر إيراني ان محادثات لاريجاني - البرادعي ستتمحور حول مبادرة الأخير القاضية بتعليق التخصيب والعقوبات في وقت متزامن مدة 3 أشهر، خلالها تستأنف المفاوضات مع إيران لإيجاد مخرج من الأزمة. واعتبر مصدر ديبلوماسي في فيينا أن طلب القيادة الإيرانية لقاء البرادعي يشير إلى أنها مستعدة للتعاطي إيجاباً مع مبادرته، في وقت يجري الحديث عن وساطة سويسرية تلقى لاريجاني تفاصيلها خلال مؤتمر الأمن العالمي في ميونيخ. واستبعدت مصادر أوروبية مشاركة الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في المحادثات في المرحلة الحالية. وأفادت ان الاقتراح السويسري يسمح لإيران بمواصلة نشاطاتها النووية، باستثناء حقن غاز"يو أف 6"في أجهزة الطرد المركزي حتى انتهاء المفاوضات.