اعتبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي البرنامج النووي "مستقبل ايران ومصيرها"، وحمّل على منتقديه الذين رأوا ان كلفته على البلاد ستكون باهظة. وفي خطاب ألقاه في طهران أمس، قال خامنئي ان"الطاقة النووية هي مستقبل البلاد ومصيرها". مضيفاً: "انتقد الذين يقولون من منظور سطحي ومحدود إن الطاقة النووية غير ضرورية للبلاد لقاء هذا الثمن". ولفت خامنئي إلى أن الاحتياطي الايراني الهائل من النفط والغاز"لن يدوم إلى الابد"، ورأى انه"اذا كانت امة ما لا تهتم بمستقبلها على صعيد الطاقة، فإنها تبقى تابعة للقوى المهيمنة". وقال خامنئي ان"بعض الناس يضخمون في تعليقاتهم مشكلات غير موجودة في البلاد, ما يشجع العدو. هذا خطأ". جاء ذلك بعدما دعا برلمانيو منظمة المؤتمر الاسلامي في ختام اجتماع في ماليزيا، الى"احترام حق ايران الثابت"في الطاقة النووية. في غضون ذلك، اكد المسؤول في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون مارك كيميت في أبو ظبي ان بلاده لا تريد مواجهة عسكرية مع ايران، لكنه حذر طهران من محاولة بسط هيمنتها في منطقة الخليج. وفي افتتاح مؤتمر حول الدفاع في دول الخليج، قال كيميت نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون الشرق الاوسط:"لا نسعى الى مواجهة عسكرية مع ايران، ونعتبر ان الديبلوماسية السبيل الافضل لمعالجة الملف النووي الايراني". جاء ذلك بينما اعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية توم كايسي ان بلاده تدرس رفع تقرير ثان الى مجلس الامن لحمل النظام الايراني على التخلي عن برنامجه النووي، مؤكداً أن أي قرار في هذا الشأن لم يتخذ بعد. وقال كايسي:"من الاكيد اننا نبحث في هذا الامكان، لكننا سنفعل ذلك في اطار القرار 1737". على صعيد آخر، رحب كايسي بالتدابير التي اتخذتها اليابان والاتحاد الاوروبي لتنفيذ العقوبات الدولية ضد ايران. وأعلنت الحكومة اليابانية تجميد اصول عشر مجموعات و12 ايرانياً لم تسمهم مرتبطين بالبرنامج النووي والصواريخ الايرانية. وأعطى الاتحاد الاوروبي موافقته على تطبيق عقوبات ضد ايران. لكن هذه العقوبات ما زالت تتطلب قراراً للدول السبع والعشرين ليدخل حيز التطبيق في الاتحاد الاوروبي. داخلياً، تلاحق قوات الامن الايرانية منفذي الهجوم بقنبلة صوتية في مدينة زهدان الحدودية جنوب شرق والذي يعتبر الثاني خلال ثلاثة ايام. وجاء تفجير القنبلة الصوتية الذي ادى الى اصابة شخص بجروح طفيفة والاشتباكات التي اندلعت مساء أول من امس, بعد يومين من هجوم بسيارة مفخخة في المدينة اسفر عن قتل 11 من عناصر الحرس الثوري. وصرح الكولونيل في الحرس الثوري محمد جاويد اسنا اشاري ان"الشرطة فتحت تحقيقاً في الحادث كما بدأ التحقيق في العلاقة بين هذا التفجير وهجوم الاربعاء". وأكد حسين علي شهرياري النائب عن مدينة زهدان ان"قوات الامن والشرطة تطارد العناصر الارهابية". واتهمت طهرانواشنطن ولندن بالوقوف وراء التفجير الأول، وأشارت الى العثور على أسلحة أميركية وبريطانية الصنع في مخابئ بالمدينة. وقال المدير العام للشؤون السياسية في محافظة سيستان و بلوشستان سلطان علي مير:"ألقي القبض على العناصر الضالعة في التفجير الإرهابي الذي وقع الأربعاء في زهدان"، مشيراً الى ان"هؤلاء اعترفوا بتدريبهم على أيدي عناصر تتحدث اللغة الانكليزية"، خارج إيران. وأعلنت جماعة"جند الله"، وهي جماعة سنية غامضة تربطها ايران بتنظيم"القاعدة"مسؤوليتها عن الهجوم. تحطم مروحية في غضون ذلك، قتل شخصان في تحطم مروحية في بحيرة شيراز جنوبايران، عندما كانا يبحثان عن حطام مروحية أخرى تحطمت الخميس الماضي. وقال حميد تقي زاده الناطق باسم خدمات الطوارئ في اقليم فارس:"شخصان كانا على متن المروحية وقتلا". وأضاف:"تحطمت المروحية لدى محاولتها انتشال حطام المروحية الاولى التي تحطمت في البحيرة". وتملك وزارة النفط المروحيتين. وسقط ثلاثة قتلى في حادث التحطم الاول الذي وقع الخميس. وتدير ايران أسطولاً قديماً من الطائرات يرجع معظمها الى ما قبل الثورة الاسلامية عام 1979.