ربما يبدو "عدنان ولينا"، عنواناً غربياً على غير الخليجيين، لكنه حتماً معروف عند السعوديين، تماماً كما "ستار أكاديمي" اليوم، علماً أن لا علاقة بين الأخير وفيلم الكرتون الأشهر في الخليج، عدنان ولينا الذي أنتجته مؤسسة فنية تابعة لمجلس التعاون الخليجي، إلى جانب برامج أخرى أشهرها "افتح يا سمسم" وپ"سلامتك". واللافت في هذا الكرتون متابعة الكبار له قبل الصغار، خصوصاً أنه اشتهر منذ ثمانينات القرن العشرين، في مرحلة لم يكن يسكن التلفزيون سوى قناتين سعوديتين الأولى والثانية، وما أدراك عن برامج هاتين القناتين في تلك الفترة؟ ولكن، بعيداً من الخوض في فيلم الكرتون الياباني- ربما لن يعترف أحد من المشاهدين بذلك، خصوصاً أن الدبلجة كانت خليجية بامتياز - نسمع اليوم في نغمات الهواتف المحمولة أغنية مقدمة"عدنان ولينا"، كما نسمع أحياناً مقدمة مسلسلات بقيت في ذاكرة السعوديين كپ"رأفت الهجان"وپ"الزير سالم"وپ"أم كلثوم"هل نتحدث عن خلود هنا؟. ولا يستغرب المرء حين يسمع شاباً ثلاثينياً، في السعودية، يُغني:"عدنان ولينا... جمعتهم أماني... أماني حلوة... حلوة... حلوة وجميلة... حلوة... حلوة الصداقة... حلوة... حلوة المحبة"... لا يستغرب، ولو سمع أربعينياً يشاركه الغناء. فأغنية الكرتون هذا، تحولت - لا إرادياً - إلى إرث تراثي. حسناً... ولكن ما الداعي الى سرد كل ذلك التاريخ الكرتوني الخليجي الذي يقتصر على الدبلجة؟ قبل أيام، كان الفنان السعودي عبدالناصر الزاير في السعودية يسكن الكويت منذ سنوات. وفي سهرة شخصية مع فنانين سعوديين آخرين، أمسك بالعود كعادته، وبدأ يسلّي نفسه بالغناء. هل تعرف عبدالناصر الزاير؟ ربما كان الزاير معروفاً في الكويت لأنه لصيق بالمسرح وإنتاجه، لكن ربما ليس عند غير المهتمين بالمسرح. ولكن إلى أي مدى هو معروف في السعودية، خصوصاً بين أولئك الذين يحفظون أغنية"عدنان ولينا"والذين شاهدوا"افتح يا سمسم"وپ"سلامتك"، علماً أنه كان أحد الممثلين الرئيسيين في البرنامجين؟ في تلك السهرة، طلب أحد الموجودين من الزاير أن يغني"عدنان ولينا"، وبدت الدهشة على وجوه كثر من الحاضرين - وأنا منهم - حين عرفوا أن صاحب اللحن هو الزاير. الزاير يعمل اليوم في الإذاعة ويخرج مسرحيات، ولكن لماذا لا يعمل في التلفزيون، خصوصاً أن الفضائيات اليوم والقنوات الأرضية تتكاثر من دون تحديد؟ أن تحكم بالنجاح على"عدنان ولينا"وپ"افتح يا سمسم"وپ"سلامتك"، لا يحتاج سوى أن تجدها باقية في ذاكرة الخليجيين، من دون برامج وأفلام كرتون كثيرة عرضت في تلك الفترة. إذاً، لماذا يبقى أمثال الزاير بعيدين من الفضائيات اليوم، خصوصاً الخليجية، وهي في أمسّ الحاجة إلى مبدعين يخلدون الصورة وما قدم فيها؟ هل المنتج هو المسؤول؟! ربما يتغير شيء بعد هذا المقال - تفاؤلاً بأن هناك من سيقرأ.