رفع مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي الحرج عن تركيا، بتخليه عن مطالبته بإعادة محاكمة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، على رغم ان محكمة حقوق الإنسان الأوروبية قضت عام 2005 بعدم عدالة محاكمة الزعيم الكردي وطالبت تركيا بإعادة المحاكمة في وقت قريب. وأعلن مجلس الوزراء الأوروبي أنه لن يتابع تنفيذ تركيا لذلك القرار وسيكتفي بالمحاكمة التي أجرتها تركيا لأوجلان عام 1999 والتي أدت الى الحكم عليه بالإعدام، قبل تخفيف الحكم الى السجن المؤبد. وتبددت بذلك آمال محامي أوجلان في إعادة محاكمته مجدداً في الذكرى الثامنة لإلقاء القبض عليه في كينيا وإحضاره الى تركيا بالتعاون مع الاستخبارات المركزية الأميركية وأجهزة غربية أخرى في 16 شباط فبراير 1999. ويأتي هذا القرار بعد شهر فقط من محاولة محامي اوجلان تذكير الجهات المعنية في الاتحاد الأوروبي بأن تركيا لم تلتزم بحكم المحكمة الأوروبية، كما يأتي ضمن حملة أوروبية - أميركية - تركية لمحاصرة الحزب تمهيداً للقضاء عليه سياسياً. حملة منسقة وكانت بلجيكا وفرنسا شنتا حملة اعتقالات في صفوف العاملين في الحزب من المقيمين على أراضيهما، فيما أعلنت صحيفة"جوندام"الكردية الصادرة في تركيا ان واشنطن تمارس ضغوطاً قوية على الدنمارك من اجل إغلاق محطة"ميديا تيفي"التلفزيونية التابعة للحزب والتي تبث من هناك عبر الأقمار الاصطناعية، وهو طلب تركي قديم. كما كان مسؤول مكافحة حزب العمال الكردستاني الجنرال الأميركي المتقاعد جوزيف رالتسون أعلن في أنقرة قبل ثلاثة اشهر، ان واشنطن تسعى الى تجفيف منابع الحزب المالية والقضاء على امتداداته السياسية في أوروبا. وأبلغت مصادر في الخارجية التركية"الحياة"أن وزير الخارجية عبدالله غل عاد من واشنطن باتفاق تسمح من خلاله القوات الأميركية في العراق للجيش التركي بشن حملة عسكرية محدودة في الربيع المقبل، ضد معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، لكن بشرط ان تنسق أنقرة مع حكومة اقليم كردستان العراق قبل ذلك. انفتاح على شمال العراق وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان حكومته مستعدة لفتح باب الحوار مع القيادات الكردية العراقية في هذا الشأن، مما يعتبر تغيراً جذرياً كبيراً في نظرة تركيا الى الفيديرالية الكردية القائمة في شمال العراق، والتي طالما رفضت الاعتراف بها. لكن مصادر تركية ذكرت ل"الحياة"أن تركيا مستعدة للحوار مع الجميع من اجل القضاء على حزب العمال الكردستاني، وأنها تنتظر ان تثمر الخطة الأميركية التي وضعت حيز التنفيذ الآن. وكان حزب العمال الكردستاني بدأ هجماته ضد تركيا عام 1984، مطالباً باستقلال الأكراد عنها، ثم عاد ليطالب بفيديرالية وحكم ذاتي، حتى تراجعت مطالبه بعد اعتقال زعيمه الى الاعتراف بالحقوق الثقافية والسياسية للأكراد في تركيا، فيما لا يزال زعيمه اوجلان يقبع في سجن جزيرة امرالي في بحر مرمرة.