ربط المغرب بين مساعيه لحل نزاع الصحراء ومحاولات تطويق "الانفلات الأمني" في منطقة الساحل جنوب الصحراء، حيث تنشط جماعات أصولية متشددة. ونُقل عن أعضاء وفد وزاري مغربي رفيع أجرى محادثات مع مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية لعرض خطة الرباط منح إقليم الصحراء حكماً ذاتياًَ، أنهم ناقشوا في واشنطن"التحديات الأمنية"التي تواجهها منطقة شمال أفريقيا وغربها. وأكد الوفد الذي ضم وزير الداخلية شكيب بن موسى والوزير المنتدب في الخارجية الطيب الفاسي الفهري والوزير المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة والمدير العام للدراسات والمستندات الاستخبارات الخارجية محمد ياسين المنصوري،"التزام المغرب التعاون الكامل مع الأممالمتحدة"، وأوضح أن اقتراح الحكم الذاتي"يأتي استجابة لنداءات مجلس الأمن المتكررة، لحض الأطراف المعنية بالنزاع على تجاوز المأزق الراهن وإقرار حل سياسي وفاقي". ورجحت مصادر رسمية في الرباط أن يحظى اقتراح الحكم الذاتي بحيز من مناقشات القمة الفرنسية - الأفريقية التي تستضيفها كان، في حضور الرئيس جاك شيراك وقادة أفارقة. ومن المقرر ان تبحث القمة في آليات فض النزاعات الأفريقية ومواجهة تحديات الإرهاب والهجرة غير المشروعة والعلاقات الدولية والشراكة السياسية والاقتصادية. إلى ذلك، حذرت مصادر رسمية مغربية من"تعاون محتمل بين التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل جنوب الصحراء وشبكات الإرهاب والتخريب". وقال وزير الدولة المغربي محمد بوزوبع إن بلاده"ترصد التحركات المرتبطة باستقطاب رعايا مغاربة للتطوع إلى جانب المقاومة العراقية". وأفادت مصادر أمنية أن السلطات المغربية اعتقلت قبل يومين ثلاثة أشخاص يجري التحقيق معهم بتهمة التخطيط لشن هجمات ضد منشآت مدنية وتجارية في طنجة ومدن أخرى. وقالت إن الأجهزة الأمنية تمكنت من تفكيك الخلية بعد رصد تحركات أفرادها، فيما يُتوقع إعلان اعتقالات جديدة، في ضوء رفع درجة التأهب الأمني. وأشارت معلومات إلى أن تقارير حصلت عليها الرباط، حذرت من إمكان تجنيد"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"في الجزائر، ناشطين مغاربة، لشن هجمات ضد"مراكز حساسة"في البلاد، في ضوء تحول هذه الجماعة إلى"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وأكدت أن منتسبين إلى تنظيمات متطرفة تلقوا تدريباً على استخدام الأسلحة في مناطق معزولة في منطقة الساحل جنوب الصحراء. وأشارت مصادر إلى أن بعض المسؤولين عن هذه التدريبات، كانوا عناصر سابقين في الجيش الجزائري. ولفتت إلى وجود"مركز مهم"للمتطرفين في المنطقة، قد يتحول إلى قاعدة لانطلاق الهجمات. وكانت وفود أمنية مغربية أجرت اتصالات مع السلطات الاسبانية والفرنسية والموريتانية لتبادل المعلومات والتنسيق في شأن التصدي لهجمات محتملة كانت وراء اجتماع رسمي لمسؤولي الأمن في المغرب الأحد الماضي، انتهى إلى قرارات بتشديد الرقابة على المعابر والمنشآت الحيوية، كما عاودت الرباط فتح ملف تعقب المطلوبين بتهم الإرهاب في الداخل والخارج.