أكدت مصادر في الجهة المنظمة لرالي "لشبونة - دكار"، أنها وفرت "ممرات آمنة" في مناطق صحراوية شمال ماليوموريتانيا من المقرر أن يمر بها المشاركون في السباق الذي ينطلق الشهر المقبل، على خلفية تهديدات "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية بشن هجمات ضد المشاركين في الرالي السنوي الذي ينطلق من العاصمة البرتغالية ويمر بإسبانيا والمحافظات الصحراوية في المغرب وماليوموريتانيا إلى العاصمة السنغالية على مدى أكثر من أسبوعين. وقال الفرنسي اتيتان لافين، المشرف على الرالي، إن"الإجراءات المطلوبة كافة لتأمين عبور السباق في ظروف آمنة بين موريتانياومالي اتخذت"، في ضوء تقارير الاستخبارات الفرنسية التي تحدثت عن إمكان استهداف المتسابقين. وهذه المرة الأولى التي تصاحب فيها مخاوف أمنية السباق الذي كان ينطلق من باريس، باستثناء تهديدات جبهة"بوليساريو"بالتعرض للمشاركين خلال عبورهم إقليم الصحراء. غير أن ذلك لم يحل دون استمراره بالوتيرة نفسها وفي المسار ذاته. لكن صدور تقارير عدة حول تنامي الحركات المتطرفة في منطقة الساحل جنوب الصحراء التي أصبح ينظر إليها بمثابة"قاعدة"كبيرة لتدريب مسلحين ينتسبون الى تنظيمات متطرفة وينتقلون للتطوع في صفوف المقاومة العراقية، دفع إلى التفكير في ضرورة تأمين المتنافسين. وأبدت عواصم غربية يشارك رعاياها في السباق مزيداً من الاهتمام بالأوضاع الأمنية في المنطقة، خصوصاً أنها كانت شهدت اختطاف سياح ألمان. وزاد المخاوف تعرض ثكنة عسكرية شمال مالي إلى هجمات مسلحين مجهولين، إضافة الى تفكيك السلطات المغربية خلايا"ارهابية"قالت إن عناصرها تدربوا على استخدام الأسلحة في قواعد عسكرية في المنطقة. على صعيد آخر، شدد وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى على أن حل نزاع الصحراء"يجب أن يكون سياسياً عبر المفاوضات واتفاق الأطراف المعنية". وقال إن"الإشارات التي تلقيناها لتسريع عرض اقتراح الحكم الذاتي واضحة، والمجتمع الدولي يريد التقدم في ملف الصحراء". ورأى أن امتناع كل الدول العربية وغالبية الدول الاسلامية وعدد كبير من دول أوروبا وأميركا الجنوبية عن التصويت لفائدة"مشروع متجاوز"في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي"دليل على أن مخرج النزاع يكمن في الحوار والمفاوضات"، في إشارة إلى اقتراح جزائري لتفعيل"خطة بيكر"للاستفتاء في الصحراء، وهي الخطة التي ترفضها الرباط.