طالب رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية امس اللجنة الرباعية الدولية باحترام "اتفاق مكة" المكرمة وانهاء الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية، كما حض الادارة الاميركية على اعادة النظر بمواقفها المتعجلة من الاتفاق. في الوقت نفسه، دعا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله الرئيس محمود عباس في عمان الى"البدء الفوري بمفاوضات الوضع النهائي". راجع ص 5 و6 وسجل امس تطور لافت، اذ عرضت وزارة الخارجية الاميركية مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لاعتقال"ارهابيين"اثنين من"حزب الله"وحركة"الجهاد الاسلامي في فلسطين". واوضحت في بيان لها ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اضافت اسمي محمد علي حمادة من"حزب الله"، والامين العام لحركة"الجهاد الاسلامي"رمضان عبد الله محمد شلح الى لائحة برنامج"مكافآت من أجل العدالة". وعاد هنية امس الى غزة حيث وجه خطابا الى الشعب الفلسطيني قال فيه ان هناك دعماً فلسطينياً وعربياً واضحاً لاتفاق مكة،"اما دوليا فكان واضحا ان هناك دولاً دعمته، ودولاً وازنة في الاتحاد الاوروبي ايدته"، في حين اشار الى"موقف اميركي حذر وغير متفاعل مع الاتفاق". وخاطب الادارة الاميركية قائلا:"هذه ارادة فلسطينية جامعة وموقف فلسطيني موحد، وعلى الجميع ان يحترم ارادة الشعب الفلسطيني". واضاف:"اليوم هناك ارادتان، ارادة الانتخابات التشريعية وإرادة اتفاق مكة"، مطالبا الادارة الاميركية باعادة النظر بمواقفها المتعجلة من الاتفاق. ولم يعلن هنية في خطابه استقالة حكومته كما كان متوقعاً تمهيدا لتكليفه تشكيل حكومة الوحدة خلال لقاء سيجمعه والرئيس عباس بعد غد الخميس في غزة. لكنه قال:"سيتم خلال هذا اللقاء انهاء بعض النقاط العالقة في شأن حكومة الوحدة"، مشيرا الى ان الاجراءات الدستورية المتعلقة بالحكومة الحالية او حكومة الوحدة الوطنية ستبدأ في اعقاب هذا اللقاء. واضاف:"سنشرع في لقاءات مع القوى الوطنية والاسلامية لاطلاعها على الاتفاق، ونستمع اليهم"، موضحا ان الحوار لن يقتصر على الفصائل التي تشارك في حكومة الوحدة. من جانبه، نفى رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل أن تكون الحركة خاضعة لسيطرة أي قوى خارجية، في اشارة الى ايران. وقال في مقابلة بثتها قناة"الاخبارية"التلفزيونية السعودية ان قيادة"حماس"هي التي تتخذ القرارات وليس لأحد سلطان عليها. في غضون ذلك، اطلع الرئيس عباس العاهل الاردني على تفاصيل"اتفاق مكة". ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن العاهل الاردني قوله ان"عامل الوقت سيكون مهماً جدا خلال المرحلة المقبلة، ما يتطلب من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عدم اضاعة المزيد من الفرص ودعم كل الجهود المبذولة عربيا ودوليا لإطلاق العملية السلمية بناء على صيغة الدولتين والبدء الفوري بمفاوضات الوضع النهائي". اسرائيليا، قال رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان اللقاء المقرر أن يجمعه بعباس ورايس سيعقد في موعده المقرر الاثنين المقبل في القدس"رغم ان مغزى اتفاق مكة لا يزال غير واضح تماماً". وقال إن اللقاء الثلاثي مهم"لفحص الأفق السياسي"، مضيفا انه ليس متأكداً من نجاح تشكيل حكومة جديدة،"لكن في حال تشكيلها، فإن تعاطي اسرائيل معها مرتبط بموقفها في كل ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت". وكانت أوساط قريبة من اولمرت قالت إنه يرى في الإفراج عن الجندي"امتحانا"للحكومة الفلسطينية. من جهة اخرى، قررت اسرائيل تجميد بناء الجسر الفولاذي في طريق باب المغاربة المتاخم للمسجد الاقصى المبارك، وفي الوقت نفسه مواصلة الحفريات الأثرية وأعمال الترميم في طريق باب المغاربة لمدة ثمانية اشهر يتقرر خلالها مصير الجسر العلوي.