انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية جولة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في المنطقة، واصفاً الزيارة بأنها تندرج ضمن "المخطط الاميركي - الاسرائيلي الهادف الى الالتفاف على الشرعية الفلسطينية". وقال هنيه للصحافيين لدى خروجه من مسجد التوحيد في مخيم الشاطئ بمدينة غزة عقب صلاة الجمعة: "الشعب الفلسطيني لن يقبل بالتدخل في شؤونه الداخلية، والسعي الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية سيكون وفق المطالب الفلسطينية وليس وفق الاملاءات الاميركية". ومن المقرر ان تصل رايس الى رام الله صباح غد للقاء الرئيس محمود عباس، ضمن جولة لها في دول المنطقة. وتنتقل رايس بعد لقاء عباس الى الاردن للقاء الملك عبدالله الثاني قبل أن تعود الى تل ابيب للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وذكرت مصادر اميركية ان رايس تسعى لاكتشاف فرص استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية. ونقلت صحيفة اسرائيلية عن مصادر قولها ان رايس ستعرض على الجانبين اقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة كمخرج من الوضع الحالي قبل الشروع في مفاوضات الوضع النهائي. واعلن الرئيس محمود عباس عن رفضه مشروع الدولة ذات الحدود الموقتة، معربا عن خشيته من ان تعمل اسرائيل على جعلها حدودا دائمة. واتهم هنية اطرافاً لم يسمها ب"السعي لافشال صفقة مبادلة الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت قائلا:"ان كل من يسعى لافشال صفقة التبادل سيكون مسؤولاً امام الله والتاريخ والاسرى". وتتهم"حماس"النائب في المجلس التشريعي والرجل القوي في حركة"فتح"محمد دحلان بمحاولة افشال عملية تبادل شاليت بأسرى فلسطينيين ومحاولة الكشف عن مكان احتجازه، ونظمت الحركة امس مسيرات في قطاع غزة للتنديد بما اسمته"مؤامرة افشال صفقة تبادل الاسرى"، ولرفض ما قالت انه"تعهدات دحلان للاحتلال بالعمل على الكشف عن مكان الاسير الاسرائيلي". وتجمع المشاركون بعد صلاة الجمعة في ميدان فلسطين وسط المدينة قبل التوجه الى مقر المجلس التشريعي في المدينة وهم يرددون هتافات ضد دحلان. واكدت"حماس"في بيان ان هذه التظاهرة"لرفض محاولات بعض الجهات الفلسطينية التي تهدف الى افشال صفقة تبادل الاسرى ولرفض تعهدات محمد دحلان للاحتلال الاسرائيلي بالعمل على كشف مكان الجندي الصهيوني الاسير لتعطيل اطلاق سراح أسرانا البواسل". وقال النائب في المجلس التشريعي عن حماس مشير المصري في المتظاهرين"لا تحلموا ايها الانقلابيون، لا تحلموا ايها الصهاينة، سيبقى شاليت في ايدي حماس". واضاف:"لن نطأطئ رأسنا الا لله"، وتابع:"سنفرج عن اسرانا كما اجبر الجهاد والمقاومة العدو الصهيوني على الاندحار من قطاع غزة". وقال المصري:"هذه الصفقة التي شارفت على الانتهاء بعدما استنفد العدو خياراته العسكرية وشارفت على الترجمة والتنفيذ وأمل ذوو الاسرى بالافراج عن ابنائهم، تبرع قائد الانقلاب والفتنة المدعو محمد دحلان بأن يضع يده في يد الصهاينة للافراج عن شاليت والكشف عن مكانه". واضاف:"نقول لهم ان نجوم السماء اقرب اليهم من شاليت... سنفرج عن آخر أسير ونحن على سدة الحكم بالمقاومة". وقال المصري ان إسرائيل وجهت رسائل إلى سورية تطالبها بالدخول في صفقة لإطلاق سراح شاليت، عازيا ذلك الى ما اسماه"صلابة مواقف المقاومة وشروطها". وردد المتظاهرون هتافات منها"للامام للامام يا حكومة الاسلام"و"يا هنية دوس دوس على دحلان الجاسوس". ولم تنجح جهود الوساطة، خصوصا المصرية، حتى الآن في ابرام صفقة نهائية للتبادل. وحملت المجموعات العسكرية الثلاث وهي"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة"حماس"، و"لجان المقاومة الشعبية"و"الجيش الاسلامي"التي تتبنى اسر شاليت، اسرائيل مسؤولية"تعطيل"صفقة التبادل. من جهة ثانية، قال مسؤول في"الجهاد الاسلامي"ان الحركة تبذل جهداً لعقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل على طريق تحقيق مصالحة وطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال محمد الهندي القيادي في"الجهاد"الموجود في القاهرة إن حركته تقوم فعلاً بجهود وساطة، معرباً عن أمله في أن تنجح في عقد لقاء بين الرجلين خلال زيارة عباس الى دمشق الاحد وأن تتوج هذه الجهود باتفاق وطني شامل. وقال الهندي:"هناك رغبة حقيقية ونيات طيبة من الأخوة في فتح وحماس للوصول الى اتفاق وطني يشمل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وقضايا أساسية أخرى أهمها منظمة التحرير الفلسطينية والمرجعية السياسية". والتقى الهندي امس في القاهرة محمد دحلان.