سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد أن المحكمة تخص اللبنانيين ... ودمشق فوجئت بمواقف باريس . المعلم لپ"الحياة": الحل في لبنان بإعطاء المعارضة 11 وزيراً مقابل 5 لرئيس الجمهورية و14 للغالبية
أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن "الأسف" لأن الجانب الفرنسي لم يلتزم تعهداته لدمشق بضرورة"تحييد"واشنطن وپ"الابتعاد عن الدور الاميركي المعطل لحل"الأزمة اللبنانية، معتبراً ان زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركي ديفيد ولش الى بيروت"عرقلت المبادرة الفرنسية وإمكانية الحل". ونفى تسلم دمشق"اي إنذار"من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وان يوم السبت هو"الفرصة الاخيرة"لسورية للضغط على المعارضة لانتخاب العماد ميشال سليمان، مؤكداً ان"الفرصة لا تزال قائمة"، وپ"مستعدون وجاهزون لاستمرار التعاون مع باريس للوصول الى حل". غير انه قال إن سورية التي"تسهل"الحل ولا تفرضه على المعارضة ترى ان"تشكيل حكومة وحدة بين الأطراف اللبنانية مهم كأهمية انتخاب رئيس جديد لأنه سيؤدي الى تفعيل كل المؤسسات الدستورية وينهي الاعتصامات ويمهد الطريق أمام حوار وطني لبناني شامل". وقال المعلم الذي كان يتحدث في لقاء مع عدد من الصحافيين رداً على سؤال لپ"الحياة"ان سورية"لا تربط موقفها ازاء حل الأزمة اللبنانية بالمحكمة الدولية. ان هذه المحكمة خرجت أصلاً من أيدي اللبنانيين وأصبحت في أيدي الأممالمتحدة. النقطة الأهم، ان موقف سورية من المحكمة حدده الرئيس بشار الأسد مراراً: نحن نتعاون مع التحقيق لكشف الحقيقة، لكن المحكمة أمر يخص اللبنانيين لا شأن لنا به. لدينا قانوننا ومحاكمنا. اي سياسي او إعلامي يربط الموقف في لبنان بالمحكمة يجانب الحقيقة ويتجنى عليها. وإلا لماذا التعاون مع الفرنسيين لتسهيل الحل". رسوخ العلاقة مع إيران وجدد التأكيد ان العلاقات بين سورية وايران"راسخة على رغم كل محاولات الآخرين لهزّها"، قائلاً:"لسورية علاقة مع المعارضة وللسعودية علاقة مع جميع الأطراف، مثلما تعمل سورية لتسهيل الحل، نتطلع الى دور سعودي مماثل لأن إنهاء الأزمة السياسية في لبنان ركن أساسي في تعزيز التضامن العربي الذي نتطلع اليه". وأكد:"نحن منفتحون على افضل العلاقات مع الأشقاء العرب وفي مقدمهم السعودية ليس فقط لتشجيع الأطراف اللبنانية على التوافق بل لمواجهة مخاطر حقيقية تحيق بنا كعرب". پواستعرض المعلم الاتصالات بين دمشقوباريس منذ زيارة مبعوثي الرئيس الفرنسي كلود غيان ودافيد لفيت. وقال ان مضمون رسالة الرئيس نيكولا ساركوزي الى الأسد كان"ايجابياً يتحدث عن رغبة فرنسا في التعاون مع سورية لتسهيل التوافق اللبناني والحوار بين اللبنانيين، اضافة الى آفاق تطور العلاقات الثنائية بين سورية وفرنسا"، وكان جواب الأسد ان دمشق"لا تنوي عمل شيء لسبب بسيط هو انه ليست لديها اتصالات مع كل الاطراف اللبنانية"، مشيرة الى ان غيان ولفيت"اكدا ان لفرنسا اتصالات مع كل الاطراف وان قرار باريس هو الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف. وبالفعل بدأ التعاون السوري - الفرنسي وفق اطار يتضمن ثلاثة مبادئ: أولاً، العلاقات السورية ? الفرنسية ليست مرتبطة بطرف ثالث. الثاني، سورية تتعاون مع فرنسا اذا تأكدنا ان اميركا لن تتدخل وتعرقل الحل المنشود. الثالث، ان سورية في تعاونها تهدف الى تشجيع اللبنانيين على الحوار في ما بينهم لأن الحل يجب ان يكون لبنانياً وينطلق من قاعدة التوافق". وتابع انه من خلال الاتصالات السورية - الفرنسية اللاحقة تم الاتفاق على مشروع اعلان مبادئ، يتضمن:"أولاً، انتخاب رئيس توافقي وهو العماد ميشال سليمان من خلال تعديل الدستور. ثانياً، تشكيل حكومة وحدة وطنية بحسب التمثيل في الكتل البرلمانية. ثالثاً، تعديل قانون الانتخابات في شكل عادل ومنصف"، مشيراً الى انه على هذا الأساس أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير لدى مغادرته بيروت انه حقق"نصف انتصار"بمعنى انه تم الاتفاق على مبادئ مع بقاء عقبتين"الأولى، آلية تعديل الدستور. الثانية، تفسير عبارة"حسب التمثيل في المجلس النيابي". واستمرت الاتصالات ? بحسب المعلم - بين دمشقوباريس للتغلب على هاتين العقبتين، حيث"بدا واضحاً ان الخلاف ليس قانونياً بل ان عوامل سياسية تقف وراءه، ذلك ان هناك رأيين: رأي يعترف بحكومة فؤاد السنيورة، ورأي لا يعترف بها ولا بوزرائها ويعتبر انها حكومة غير شرعية لأنها حكومة تستبعد طائفة كاملة من تركيبتها. وهذا مخالف لميثاق العيش المشترك". وعن الخلاف المتعلق بنسبة تمثيل الكتل البرلمانية، قال المعلم:"اذا اخذنا نسبة نواب المعارضة، فهي 45 في المئة ونسبة الاكثرية هي 55 في المئة. هذا يعني حسابياً: 17 وزيراً للأكثرية و13 وزيراً للمعارضة مع مراعاة حصة رئيس الجمهورية التي تؤخذ من الطرفين بحسب هذه النسبة". وتابع ان الأيام الأخيرة شهدت اتفاق رئيس كتلة"المستقبل"سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري على آلية تعديل الدستور، وان الخلاف لا يزال قائماً حول نسبة التمثيل في الحكومة. وقال:"هذه هي العقبة التي لا تزال قائمة أمام إمكان إجراء الانتخابات وتعديل الدستور". وبعدما أعرب عن"الأسف"لأن الجانب الفرنسي"لم يظهر التزاماً بالابتعاد عن الدور الاميركي الذي عطّل التوجه السوري -الفرنسي للحل"، تساءل:"ماذا يريد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش في زيارته الى بيروت؟ ماذا يريد من إعلانه وقوف أميركا مع الأكثرية في اي قرار تتخذه ثم يطالب بإجراء انتخابات بالسرعة الممكنة؟ ماذا يعني ذلك؟". الغالب والمغلوب وأجاب:"ان اميركا ليست مع التوافق بين اللبنانيين. ان أميركا تريد غالباً ومغلوباً في لبنان. ان أميركا تريد ان تحتكر الاكثرية القرار السياسي في لبنان، في حين نحن اتفقنا مع الفرنسيين على الوقوف مسافة واحدة واتفقنا معهم على تحييد الموقف الاميركي المعطل للوفاق وان الحل لا يمكن ان يكون الا توافقياً من خلال الحوار بين اللبنانيين"، قبل ان يشير الى ان دمشق"فوجئت"باجتماع عقد في باريس بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير خارجية فرنسا برنار كوشنير ووزراء عرب وأوروبيين. وقال:"على رغم كل ما قيل عن محاولات تخفيف لهجة البيان الصادر من هذا الاجتماع، فقد صدر بيان لا يؤكد على وقوف هذه الدول على مسافة واحدة من اللبنانيين ولا يؤكد على أهمية التوافق بين اللبنانيين". وزاد المعلم:"المفاجأة الأخرى، لقاء ساركوزي مع صحافيين عرب في باريس وما تضمنه من كلام ان العلاقات السورية - الفرنسية وصلت الى نهاية المطاف وينتظر آخر فرصة لإجراء الانتخابات الرئاسية يوم السبت المقبل". وإذ حرص المعلم على"عدم التعليق المباشر"على ما نقل عن ساركوزي، قال :"ان سورية تعرضت الى موجة ضغوط هائلة من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والغرب وبعض العرب، لكنها صبرت لأن المراد من تلك الضغوطات لم يكن يعكس قناعات سورية ولا يصب في مصلحة استقرار المنطقة". وتابع:"نحن في سورية، بالفعل نريد ان تجرى الانتخابات الرئاسية في لبنان في اقرب وقت ممكن من خلال رئيس توافقي يجمع اللبنانيين ويوحدهم لأن هذا هو السبيل لأمن لبنان واستقراره. الأزمة في لبنان تعود الى اكثر من عام والاعتصامات موجودة في الساحات نريد حلاً سياسياً لا يؤدي الى إيجاد أزمة جديدة بل الى فتح الطريق أمام الرئيس المنتخب ليبدأ عهده من دون أزمات. ونرى ان الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة بين الأطراف اللبنانية مهم كأهمية انتخاب رئيس جديد لأنه سيؤدي الى تفعيل كل المؤسسات الدستورية وينهي الاعتصامات ويمهد الطريق أمام حوار وطني لبناني شامل". پ وزاد:"هناك من يقول: على سورية ان تلعب دوراً بناء. بالفعل ان سورية تلعب دوراً بناء. ونؤكد أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، بل نسهل ونلعب دور تسهيل الوصول الى حل. لكن القرار في النهاية هو لبناني. وان الاعتقاد بأن الدور السوري البناء يعني ان تقوم سورية بالضغط على المعارضة اللبنانية لتلبية موقف الغالبية ويسهل لها احتكار السلطة، هو وَهْم. أولاً، ان سورية لن تضغط بل تشجع وتحضّ للوصول الى حل. ثانياً، ان موقف المعارضة هو موقف مشروع لا يطالبون بأكثر مما هم يمثلونه في مجلس النواب. ما هي الغضاضة في تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل نواب لبنان وأحزابه". وكشف المعلم لپ"الحياة"ان الاتصالات"مستمرة"بينه وبين غيان وانه نصح المسؤول الفرنسي أول أمس بأن يقوم سفيره في بيروت بپ"الاتصال بپرئيس كتلة الإصلاح والتغيير ميشال عون والرئيس بري للوقوف على حقيقة موقف المعارضة. الموضوع ليس مفاوضات بين سورية وفرنسا، بل التوافق بين المعارضة والأكثرية"، مشيراً الى أن الحل يكمن في توفير الثلث الضامن للمعارضة بإعطائها 11 وزيراً مقابل خمسة وزراء لرئيس الجمهورية و14 للغالبية. واعتبر المعلم اتهامات ولش لسورية بتعطيل الحل"كلاماً فارغاً"، متسائلاً:"هل جاء الى بيروت لدعم الأكثرية أم لنسف المبادرة الفرنسية؟ على الأميركيين والفرنسيين الإجابة عن هذا السؤال". پوكان مقرراً ان يتصل المعلم أمس بغيان لپ"التأكيد على استمرار التنسيق مع فرنسا وصولاً الى الفوز معاً. وهذا سيكون يوماً سعيداً عندما يتوافق اللبنانيون". وقال:"هل يعقل بعد كل هذه الإغراءات التي جرى الحديث انها ستقدم لسورية هل يعقل ان تعمل دمشق ضد مصالحها. من يعرقل الانتخابات لا يريد ان تحقق سورية مصالحها".