سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسى واسماعيل أعلنا النتائج ووعدا بالعودة لمواصلة المهمة . المبادرة العربية : اتفاق على حكومة 19-10 باستثناء "الملك" ولجنة سداسية لدرس المحكمة الدولية ... والعودة الى الحوار
لم يتصاعد الدخان الأبيض ناصعاً من المبادرة العربية الهادفة الى حل الأزمة اللبنانية والتي عمل عليها خلال الأيام الماضية، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وموفد الرئيس السوداني، بصفته رئيساً للقمة العربية، عثمان مصطفى اسماعيل. انما تصاعد من المؤتمر الصحافي الذي عقداه في السراي الحكومي امس، دخان مشرّب بالبياض يشير الى أن الأزمة في طريقها الى الحل، والى اتفاق المختصمين على تشكيل لجنة سداسية من قضاة، لدرس موضوع المحكمة الدولية، كما تم التوافق على اقتراح تشكيل حكومة 19 - 10 -1، انما بقي موضوع الوزير الملك للاتصالات المستمرة. ويبدو ان توافق اللبنانيين على ما جاء في المبادرة سيضطرهم الى العودة الى طاولة الحوار لتكون منطلقاً لاعلان الاتفاق الذي شكلت لجنة صياغته. وقال موسى:"إن العالم العربي والدول العربية والجامعة العربية، يشعرون بالقلق الشديد إزاء الموقف الحالي في لبنان، من منطلق المسؤولية العربية والأخوية والتضامنية، بأن علينا ان نكون موجودين على الساحة السياسية اللبنانية، وان نحاول بذل كل الجهود ونحاول كل المحاولات لنحيط بهذا الجو المتوتر ليعود لبنان ثابتاً مستقراً وسالماً ومزدهراً". وأضاف:"في هذا الاطار أتحدث الى كل لبناني ولبنانية وكل من هم على أرض لبنان، ليقفوا موقفاً ثابتاً ضد ما يهدد رخاءهموطمأنينتهم التي هي مسؤولية كل لبناني وعربي والمسؤولين في دورهم للعمل السياسي لفك هذه العقدة القائمة". وقال انه عقد لقاءات مع مختلف الزعماء السياسيين في لبنان"وقدمت اقتراحاً إطارياً يشتمل على مختلف المشكلات المطروحة التي تحتمل بعض الخلافات من هنا أو هناك. ويمكنني أن أقول ان هذه المحادثات مع الزعماء اللبنانيين من مختلف الاتجاهات، ولقاءاتي وانطباعاتي مما سمعته من المسؤولين اللبنانيين في شأن بلدهم ومخاوفهم عليه، وانطلاقاً من مسؤوليتي كمواطن عربي وأمين عام يمثل الجامعة العربية ويتلقى دعمها في مهمته هذه، يهمني ان أؤكد أنه حدث تقدم وتحرك في عدد من الأمور، وهناك مساحة جيدة للتفاهم عليها، وهناك أمور لا تزال تحتاج الى جهد إضافي ربما يقتضي عودتنا لاستكمالها". وأضاف موسى:"كان موضوع المحكمة الدولية على رأس الموضوعات في جدول أعمالنا في كل اللقاءات، وهو موضوع مهم ورئيسي يتصل بتطبيق قواعد العدالة والقانون. وأيضاً كان موضوع الوحدة الوطنية اللبنانية ممثلة في إطارها العام وفي تشكيل الحكومة. ومن الموضوعات الرئيسية التي طرحت في الاطار نفسه وبالتوازي مع غيره وبالذات إقرار المحكمة. وهنا أظنكم تعلمون بالأرقام المشار إليها 19 - 10 - 1، وهذا في حد ذاته يشكل توافقاً على موضوع محدد بأرقامه وبالتحرك نحو مناقشة الضمانات اللازمة لجعل هذه الحكومة مستقرة وتمكينها من أداء واجباتها السياسية والتنموية". وتابع:"اتفقنا أيضاً على تشكيل فريق من القضاة وممثلي الأطراف للإمعان في نظر الوثيقة أو العناصر الخاصة بالمحكمة. هذه اللجنة فريق سداسي. وكذلك تم الاتفاق على ضرورة تهدئة الأمور وان يتاح للمجتمع اللبناني ان يتجول في بلده وعاصمتها باطمئنان. وأن نتحرك في ظل هذا الهدوء للأمام لنتعامل مع بقية العناصر على مائدة التشاور وصولاً الى التوافق". تشكيل لجنة وزاد موسى:"اتفقنا أيضاً على تشكيل لجنة صوغ من مختلف الأطراف يجلسون معاً حين يكتمل الاتفاق، ونحن معهم، لصوغ الاتفاق. واتفقنا على أن إطلاق الاتفاق يكون من طاولة الحوار، التي يجب أن تجتمع لتطلق هذا التوافق. تحدد إطار الموضوعات التي يجب أن تبحث وأجندة الموضوعات التي يجب التطرق إليها والمواضيع التي لا يجب التطرق إليها، بدءاً من هذا وانتهاءً بتحديد طاولة الحوار كمنطلق للاتفاق والتحاور. في ما بين الاثنين حصل تقدم لكن الأمر يحتاج الى عمل إضافي لتحقيق تقدم أكبر، معتمدين على وجود حسن النيات وتنميتها وكذلك على الرغبة الشعبية الشاملة في أمرين رئيسيين: الأول: حقهم في الحياة المطمئنة في بلدهم ومنازلهم وشوارعهم والمسؤولية الكبرى المترتبة على إزعاج الشعب اللبناني باستمرار. الثاني: ضرورة الوصول الى صيغة لا غالب ولا مغلوب. هذه هي الصيغة التي يمكن على أساسها التوصل الى اتفاق ثابت وراسخ ويأخذ في اعتباره مصالح الجميع وتطلعاتهم وتعاونهم". وأشار موسى الى"أننا في اجتماعاتنا مع كل القادة وبلا استثناء، شعرنا بالرغبة في التعاون والتقدم الى الإمام وفي حل هذه المشكلة القائمة ولا يوجد مستحيل، بل يوجد اقتراب أو تحرك نحو الهدف. وسنواصل العمل على الساحة اللبنانية وعلى الساحة العربية لتحقيق ذلك". ثم جرى حوار بين موسى واسماعيل وبين الصحافيين، أكد فيه موسى أن"هناك اتفاقاً في الرأي بين كل الأطراف مثلما تم أول من أمس في اتصالاتنا، على ضرورة تهدئة الشارع ووقف التظاهرات ووقف التصعيد الذي قد يزيد التوتر". وعن مسألتي الانتخابات الرئاسية والنيابية المبكرة، قال موسى:"ذكرت أن هناك إطاراً حدد الموضوعات المطروحة وهي المحكمة وحكومة الوحدة الوطنية ومؤتمر باريس الاقتصادي، تعرضنا أيضاً لموضوعات الانتخابات الرئاسية، وتعديل قانون الانتخاب، وهي أمور مطروحة لها أطرها الزمنية وفقاً للدستور، هذه الموضوعات بدأنا بحثها وستكون في الأيام المقبلة على رأس الموضوعات التي تشهد تشاوراً كثيفاً". وعن نعي إحدى الوكالات الأجنبية مبادرته قال:"من تحدث سلباً عن هذا الوضع ربما كان يعكس بعض مشاعر اليأس التي سادت في لحظة معينة، انما مشاعر اليأس لا مكان لها في ما نحاول فعله، بل هناك مساحة لا بد من العمل فيها من أجل تحقيق الاختراق اللازم، لكن مثل هذا التقرير الاعلامي بعيد من الصحة بعداً كبيراً". وأشار الى"وجود مقترحات متروكة وموضوعات مقترحة على الأخوة للتفكير فيها، والعودة ستكون قريبة ومبكرة ولن نضيع وقتاً، وكل ما هو على طاولة المباحثات لا مصلحة لمناقشته على هذا الشكل. لا بد من إعطاء الوقت اللازم لها. لنترك فرصة للمفاوضين ليعملوا في هذا الاطار". وعن انعدام الثقة؟ قال موسى:"انعدام الثقة موجود طبعاً، لكن هناك مجال كبير لعودتها، والنيات الحسنة موجودة". الضمان ... وسئل موسى عن الضمان لتنفيذ ما اتفق عليه؟ فأجاب:"الضمان أننا لم نكن نلعب، بل كنا نتكلم مع زعماء مسؤولين ونجمع النقاط التي تم الاتفاق عليها وكذلك نجمع النقاط لتي لم يتم التوافق عليها، وعندما يشمل التوافق كل النقاط تطرح في الطريقة التي تحدثت عنها". وأشار الى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري"أبلغ كل النقاط المطلوبة أي موقف الرئيس السنيورة، وكذلك أبلغ الرئيس السنيورة الموقف الذي أراد الرئيس بري الوصول إليه. هذه الأمور ماشية وأدت الى توضيح عدد كبير من النقاط". وأوضح أن"حركة الشارع لها رسالة معينة أطلقت وسمعت، ونحن نتحرك نحو تسوية شاملة للموقف اللبناني إنما ليس تحت هذا الضغط بل تحت تحت ضغط حاجة لبنان الى هذه التسوية". وسئل موسى عن مصدر طمأنينته، أجاب"إنها آتية من التقارب الحاصل، لأن بدلاً من التباعد بين الفرقاء وعدم وجود أي قوة مساعدة، هناك الآن قوة مساعدة تصل بين مختلف الأطراف وتعرض مقترحات وتستمع الى الآراء المطروحة ويجوز أن تعدل من المقترحات. هناك ديناميكية ولدت، ومستمرة لمعالجة المشكلة المطروحة. هذا لم يكن موجوداً من قبل، وهذه القوة هي الجامعة العربية مدعومة من كثير من الجهات العربية والعالمية". وعن عدم التقدم في الموضوعات الخلافية والتأثير الاقليمي، قال موسى:"هناك موضوعات سيتم التفاهم عليها. أفهم أن هناك تأثيراً لبعض القوى الصديقة او غيرها لأن العالم متداخل الآن والاعتبارات الوطنية المحلية والاقليمية والدولية كلها أصبحت مطروحة، إنما ما أرجو تفهمه أن هناك ديناميكية إقليمية عربية بالذات، أصبحت الآن تؤدي دورها بالتواصل مع كل الزعماء في لبنان ومع كل القوى الاقليمية ذات العلاقة او ذات الاهتمام بالوضع في لبنان، وهذا ما نفعله، أي نستطيع أن نتواصل محلياً في لبنان وعربياً مع مختلف القوى وإقليمياً ودولياً، هذه الديناميكية الكبيرة مسخرة لمصحلة التوصل الى حل". وقيل له:"لا خروج من الأزمة اللبنانية قبل التسوية الإقليمية"، فقال:"أريد أن أطمئن الى أن لبنان فيه عناصر ايجابية تستطيع أن تحل المشكلة المسببة للازعاج. واطمئن الساحة اللبنانية، الى أن هذه المبادرة التي نقوم بها مستمرة ولن نقطعها ومطلوب استمرارها والاتصالات مستمرة وهناك مقترحات كثيرة ومحددة يتم البحث فيها في حضورنا أو في فترة غيابنا". "الثلث المعطل" وقال موسى رداً على سؤال حول مطلب المعارضة الثلث المعطل: أولاً كلمة الثلث المعطل في حد ذاتها دعوة الى السلبية والرفض ولا يمكن أحداً أن يوافق على ثلث معطل، إنما على ثلث يضمن ويدعم. الضامن بدلاً من المعطل". وعن امكان زيارته سورية قال:"يمكن أن أزور سورية في أي وقت وهي دولة لها مركزها ووضعها في هذه المنطقة وضروري أن تكون داخل أو لها رأيها ودورها في تسوية عندما نتكلم من الناحية العربية. وانطلاقاً من ذلك فإن التواصل ضرري، وأنا سأزور سورية ونبحث في الأمر، وهي مثلها مثل كل الدولة العربية الأخرى مؤيدة للوصول الى تسوية". وسئل عن تاريخ الاعتصام المفتوح فقال:"أرجو أن ننتهي قبل الأعياد، وأنا سأعود في ظرف أيام". وقيل لموسى أن عضو في الكونغرس الأميركي قال إن الرئيس بشار الأسد أبلغه أنه لا يدعم حكومة السنيورة وسمع كلاماً قاسياً عنها، فرد ممازحاً بالعامية المصرية"أما أنه راجل فتان قوي اللي قال الكلام ده". وأمل أن"ننتهي من المسألة في الأسبوعين المقبلين"، معتبراً أن"التصعيد الاعلامي يؤدي الى تصعيد وتراجع، بل تجب التهدئة". ونفى أن يكون التنازل من طرف واحد. ثم تحدث اسماعيل فكرر ما قال له موسى عن"وجود صعوبات وعقبات لكن هناك مقترحات محددة وضعت في سلة وتم التداول فيها ونحاول إزالة العقبات وتوصلنا الى 50 في المئة ونأمل لدى عودتنا بالوصول الى 100 في المئة". وتحدث عن زيارته دمشق ولقائه الرئيس الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، وطلبه منهم دعم المبادرة لإنهاء الإشكال الحاصل في لبنان، وقال إن"رد الرئيس الأسد كان قاطعاً بدعم المبادرة العربية وكل ما يتوافق عليه اللبنانيون". وأضاف اسماعيل:"لم نرَ حتى الآن أي تعطيل للمبادرة، وفي هذا الجانب فإن التحدي أمام اللبنانيين ليقرروا ان لبنان يجب أن يبقى وانه فوق الأحزاب والمجموعات". جولة وكان موسى جال برفقة الموفد السوداني مصطفى عثمان إسماعيل امس، على كل من رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والتقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مرتين في الصباح وقبل عقد مؤتمره الصحافي عصراً، والتقى ايضاً رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري. وجدد لحود أمام موسى دعمه التحرك العربي لانهاء الازمة الراهنة في لبنان، مكرراً دعوته الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع في اولويات عملها بت موضوع المحكمة الدولية، ثم تتولى وضع قانون انتخابي جديد تجرى على أساسه انتخابات نيابية مسبقة ينبثق منها مجلس نيابي جديد يتولى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة التي يحددها الدستور. واعتبر لحود ان المجلس النيابي الحالي"لا يعكس التمثيل الشعبي الحقيقي للبنانيين. وأيد لحود اقتراح موسى تشكيل لجنة ثلاثية تضم قضاة وممثلين للاكثرية والمعارضة، لدرس الملاحظات على قانون انشاء المحكمة الدولية بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. واكد لحود بقاءه في تحمل مسؤولياته الدستورية حتى نهاية ولايته. ووصف موسى اجواء اللقاء مع لحود بأنها"طيبة". ورأى ان"هناك تفاؤلاً وهناك تشاؤماً وهناك تشاؤلاً". وقال انه سمع من لحود"تأييداً للمساعي التي نقوم بها، ووجهة نظره مهمة".