ما زال الغموض يلف جماعة "جند السماء" التي قُتل حوالي مئتين من عناصرها في عملية عراقية - أميركية مدعومة بمروحيات عسكرية، إذ نفى أتباع رجل الدين الشيعي"أبو الحسن اليماني"علاقتهم بأحداث النجف. وقال أتباع هذه الطائفة الشيعية المتشددة إن قائدها لم تكن له أي علاقة تذكر بالقتال مع القوات الأميركية والعراقية في هذه المدينة الجنوبية. ونقلت وسائل اعلام محلية تصريحات لقياديين في هذه الجماعة قالوا فيها إنهم أتباع الإمام"أحمد الحسن اليماني"الذي يدعي بأنه من نسل الرسول أو"مبعوث المهدي"، وشددوا على أنهم حركة سلمية ليست مرتبطة ب"جند السماء". وتضاربت الأنباء حول نشأة هذه المجموعة ومن يدعمها ويتزعمها، وكيفية وصولها الى محيط النجف، وذلك بعد يومين من انتهاء المعارك. وأكد مدير اعلام محافظة النجف أحمد دعيبل أن أجهزة الامن في المحافظة تدرس كيفية وصول هذه المجموعة الى مناطق قرب الكوفة وكيف تمكنت من الاستيلاء على مزارع"الزركة"التي أقامت فيها. وذكرت مصادر في لجنة تحقيق شكلتها سلطات النجف أن ظهور مثل هذه الجماعة في هذه الطريقة وحصولها على اسلحة متطورة من بينها صواريخ مضادة للطائرات نجحت في اسقاط مروحية أميركية، يرجح تلقيها تدريبات خارج العراق. وتدرس هذه اللجنة احتمال أن تكون لهذه المجموعة خلايا منتشرة في عدد من مناطق العراق، وربما في البصرة أو الديوانية. وزاد أمس الغموض الذي يلف زعيم هذه المجموعة. وأدلى مسؤولون أمنيون عراقيون بأن من يدعى"احمد كاظم الكرعاوي البصري"، وهو من مواليد 1969، وكان طالباً في احدى المدارس الدينية في مدينة النجف ابان حكم النظام العراقي السابق، واعتُقل في ايران بعد مغادرته العراق، هو الذي تولى قيادة المجموعة. الى ذلك، نفى أهالي في منطقة الزركة ما تردد في تصريحات رسمية عن هوية المقاتلين وانتماءات أبناء المنطقة. وقال أحد وجهاء منطقة الزركة الحاج صاحب الحاتمي ل"الحياة""اننا مسلمون وشيعة ونؤمن بكتاب الله وسنة نبيه. كيف نصدق رجلاً يدّعي بأنه ابن الامام علي؟". وأكد أن كل هذا"من تلفيقات رجال المحافظة عندما وقعوا في مطب لا يعرفون الخروج منه"، مشيراً الى أن"هذه المنطقة تسكنها العشائر وليست بساتين غير مأهولة، بل مزارع تعتمد على زراعة الطماطم والبطاطا، ولا توجد فيها نخلة واحدة". وأوضح أن"سكان هذه المنطقة لديهم أسلحة خفيفة، ومن بينهم من لديه قاذفات آر بي جي يحتفظ بها منذ زمن صدام للدفاع عن أنفسهم". وتابع أن"الاهالي وقعوا ضحية دخول عدد من المسلحين المجهولين إلى المنطقة"، فيما بادرت الحكومة المحلية باستدعاء القوات الاميركية التي لم تتردد في تنفيذ حملة ابادة في حق الأهالي. واطلعت"الحياة"على مكان الحادث حيث دمرت معظم المنازل في غارات أميركية، فيما ظلت الجثث مرمية في العراء حتى صباح أمس.