سقط مئات القتلى والجرحى في اشتباكات دامت يومين بين قوات عراقية - أميركية مدعومة جواً، وجماعة "جند السماء" المتطرفة في مدينة النجف حيث أسقطت مروحية أميركية باستخدام صاروخ مضاد للطائرات ليل أول من أمس. وأكد مسؤول عراقي محلي مقتل زعيم"جند السماء"خلال اشتباكات مع القوى الأمنية تواصلت حتى الساعة الرابعة من فجر أمس شمال النجف. وأوضح مصدر في مكتب المحافظ:"تم التعرف على جثة زعيم التنظيم من خلال بعض المقبوض عليهم"، لافتاً إلى أن الشخص المعني"عراقي الجنسية إسمه الحقيقي سامر أبو قمر من نواحي الديوانية، لكنه اتخذ لنفسه إسم علي بن علي بن أبي طالب". وكان ناطق رسمي باسم محافظة النجف أكد أن ما"لا يقل عن 300 مسلح قُتلوا وأُسر 13 آخرون"خلال اشتباكات مع جماعة"جند السماء"الشيعية. إلا أن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري قال إن القوات العراقية قتلت"مئتي ارهابي"وجرحت 60 واعتقلت 120 آخرين في هذه العملية، مؤكداً أن هذه هي آخر حصيلة وصلته. كما أعلن الجيش الأميركي أن مروحية سقطت خلال اشتباكات النجف، ما أدى الى مقتل جنديين أميركيين انتشلت جثتيهما لاحقاً. وكانت أنباء متضاربة ترددت أمس عن هوية زعيم المجموعة إذ ورد اسم آية الله أحمد الحسني الصرخي، إلا أن مصادر في محافظة النجف أكدت أن المقصود هو رجل دين غير معروف على مستوى واسع ويدعى أحمد الحسن اليماني وله ارتباطات بالصرخي. وقال مدير إعلام المحافظة أحمد دعبيل ل"الحياة"إن"16 إرهابياً... بينهم مصريان وسعودي قُتلوا". وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت عندما دهمت قوات من الشرطة والحرس الوطني العراقي في ساعة مبكرة من يوم أول من أمس، معقلاً في منطقة الزركة لجماعة أحمد الحسن الذي يدعي أنه وصي الإمام المهدي. وأشارت مصادر في المحافظة إلى أن مرور دورية من الشرطة في تلك المنطقة ولّد شعوراً لدى"جند السماء"بأن هذه الدورية تستهدفهم، فتصدوا لها، ما كشف عن مخابئهم. وتدخلت قوات أميركية مدعومة بدبابات ومروحيات قتالية لدعم القوات العراقية، وقصفت البساتين المحيطة بمنطقة الزركة، ما أدى وحده الى حسم الموقف، بحسب مصدر أمني عراقي. وأكد وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي خلال مؤتمر صحافي أن"الأحداث التي جرت يوم أمس نتيجة طبيعية لأن الخطة الأمنية واعدة وهي تستهدف كل التحركات الارهابية". وفي هذا السياق، ذكر مدير إعلام النجف أن الحياة في المدينة"تسير في شكل طبيعي"، مشيراً إلى أن المواكب الحسينية"سارت كما هو مخطط لها، ولم تؤثر مواجهات الأمس في مظاهر الحياة والاحتفالات في أي شكل". وقال محافظ النجف أسعد أبو كلل ل"الحياة"إن"العملية انتهت... كنت قرب منطقة العمليات قبل ساعات، والآن هناك عملية إحصاء للقتلى والجرحى ولدينا عدد من الأسرى. وتشترك الآن سرية لتطهير المنطقة من الألغام والمتفجرات". وأضاف:"كان لديهم خطة وساعة صفر، لكن اجهزتنا الامنية كشفت المخطط وتمت العملية الاستباقية في نجاح"، مشيراً الى أن"معظم المسلحين قُتلوا، ولدينا عدد قليل من المعتقلين". وأوضح قائد شرطة النجف أن"التحقيق مع الأسرى كشف أن لدى المجموعة أسلحة خفيفة ومتوسطة وهاونات ورباعيات وحوالي 40 احادية. وتلقى هؤلاء المسلحون تدريباً عسكرياً عالياً ويقاتلون بتسلسل عسكري ويتقدمون كفصائل وحظائر"، في اشارة الى تنظيمهم. وأكد أن المسلحين ينتمون إلى جنسيات متعددة، إذ"أمسكنا مصريين اثنين ولكن أُفلتا وعادا الى المعسكر المعادي. كما اعتقلنا سودانياً"، مشيراً الى أن"قائد التنظيم لبناني الجنسية". وفي هذا الاطار، أعرب نائب المحافظ عبد الحسين عبطان عن قناعته بأن التنظيم تابع ل"القاعدة"، قائلاً:"وصلت الى قناعة كاملة من خلال ما رأيت بأن من يقف وراء هذا التنظيم هو شبكة القاعدة". وأضاف عبطان"إنه تنظيم كبير ومعقد ظاهره شيعة وباطنه غير ذلك ... تنظيم عقائدي لديه خبرة طويلة في القتال وإمكانات عسكرية كبيرة وتلقوا تدربيات رفيعة المستوى نظراً إلى تصرفهم أثناء الهجوم"، لكنه كشف عن"معلومات تشير الى أن الشخص الذي يقود التنظيم لبناني الأصل". وأكد الجيش الأميركي ليل أول من أمس مقتل جنديين في حادث"سقوط"مروحية أميركية قرب النجف. وكانت معلومات أعلنت وجود"حوالي 600 مسلح من جند السماء في منطقة مزارع الزرقاء، وعددها ثماني، لكنها معروفة لدى العامة باسم المهداوية نسبة الى الامام المهدي المنتظر". ومن جهته، قال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ لقناة"العراقية"الحكومية إن"هناك ارتباطات وخيوطاً إرهابية داخلية وأيضاً خارجية". وأضاف:"نحاول جمع التحقيقات لكن المؤكد أن هذه المجموعة صارت تتلقى دعماً ليس بسيطاً لأن كمية السلاح الموجودة لديها توحي بذلك".