قُتل ثلاثة جنود عراقيين وجُرح أربعة من عناصر الشرطة بينهم قائدها في النجف إثر اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن في المحافظة تساندها قوة أميركية بغطاء جوي، ومجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "جند السماء"، وهي حركة تابعة للمرجع الديني أحمد الحسني الصرخي في منطقة مشروع الزركة الزراعية قرب كليتي العلوم والزراعة في الكوفة. وقال مصدر في وزارة الدفاع إن"ثلاثة جنود عراقيين قُتلوا في اشتباكات اندلعت صباحاً شمال مدينة النجف بين مسلحين وقوات أمن عراقية بمساندة قوة أميركية". وأوضحت مصادر أمنية في النجف أن قائد شرطة المحافظة العميد عبدالكريم مصطفى أُصيب بجروح طفيفة في المواجهات التي أسفرت عن إصابة ثلاثة من عناصر الشرطة في منطقة الزرقاء"20 كلم شمال النجف. وتابعت أن"المسلحين هاجموا نقطة تفتيش تابعة للشرطة قرب الزرقاء ما دفع قوات الامن العراقية الى الرد"، مشيرة إلى وجود أتباع لرجل الدين محمود الصرفي الملقب ب"اليماني"الذي يدعي بأنه"أحد قادة الإمام المهدي المنتظر"، في المنطقة. وأعلن الناطق باسم قوات الامن في النجف العقيد علي جريو"اعتقال خمسة من المسلحين الذين اشتبكوا مع القوات العراقية والجيش الأميركي في منطقة الزرقاء". وأوضح أن"المسلحين الخمسة أكدوا أنهم ينتمون الى جماعة تطلق على نفسها تسمية"جند السماء"تدعي مناصرة الامام المهدي المنتظر". وأكد أن"ملامح المسلحين المعتقلين لا تدل على أنهم من العراق". لكن المحافظ أسعد أبو كلل أعلن للصحافيين في وقت لاحق أن المسلحين الذين قال إنهم من السنة،"يمتلكون أسلحة متطورة في مراكزهم شمال الكوفة بينها قذائف صاروخية مضادة للطائرات، ويبلغ عددهم حوالي مئتي شخص معظمهم من العراقيين مع وجود بعض الافغان بينهم". وأكد وجود"معلومات اولية تشير الى أنهم قد يستهدفون مراجع دينية كبيرة في النجف ومواكب حسينية متجهة الى كربلاء". وأضاف كلل أن المسلحين ومن بينهم مقاتلون أجانب وصلوا الى المدينة في الأيام الاخيرة بصفتهم زواراً شيعة واستقروا في بساتين اشتراها أنصار للرئيس العراقي السابق صدام حسين منذ ثلاثة أو أربعة أشهر. وقال مسؤول في الشرطة إن القوات العراقية نشرت 11 ألفاً من رجال الشرطة والجيش داخل المدينة وحولها لإحباط أي هجمات يشنها المقاتلون السنة الذين استهدفوا احتفالات شيعية. كما كشفت مصادر في مقر المحافظة ل"الحياة"أن عدد المسلحين يصل الى أكثر من 500 شخص ولديهم أسلحة حديثة ومتنوعة، فيما قال شهود إن مقاتلات أميركية قصفت مواقع الميليشيات بعدد من الصواريخ والقنابل العنقودية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة القريبة من كليتي العوم والزراعة في منطقة الزركة. يذكر أن حركة أحمد الحسني الصرخي ظهرت في الكوفة بعد عام 2003، وكان لها نفوذ وامكانات واسعة، إلا أن محافظ النجف السابق عدنان الزرفي نفذ عملية واسعة ضدهم عام 2005. وكانت القوات العراقية شنت مطلع الأسبوع الماضي حملة اعتقالات في حق أنصار الصرخي طالت عدداً من انصاره في إطار الخطة الأمنية لشهر محرم.