بدأت محافظات جنوب العراق تطبيق خطط أمنية تحسباً من خروق أمنية بعد تهديدات من تنامي نشاطات مسلحة خلال ذكرى عاشوراء ابرزها لحركة «جند السماء» و «اليماني» التي خاضت مواجهات مسلحة دامية في جنوب العراق في مثل هذا الوقت من عام 2007. وقال المدير العام لشرطة ميسان إسماعيل الماجدي ل «الحياة» إن «قيادة الشرطة قسمت المحافظة إلى قاطعين وأعطت مسؤوليات كل قطاع إلى مسؤول أمني بارز». وأضاف «خطورة هذه الفترة من كل عام دعتنا إلى الإستعانة بقوات من المديريات الأخرى التابعة لوزارة الداخلية بما في ذلك المديريات الاختصاصية مثل دوائر مكافحة الجرائم الاقتصادية ومكافحة المخدرات وتم وضع خطط أمنية وكوادر خاصة ببعض الأماكن التي قد تشهد خروقاً أمنية أو تلك التي شهدت اضطرابات خلال السنوات الماضية». وأوضح «تم تشديد الحماية على الأماكن الواقعة على الحدود العراقية مع دول الجوار لغرض منع التسلل، كما تم توجيه تشديد أمني في نقاط التفتيش لكون الأجهزة الأمنية ستكون مشغولة بالتأكيد بحماية التجمعات الداخلية للمواطنين وهذا ما قد يعطي حرية أكبر لتنقل العصابات في المحافظة عبر نقاط التفتيش». وقال قائمقام قضاء العمارة مركز محافظة ميسان ناظم الساعدي ل «الحياة» إن «الخطة الأمنية هذا العام اقتضت تحديد حركة المواطنين الذين يقومون بطقوس خاصة بعاشوراء». وأضاف: «تم تحديد الشوارع التي يجب أن يسلكها المواطن وغالبيتها شوارع عامة وقد ألحقت الخطط الأمنية بخطط خدمية لإنجاحها». وفي محافظة ذي قار أوضح الناطق بإسم مديرية شرطة المحافظة مرتضى الشحتور ل «الحياة» أن «الخطة الامنية أعيد النظر فيها مرات عدة لقراءة الوضع الأمني في المحافظة». وأضاف أن «قيادة الشرطة دخلت في وضع الاستعداد الأمني منذ أكثر من شهر تقريباً». وتأتي هذه الاستعدادات الأمنية وسط أنباء عن عودة نشاط ما يعرف ب «جماعة اليماني» التي اشتبكت مع عناصر الأمن قبل عامين. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار سجاد شرهان ان «هناك معلومات استخبارية وتقارير تشير الى وجود تحركات لجماعة احمد بن الحسن الملقب اليماني». وأضاف أن «التقارير كشفت عن قيام تلك الجماعات باللقاءات السرية والتجمعات ودعوة أتباعهم الى كسب عدد جديد من الشرائح فضلاً عن نشر صحيفة باسمهم تدعو إلى عدم اتباع المرجعيات ورجال الدين والتقيد بتعليمات إمامهم أو سيدهم الذي يتلقى تعليماته من السماء». ولفت إلى أن «هذه الحركات تسعى لكسب عدد اكبر من شرائح المجتمع ليكون لهم نفوذ واسع في المحافظة وغيرها من المحافظات فضلاً عن كونها جماعات تدعو الى العنف وخلخلة الامن». وكانت منطقة «الزركة»، قرب كربلاء، شهدت بداية عام 2007 معركة بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وأنصار تيار «جند السماء»، ادت الى قتل واعتقال العشرات من عناصر التيار بينهم زعيمه ضياء عبد الزهرة الكرعاوي، فيما شهدت الفترة نفسها مواجهات مع أتباع رجل دين اطلق على نفسه اسم «اليماني» واسمه الحقيقي احمد اسماعيل كاطع.