سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معلومات عن مقتل 250 مسلحاً ونجاة زعيمهم الحسني الصرخي وسقوط هيليكوبتر أميركية اشتباكات النجف مع ميليشيا "جند السماء" تؤكد الخلافات الشيعية - الشيعية في العراق
كشفت مواجهات دامية في النجف أمس جذور صراعات سياسية وفكرية متفجرة داخل الوسط الشيعي العراقي، بعد ظهور ميليشيا تدعى "جند السماء"، تابعة للمرجع الديني آية الله أحمد الحسني الصرخي، اتهمها مسؤولون بالتخطيط لاغتيال المراجع الشيعة الكبار في المدينة، وتشكيل كتلة سياسية داخل "الائتلاف" الشيعي باسم "التضامن". ونقلت وكالة"رويترز"عن ضابط عراقي ان حوالي 250 مسلحاً قتلوا في المعارك العنيفة قرب النجف والتي كانت مستمرة حتى مساء أمس وشارك فيها الجيش الاميركي. وأكد الضابط ان المسلحين كانوا من السنة والشيعة. لكن مقرباً من الصرخي أكد أن قوات أميركية وعراقية حاولت اعتقاله، ما أدى إلى اشتباكات وقال محافظ النجف أسعد أبو كلل إن قوات الأمن العراقية اشتبكت مع مجموعة من المسلحين السنّة مختبئين في بساتين في النجف بعد كشف مخطط للمقاتلين ينطوي على قتل بعض رجال الدين الاثنين خلال إحياء ذكرى عاشوراء. لكن أحمد عبدالحسين دعيبل، مدير المركز الإعلامي في المحافظة قال ل"الحياة":"حدثت فجر هذا اليوم أمس اشتباكات عنيفة بين القوى الأمنية وميليشيا مسلحة تطلق على نفسها اسم"جند السماء"تدعي ان الإمام المهدي سيظهر". واضاف أن"غرض هذه الميليشيا قتل العلماء ومراجع الدين"، وهي تابعة لرجل الدين آية الله أحمد الحسني الصرخي الملقب ب"اليماني". ونشرت قوات الأمن مساء أمس احصائية أولية بالخسائرالناجمة عن الاشتباكات، تضمنت عشرة قتلى من الشرطة والجيش، في حين اصيب 17 بجروح متفاوتة. وقالت مصادر أمنية محلية إن أعداد القتلى والجرحى بين المقاتلين ما زالت مجهولة، فيما أكد المحافظ سقوط مروحية تابعة للقوات الأميركية المشاركة في القتال. رواية اتباع الصرخي للحادث جاءت مختلفة، وقال"أبو الحسن"، أحد المقربين من رجل الدين الشيعي الشاب الذي يدعي اتصاله بالمهدي، إن ما روج عن نية الجماعة تنفيذ حملة اغتيالات داخل النجف"عار عن الصحة، فالمواجهات اندلعت عندما شنت القوات الأميركية والعراقية حملة دهم لاعتقال السيد الصرخي الموجود في حي الزركة الزراعي شرق النجف، ما دفع أنصاره إلى الثورة. يذكر أن حركة الصرخي انتشرت في عدد من محافظاتالعراق الشيعية بعد الغزو الأميركي، وانخرطت في الدعوة إلى مقاومة الاحتلال، واتخذت موقفاً معارضاً للأطراف السياسية والدينية المرتبطة بإيران، وسبق ان أحرق أنصارها القنصليتين الايرانيتين في كربلاء والبصرة، إثر حملة اعتقالات ضدهم في النجف عام 2005. ويؤكد مراقبون أن احداث النجف الأخيرة تعكس صراعات قابلة للانفجار في الوسط الشيعي العراقي. ويلفت هؤلاء الى تزامن اطلاق الحملة الأميركية والعراقية ضد اتباع الصرخي، مع التسريبات التي تحدثت عن اتفاق ابرم بين الحكومة واتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، تضمن تخفيف الضغط عن ميليشيا"جيش المهدي"مقابل السماح بدخول قوات اميركية وعراقية إلى معاقله في بغداد للتفتيش عن أسلحة ومطلوبين، تجنباً لعملية أميركية كبيرة قد لا يستثنى منها الصدر. وكانت العلاقات الوثيقة بين"جيش المهدي"واتباع الصرخي حالت في وقت سابق دون اعتقال الأخير في النجف، حيث يسيطر"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم. مصادر مسؤولة في مقر المحافظة قالت ل"الحياة"أمس إن"عدد المسلحين التابعين للصرخي يصل الى أكثر من 500 مسلح، ولديهم أسلحة حديثة متنوعة"، لكن مصادر أخرى أكدت أن الجماعة، التي تطلق على نفسها اسم"جند السماء"، ربما يصل عديدها الى نحو 3000 مسلح، تربطهم علاقات وثيقة مع مجموعات مسلحة سنّية، فيما قال شهود إن مقاتلات اميركية قصفت مواقع الميليشيا بعدد من الصواريخ والقنابل العنقودية وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة القريبة من كليتي العلوم والزراعة في منطقة الزركة. وفيما كانت المعارك تدور في النجف كان"الائتلاف"الشيعي الحاكم يشهد تطوراً لافتاً قد يؤدي إلى انسحاب أطراف مستقلة منه. وقال قاسم داوود، أحد قياديي"الائتلاف"ل"الحياة"إن الأيام المقبلة"ستشهد ولادة كتلة جديدة داخل الائتلاف تضم عدداً غير قليل من الكتلة، غالبيتهم من المستقلين". وأشار الى أن لدى الكتلة الجديدة"برنامجاً سياسياً وطنياً"، وهي باسم"كتلة التضامن"، أما هدفها فالوقوف"ضد الاقتتال الطائفي ونبذ العنف المذهبي الذي وصل الى السياسيين أنفسهم". لكن رضا جواد تقي الناطق باسم"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"نفى نية أي من مكونات"الائتلاف"تشكيل جبهة جديدة. وقال ل"الحياة"إن"الأنباء التي ترددت عن الكتلة الجديدة لا تعبر إلا عن رغبة شخصية لبعض الأعضاء". وعلى رغم أن داوود نفى أن تكون الكتلة الجديدة مشروعاً لتفتيت قائمة"الائتلاف"، إلا أن مصادر مطلعة أكدت ان خلافات جوهرية تعصف به، بعضها حول قضية الفيديرالية. على الصعيد الأمني أيضاً، سقط 60 قتيلاً أمس في أعمال عنف وقصف بقذائف الهاون استهدفت أحياء سكنية في العاصمة العراقية، ومنطقة جرف الصخر جنوب غرب في محافظة بابل. وكان بين الضحايا سبع نساء خمس منهن سقطن في قصف على مدرسة للفتيات في بغداد. جاء ذلك في حين قررت السلطات المحلية في محافظة ديالى إقالة قائم مقام قضاء بعقوبة خالد السنجري، وتسريح ما لا يقل عن 1500 من عناصر الشرطة في المحافظة. وأوضح المحافظ رعد رشيد الملا جواد التميمي:"قررنا اقالة قائم مقام قضاء بعقوبة، وتسريح 1500 من عناصر الشرطة بسبب عدم الالتزام بالدوام الرسمي". واعتقلت القوات العراقية ثلاثة"إرهابيين"بينهم سعودي وأفغاني وآخر مجهول الهوية، وهم يستقلون سيارة مفخخة متوجهين الى كربلاء وفي حوزتهم حزام ناسف ومواد متفجرة أول من أمس. كما أعلنت وزارة الدفاع العراقية اعتقال 23"إرهابياً"خلال فترة 24 ساعة في بغداد ومحافظة ديالى. وأكد بيان للجيش"اعتقال جماعة مسلحة تمارس القتل والسرقة والتهجير في مناطق متفرقة من محافظة ديالى، واعترف أحدهم ويدعى نصر عواد العالي بقتل 33 شخصاً ذبحاً".