أعلن مسؤولون في سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا أمس، ان احد المعتقلين المشبوهين في صلتهم بالإرهاب أحدث جرحاً في رقبته باستخدام ظفره الحاد،"ما عرضه لنزيف شديد الشهر الماضي لم يهدد حياته". واعتبر مسؤولو السجن الحادث محاولة انتحار، واخضعوا السجين لرعاية طبية، ثم لمراقبة أطباء نفسيين فترة أسبوع. وصرح طبيب في المعسكر بأن الجرح كان سطحياً، مشيراً الى انه تطلب غرزاً عدة. وكشف انه شاهد عشر حالات على الأقل حاول فيها سجناء إلحاق أذى بأنفسهم في الشهور الستة الماضية، علماً ان اربعة سجناء انتحروا شنقاً في غوانتانامو بينهم ثلاثة في حزيران يونيو 2006 ومعتقل واحد في ايار مايو الماضي. ويقول مسؤولون في المعتقل ان السجناء يقدمون على الانتحار وإلحاق أذى بأنفسهم كتكتيك للفت النظر الى قضيتهم، فيما يرى محامون ومدافعون عن حقوق الإنسان ان الانتحار يعبر عن يأس السجناء من احتجاز الولاياتالمتحدة إياهم الى اجل غير مسمى، بعدما حرمتهم من حق الطعن في اعتقالهم. على صعيد آخر، مثل المعتقل اليمني سليم حمدان، السائق المزعوم لزعيم تنظيم"القاعدة"اسامة بن لادن وحارسه الشخصي, امام القاضي العسكري في غوانتانامو الكابتن كيث ريد الذي سيقرر صلاحية القضاء العسكري في النظر بملفه. وحضر الجلسة مارتن شاينين، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحماية الحريات الخاصة في حملة مكافحة الإرهاب، وعدد من المراقبين المدنيين. وتسببت قضية حمدان في اصدار المحكمة الأميركية العليا في حزيران يونيو 2006 قراراً اعتبر المحاكم العسكرية الاستثنائية التي شكلها الرئيس جورج بوش غير صالحة، مؤكدة ان الرئيس الأميركي تجاوز صلاحياته. وبعد ثلاثة اشهر, تبنى الكونغرس قانوناً ينص على انشاء محاكم استثنائية عسكرية اتهمت حمدان رسمياً في ايار مايو الماضي بالتآمر وتقديم دعم مادي للإرهاب. وألغيت الملاحقات في حزيران يونيو بسبب خطأ في الشكل, لكن محكمة استئناف عسكرية خاصة أطلقتها مجدداً نهاية ايلول سبتمبر الماضي. وكانت المحكمة الأميركية العليا نظرت في طعون قدمها عشرات المعتقلين طالبوا فيها بالاعتراض على احتجازهم امام قاضٍ مستقل. وليس حمدان بين هؤلاء المعتقلين، لكن في حال قررت المحكمة العليا قبول طلبهم, سيستطيع الاعتراض على صلاحية المحاكم العسكرية الاستثنائية. وفي لندن، دانت محكمة بريطانية الفتاة المسلمة سامينا مالك التي تطلق على نفسها اسم"شاعرة الإرهاب"بالسجن تسعة شهور مع وقف التنفيذ، ما يجعلها المسلمة الأولي التي تُدان بموجب القانون الجديد لمكافحة الإرهاب. وكانت محكمة أولد بيلي برّأت سامينا الشهر الماضي من تهم امتلاك"مادة مفيدة للإرهاب"، ثم دانتها لاحقاً بتهمة اقتناء وثائق عن الإرهاب في حاسوبها، وقررت إبقاءها قيد الإقامة الجبرية حتى موعد صدور الحكم في حقها. واعتقلت الشرطة سامينا التي درست تقنية المعلومات حين عملت في مخازن"دبليو إتش سميث"بمطار هيثرو القريب من لندن في تشرين الأول اكتوبر 2006.