دعت منظمات نسوية كردية الى اعتبار سنة 2008 سنة لمناهضة العنف ضد المرأة، مشيرة الى أن "القوانين والقرارات ذات الشأن لم توقف العنف ضدها في ظل ارتفاع عدد النساء المقتولات بدعوى الشرف". وتشير الاحصاءات إلى أكثر من 4 آلاف محاولة انتحار وحوالي 3 آلاف ضحية. وقالت مسؤولة في منظمة"جيان"الكردية إن"واقع المرأة في كردستان لا يزال أسير العادات والتقاليد، والقوانين لم تردع انتهاك تلك الحقوق من الأسرة التي يفرض فيها الرجل سطوته في المجتمع الكردي". وأشارت شيلان عبدالله في تصريح إلى"الحياة"الى ان"العادات والتقاليد القديمة تفرض نفسها على حياة المجتمع الكردي الذي لا يزال يعتقد بأن المرأة غير المختونة مجلبة للعار على الأسرة ومبعث تهديد لوفاء الزوجة لزوجها". وتؤكد ناشطات في مجال حقوق المرأة الكردية أن ظاهرة"ختن النساء مستمرة ومتفشية في المجتمعات القروية على رغم اصدار قوانين رادعة ضد مرتكبيها"، وتضيف نساء تعرضن للختان انهن"أجبرن على الخضوع في سن صغيرة"ومنهن"من تعرضن لانتكاسات صحية". وكان وزير حقوق الإنسان في الحكومة الكردية أكد أن أعداد النساء المقتولات بجرائم غسل العار في الاقليم في تزايد مستمر، ففي عام 2005 كان العدد 59 امرأة وفي عام 2006 بلغ 118، فيما لا تتوفر احصاءات دقيقة عن عدد المقتولات خلال العام الجاري 2007. وأصدرت حكومة اقليم كردستان قرارات جديدة لمكافحة العنف ضد المرأة، بعدما فتح اغتيال فتاة ازيدية دعاء أسود 17 عاماً رجماً بالحجارة في إحدى قرى شيخان التابعة لمحافظة الموصل، الباب على مصراعيه للبحث في قضية انتهاك حقوق المرأة. من جهتها، دعت ناشطة في مدينة كركوك علماء الدين الى اصدار فتاوى تحرم العنف ضد المرأة، مشيرة الى ان"معظم الجرائم التي ارتكبت ضد المرأة كان سببها الفهم الخطأ للتعاليم الدينية"، مؤكدة أن"الدين الإسلامي لا يحرض على العنف أو قتل النساء، ونطالب رجال الدين بوقف التجاوز على الحقوق التي سنها الإسلام وأكدتها مصادر التشريع السماوي والدنيوي". وكشف مصدر في وزارة الصحة الكردية احصائية جديدة لحالات انتحار النساء في الإقليم، إذ بلغت أوائل العام الجاري أكثر من 740 حالة انتحار حرقاً. وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، ل"الحياة":"إن 380 منهن توفين بعد حرق انفسهن، وأعمار الضحايا تتراوح بين 15 و25 سنة"، مشيراً الى ان 4166 محاولة انتحار رصدت حتى الآن، وان 2683 امرأة كن ضحايا المحاولة". وكانت دراسات ميدانية أجرتها مؤسسات حكومية ومنظمات مدنية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق المرأة حذرت من ازدياد حالات الانتحار بين النساء بسبب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية القاهرة.