منذ خمسين سنة، وعلى غرار الموضة، تعكس عطور Givenchy عصراً بكامله، وتعبر عن مزاج خاص، وتمثل أسلوباً من العيش يتراوح بين الأناقة والطرافة. كما تصوّر المرأة التي تتطور مع الزمن، وتعرب عن رؤية واضحة لمكانتها في العالم، وطريقة عيشها. بعد اللقاء الأسطوري الذي جمع Hubert de Givenchy وAudrey Hepburn، والذي كان في أصل ابتداع العطر الأول، Linterdit، سنة 1957، استمرت عطور Givenchy طوال نصف قرن، في تقديم مجموعة من الصور تمثل نساء يزددن روعة وجمالاً بمجرد نظرة الرجل اليهن، ومن ثم الماركة، التي لا تكف عن التغني بجاذبيتهن، وشخصيتهن، وتدفعهن الى اعتماد السعادة والفرح في حياتهن. كما كان Givenchy رائداً في اطلاق العطور الأولى للرجال منذ نهاية الخمسينات. والذي أعطى التنوّع في الابتكارات بُعداً اضافياً، تلك الخطوط القوية التي تدعم ابداعية التركيبات، كالميزة التي تطبع بها القناني، فتغدو بذلك أفضل تعبير عن اللعبة المزدوجة التي تجمع بين الصرامة التقليدية والخيال. وُلد Hubert de Givenchy في 20 شباط فبراير 1927، في كنف عائلة ارستقراطية، وأبدى في وقت باكر جداً ميلاً خاصاً للأقمشة والبدلات، واهتماماً عميقاً بالرسم والهندسة. وقد افتتح داره الأول لتصميم الأزياء عام 1952، وتميز بابتكارات جمعت بين التقليدية والطرافة، وأعطت النساء حرية جديدة. وبعد مرور سنة، تعرف على Audrey Hepburn، وهي ممثلة شابة مبتدئة، واكتشف معها التجسيد المثالث للأنوثة والأناقة. ومن هذه الصداقة التي أصبحت أسطورية، انبثق أسلوب من الخفة والرقة لطالما تميزت به ابداعات Givenchy. واختار Hubert de Givenchy الرقم ثلاثة، في شارع جورج الخامس، كمقر له، وافتتح قسماً مخصصاً للعطور مسلماً ادارة هذا القسم لشقيقه جان - كلود. وبدأت مغامرة العطور في غرفة واحدة، وضعها Balenciaga برحابة صدر تحت تصرفهما، مع ثلاثة أشخاص و6000 دولار أميركي فقط في حوزتهما. وكانت البداية بطولية، يتذكرها جان كلود بأنها كانت أحلى سنين حياته. ملتزماً التزاماً تاماً في هذا النشاط الجديد، كرّس Givenchy نفسه بشوق كبير للإبداع، وقرر اطلاق عطرين في آن. وبعد جلسات طويلة من المناقشات والمباحثات الدقيقة، اتخذ القرار بتسمية العطرين، أولهما Le De، وهو تلميح للكلمة الفاصلة بين اسمه وشهرته، والثاني Linterdit، تكريماً لپAudrey Hepburn التي أعطته الإلهام والوحي،وكعربون صداقة خاصة لها، ووافقت هذه الأخيرة على العرض في الحملة الإعلانية، وكانت المرة الأولى التي تمثل فيها احدى الشخصيات البارزة حملة اعلانية لإطلاق عطر. ولقي العطران المبتكران نجاحاً خارقاً لدى زبائن مصمم الأزياء الرفيعي المستوى والمنتمين لمختلف الجنسيات العالمية، من ارستقراطيين، وفنانين ومشاهير في عالم المسرح والسينما. وفي عام 1959، قرر Hubert de Givenchy اطلاق عطرين جديدين، ولكن هذه المرة، كانا مخصصين للرجال. وكان هذا الحدث الأول من نوعه في ذلك الحين، اذ أن الرجال كانوا بالكاد يكتشفون كيفيّة استعمال العطور. أما الصناعة، فكانت لا تزال حرفية، وتتم في مرآب أعيد تأهيله في منطقة Le vallois، حيث عمد فريق العمل الى تركيب الأنابيب وتجهيز المكاتب بنفسه. أما عام 1970، فكان حاسماً لعطور Givenchy، اذ انها تملكت مصنعها الأول في منطقة Beauvais، وصوّبت اهتمامها نحو عامة الناس مع عطر Givenchy III، وهو عطر جديد يشير اسمه الى عنوان دار تصميم الأزياء. ومع هذا الابتكار الأخضر اللون الذي"يعطي ذاكرة للرجال"، يظهر الرمز 4G للمرة الأولى، وهو لا يزال حتى اليوم العلامة الصناعية المعتمدة للدار. وبفضل طابعه الحديث والمتطور، سرعان ما أصبح المصنع المرجع الوحيد للكثير من الصناعيين. امضاء موقع بحاسة الشم كان Hubert de Givenchy يقول إن:"العطر هو اللمسة الأخيرة للأناقة، الهوية التي تعبّر عنه". كونه مصمم أزياء ومصمم عطور في آن واحد، يعتبر Givenchy العطر كقطعة من الملابس. فهو يغلف جسد المرأة، ويبرز شخصيتها، ويتقن فن التناسق في الأحجام. ويعتبر Givenchy ان العطر يخضع، في طور التحضير والانجاز والاتمام على السواء، للقوانين نفسها التي تُطبق على الخياطة وتصميم الأزياء. تتميز ابتكارات Givenchy بشخصية قوية، وهي اكبار للجمال المُشرق والأنوثة الواثقة من نفسها، ولطالما أكد Givenchy ان"امرأة من دون عطر هي امرأة من دون هوية". فسحر عطور Givenchy يكمن في كونه يبرز الشخصية ويكشف عن جاذبية كل النساء، مهما كانت طبيعتهن. قارورات منحوتة كونه هاوٍ كبير للأعمال الفنية والمجموعات المتجانسة، عرف Hubert de Givenchy كيف يبعث روح تصميم الأزياء الرفيعة في قارورات تحوي العطور وكأنها غمد نحت ليتلاءم معها تماماً. وللحصول على الخطوط الصافية، وتوازن المنحنيات المثالي المتناسق مع ابداعيته، سلّم Givenchy مهمة تنفيذ قاروراته لفنانين حقيقيين، من نحاتين ومصممين متخصصين في الزجاج، والذين لا تقتصر انجازاتهم على تعاونهم مع عالم العطور. فالبعض منهم ينتمي الى كبار الفنانين الذين يتقنون هذا التصميم الخاص والفريد، القائم على صناعة"أشياء تحتوي على فكرة".