تعرف دار جيفانشي Givenchy اليوم تحولات مهمة في قسمي الموضة والعطور، قد يكون لها تأثير مصيري في مستقبل الدار الفرنسية العريقة. فالعطر الجديد الذي اختيرت سفيرة له النجمة الهوليوودية ليف تايلور يعرف نجاحاً كبيراً في كل انحاء العالم، بينما ما زال قسم الموضة ينتظر تعيين مدير فني جديد له بعد مغادرة مديره الفني ومصممه السابق جوليان ماكدونالد الذي قدّم آخر مجموعة أزياء بتوقيعه في دار "جيفنشي" في شهر آذار مارس الماضي. وتميّز أسلوب ماكدونالد بتقنية "شغل الصنارة" الكروشيه التي كانت تمثل الهواية المفضلة لوالدته وطريقتها الوحيدة لصنع الملابس الولادية. وقد حاول إدخالها الى خطوط معظم أزيائه. وتجدر الإشارة الى ان مصادر وحي مجموعته الأخيرة لخريف وشتاء 2004 - 2005 تأتي كلها من الروح التي سادت في الدار في سنوات الخمسينات... كأنه في وداعه الأخير اراد ان يؤكد هوية "جيفنشي" العريقة على رغم اعتباره أن المجموعة المالكة للدار LVMH لم تدعمه كما يلزم عندما احتاج الى ذلك. ودار "جيفنشي" للأزياء التي عرفت ثلاثة مديرين فنيين منذ اعتزال مؤسسها Hubert de Givenchy العمل في عام 1995، وهم جون غاليانو، ألكسندر ماكوين واخيراً جوليان ماكدونالد، عيّنت اخيراً رئيساً جديداً لمجلس ادارتها وهو Marco Gobetti، الذي كان يترأس مجلس ادارة الدار الإيطالية Moschino. وهو أكد ضرورة العمل حالياً على ايجاد هوية محددة للدار. رئيس مجلس ادارة عطور "جيفنشي" آلان كروفيه، تحدّث ل"الحياة" عن التكامل بين قسمي الموضة والعطور، فيقول: "في عالم مثالي يكون قسما الموضة والعطور متكاملين، كل قسم يعزز موقع الآخر، لأنه في النهاية هناك ماركة واحدة سواء كان اسمها "جيفنشي" "ديور" أو "شانيل". إذاً كل تعبير عن الماركة يجب ان يأتي متجانساً، وإذا ما عدنا قليلاً الى الوراء نجد أن دار "جيفنشي" تأسست عام 1952 حول مفهوم الأزياء الراقية والأكسسوارات فقط وذلك قبل ابتكار قسم العطور. ويتابع Alain Crevet: "في حياة كل دار هنالك حقبات زمنية يستطيع فيها العطر ان يعطي روحاً جديدة، فيدفع بالماركة الى الأمام، كما يحصل اليوم مع عطر "فيري ايريزيستيبل" الذي اختار سفيرة له الممثلة الشابة ليف تايلور. فالنجاح الذي عرفه العطر دفع بقسم الموضة لاختيارها سفيرة للأزياء ايضاً". ويضيف: "هناك إذاً تبادل وتعاون ما بين أقسام الدار المختلفة: الأزياء، الأكسسوارات، مستحضرات التجميل والعطور وهي تحاول بذل جهدها لتسليم رسالة متجانسة ومتكاملة". وقد انتشر في السنوات الأخيرة ميل خاص لاختيار دور العطور والأزياء لنجمات يمثلن عطورهن وأزياءهن، فدار"شانيل" اختارت في السابق كارول بانكيت وفانيسا بارادي لعطرها الشهير NOS، وأخيراً النجمة نيكول كيدمان، كذلك اختارت دار"لويس فويتون" الممثلة جنيفر لوبيز لحملتها الاعلانية الأخيرة، واليوم دار "جيفنشي" تختار ليف تايلور بطلة افلام "سيد الخواتم" لتكون سفيرة عطرها الجديد لماذا؟ يرى آلان كروفيه ان دار جيفنشي "تتمتع بصدقية كبيرة في ما يتعلق باختيار نجمة سينمائية لكي تكون سفيرة لعطرها، لأنها كانت من أولى الدور التي استعانت بنجمات مشهورات، خصوصاً ان شهرة الدار انتشرت بفضل اللقاء الذي جمع ما بين المصمم هيوبرت دي جيفنشي والنجمة اندريه هيبورن التي اصبحت ملهمة المصمم للأزياء والعطور معاً. ونشير الى ان اول العطور التي ابتكرها جيفنشي كانت "دو جيفنشي" ومن ثم "الممنوع" L'Interdit الذي ابتكره في البداية لصديقته الحميمة Auderey التي اصبحت في ما بعد سفيرة الدار وملهمتها منذ لقائهما للتحضير لفيلم Sabrina، ولقد أُطلق هذا الاسم L'Interdit على هذا العطر بعد ان علمت الممثلة ان جيفانشي ينوي تسويق عطرها فاحتجّت قائلة: "أمنعك من ذلك"، فوُلد اسم العطر". ويبدو ان دار جيفنشي تريد اليوم العودة الى الجذور واحترام الرموز التي دخلت الى صميم هذه الدار العريقة، لذلك كان من البديهي البحث عن ممثلة تصبح سفيرة جديدة للدار كما كانت Auderey في الخمسينات. والأمر لم يكن سهلاً ابداً، بحسب كروفييه، اذ كان البحث يتركز على ايجاد شخصية تشبه "أودريه"، وتبين للدار ان ليف تايلور قد تكون التجسيد العصري لشخصيتها لأنها مثلها تتمتع بجمال خاص وبشخصية قوية اضافة الى نضارة وعفوية مدهشتين". ويركز آلان كروفييه على ان الهدف من اختيار نجمة سينمائية "لا يأتي فقط للتأثير ذوق الزبونة ورغبتها بالتماهي مع الممثلة، فبالنسبة الى عطر Irresistible الهدف الأول كان تجسيد روح الدار الجديدة التي تصر على المزج ما بين الأناقة الفرنسية واللمسة الجريئة العفوية والنضرة، اي على كل الأمور التي تميّز المرأة الجريئة والمدهشة والأنيقة لذلك اختيرت ليف تايلور". ولكن كروفييه لا ينفي في الوقت نفسه ان فكرة جذب جمهور افلام "سيد الخواتم" والشابات المعجبات بفن الممثلة ليف تايلور كانت حاضرة. وعن رؤيته المستقبلية لدار جيفنشي، يقول كروفييه انه يطمح في الوصول بالماركة الى مرتبة الماركتين الرائدتين شانيل وديور، إضافة الى تطوير قسم مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة. وتجدر الإشارة الى ان دار جيفنشي تطلق في فصل الربيع الحالي مجموعة جديدة من الماكياج ابتكارية وعصرية تعتمد على مفاهيم وتركيبات جديدة، فهي من اصغر مستحضرات التجميل حجماً. حيث تسمح للمرأة بحملها في اصغر حقائب يدها.