نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أمس، أن مسؤولين من جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ام اي 6 أجروا الصيف الماضي محادثات سرية مع حركة"طالبان"الافغانية. تزامن ذلك مع مفاوضات بين الاممالمتحدةوكابول لوقف ترحيل مستشارها للشؤون الافغانية الايرلندي مارفين باترسون والقائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي البريطاني مايكل سيمبل، بحجة اجرائهما اتصالات مع حركة"طالبان"في بلدة قلعة موسى في ولاية هلمند جنوب التي استعادتها القوات الاجنبية اخيراً. في غضون ذلك، اجرى الرئيسان الافغاني حميد كارزاي والباكستاني برويز مشرّف محادثات في إسلام آباد تناولت ضبط المسلحين المتشددين على الحدود بين البلدين، فيما اعلن وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي في كابول ان ايران هي مصدر الأسلحة التي تستخدمها"طالبان". راجع ص8 ونقلت"ديلي تلغراف"عن"مصدر استخباراتي"ان مسؤولين في"ام أي 6"سعوا الى"تحقيق السلام"بمفاوضات مباشرة مع"طالبان"، في مقابل تقديم لندن نصائح الى الحركة. وبحسب المعلومات، عقد مسؤولو"ام اي 6"لقاءات مع"طالبان"بحماية القوات البريطانية، وذلك في ضواحي مدينة لشكرجاه وقرى في وادي غيرشيك في ولاية هلمند الجنوبية. وكشف المصدر للصحيفة ان عشرة ممثلين ل"طالبان"حضروا الاجتماعات، علماً ان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون رفض اخيراً فكرة إجراء محادثات مباشرة مع الحركة. وأشارت"ديلي تلغراف"الى"استياء الأميركيين"من تفاوض حلفائهم مع"ارهابيين"ساندوا اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. في غضون ذلك، اصر ديبلوماسيون غربيون في كابول على ان قرار طرد الديبلوماسيين الايرلندي والبريطاني مجرد"سوء تفاهم". وقال عليم صديقي الناطق باسم الاممالمتحدة في افغانستان إن"الديبلوماسيين زارا المنطقة لتقويم جهود احلال الاستقرار بعد الهجوم العسكري الذي استهدفها". وأضاف:"تحدث الرجلان مع السكان، وبينهم اشخاص ترددوا بين تأييد كابول ومعارضتها، قبل ان يتبلغا بأن وجودهما في هلمند يتعارض مع مصلحة الامن القومي الافغاني، وهو ما لا نؤيده"، علماً ان ناطق باسم الاتحاد الاوروبي نفى اجراء محادثات مع مسلحين من"طالبان". وفي إسلام آباد، ناقش الرئيس الأفغاني حميد كارزاي مع نظيره الباكستاني برويز مشرّف تزايد نشاط"طالبان"بالتزامن مع تنامي قوة مقاتلي القبائل الباكستانية الموالين للحركة، كما تدارسا وسائل السيطرة على المقاتلين المتشددين على الحدود بين البلدين، في ظل استمرار الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، بعدم بذل جهود كافية في"الحرب على الارهاب". وأكد مشرف في مؤتمر صحافي مشترك مع كارزاي ان الإرهاب يسعى إلى تدمير بلديهما معاً، ما يحتم"تضافر جهود حكومتينا لردع مسببيه"، كاشفاً بذل جهود استخبارية باكستانية - افغانية لمواجهة التطرف.