أعلن في دمشق ان الرئيس بشار الأسد بحث أمس مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في العلاقات الثنائية والأوضاع في لبنان والعراق وعملية السلام وأهمية «استثمار الأجواء الإيجابية» في العالم لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بلاده لن تحضر أي مؤتمر دولي للسلام ما لم يجر التأكد من قبول إسرائيل مرجعيات تحقيق السلام، وبينها مبدأ الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة للعام 1967، لافتاً الى ان «فشل أي مؤتمر دولي للسلام سيكون خطراً على استقرار المنطقة وأمنها»، والى ان السلام لن يتحقق من دون الانسحاب الكامل الى خط 4 حزيران (يونيو) عام 1967. وكان الأسد استقبل أمس كوشنير بحضور المعلم بعد أسبوع على استقباله الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان والمستشار الديبلوماسي جان دافيد لافيت. وأفاد ناطق رئاسي ان المحادثات أمس تناولت «المستجدات في المنطقة، إذ تم التأكيد على أهمية استثمار الأجواء الإيجابية السائدة في العالم والبناء عليها بغية إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه الشرق الأوسط من خلال الحوار»، مشيراً الى انها أظهرت «اتفاقاً على أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة ووقف الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار تحقيق سلام عادل وشامل». وإذ تطرقت المحادثات بين الأسد وكوشنير الى الأوضاع في لبنان حيث عبر الجانبان السوري والفرنسي عن «ضرورة تكثيف الحوار بين الافرقاء اللبنانيين بغية التوصل الى توافق وطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية»، شدد الطرفان على «ضرورة دعم الحكومة العراقية في السعي الى تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي». وأعلن الوزير السوري في مؤتمر صحافي مع كوشنير ان المحادثات تناولت العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، إذ جرى «البحث في ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي، إضافة الى الأوضاع الراهنة لعملية السلام. وأكد الجانب السوري انه ليس هناك شريك إسرائيلي لتحقيق السلام، مع تأكيد ضرورة وقف الاستيطان بكل أشكاله ورفع الحصار عن غزة وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بين الفلسطينيين». من جهته، قال كوشنير: «لسنا على اتفاق كامل في شأن معالجة الملف الإيراني، لكن من المفيد ان نستمع الى رؤية الرئيس الأسد» إزاء هذا الأمر، مشيراً الى ان بلاده تطور علاقاتها مع العراق والى «ضرورة التوصل الى حل شامل» في عملية السلام إذ ان موقف باريس «معروف ومفاده: كي يتم تحقيق الأمن لإسرائيل يجب ان تشكل دولة فلسطينية». وفيما قال كوشنير إن العملية السياسية «لم تستأنف في شكل صحيح على رغم الموقف الجديد للإدارة الأميركية»، وإن فرنسا «لم تغير موقفها بالنسبة الى إقامة دولة فلسطينية»، عقّب المعلم إن بلاده لم تغير موقفها من ان السلام لن يتحقق من دون الانسحاب الكامل من الجولان الى خط 4 حزيران. وزاد رداً على سؤال آخر: «سورية لن تحضر أي مؤتمر دولي ما لم يجر الإعداد له جيداً، بمعنى ان تقبل إسرائيل مرجعية مدريد وقرارات مجلس الأمن ومبدأ الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 في مقابل السلام. ثانياً، أن نعرف الهدف من هذا المؤتمر لأن فشل أي مؤتمر في وضع عملية السلام سيكون خطراً على استقرار المنطقة وأمنها». من جهته، أشار الوزير الفرنسي الى موقف ساركوزي من ان إقامة الدولة الفلسطينية «أمر غير قابل للمناقشة على اعتبار ان إنشاء الدولة الفلسطينية يعتبر أمراً ضرورياً، وأن وجود الدولة الإسرائيلية غير قابل للمناقشة كما هو الأمر بالنسبة الى إنشاء الدولة الفلسطينية، ما يعني وقف المستوطنات ورفع الحصار وأموراً أخرى»، لافتاً الى أن الحكومة الإسرائيلية «تتضمن مكونات من أحزاب مختلفة، وكل حزب من هذه الأحزاب له موقف مختلف عن الآخر إزاء هذه القضايا». لكنه اعتبر أن خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأخير تضمن «تقدماً بسيطاً» لدى قبوله مبدأ إنشاء الدولة الفلسطينية. وأضاف أن الإسرائيليين «في هذه النقطة لا يزالون بعيدين جداً من الموقف الفرنسي الذي هو ليس بعيد عن الموقف الأميركي»، مؤكداً أن «طريق السلام يجب أن نجتازه، وعلينا أن نجتازه جميعاً». الى ذلك، اعلن الناطق ان الأسد بحث مع وزير خارجية سنغافورة جورج يو في «علاقات التعاون بين البلدين وآفاق تعزيزها، خصوصاً في المجال الاقتصادي والمالي وقطاعات السياحة والتعليم، إذ تم الاتفاق على تبادل الزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال في كلا البلدين بما يتيح تبادل الخبرات والتجارب واستفادة كل جانب من مكامن القوة لدى الجانب الآخر»، إضافة الى تناول «الأوضاع الإقليمية والدولية إذ شرح الأسد للوزير رؤية سورية للمسائل المختلفة في المنطقة».