نشرت اسرائيل امس عطاءات لبناء 44 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة"معاليه ادوميم"، كبرى المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، الامر الذي اعتبره الفلسطينيون ضربة لجهود وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الرامية الى استئناف المفاوضات بين الجانبين. ويأتي عطاء البناء الجديد في هذه المستوطنة الواقعة شرقي مدينة القدسالمحتلة، بعد سلسلة عطاءات مماثلة لاقامة مبان جديدة في مستوطنات تحيط بالمدينة التي ضمتها اسرائيل واعتبرتها عاصمة ابدية لها. فقبل اسابيع قليلة، طرحت الدولة العبرية عطاءً مماثلاً لاقامة الف وحدة سكنية في مستوطنة"هارحوما"القائمة على جبل ابو غنيم قرب المدينة. وفي الفترة ذاتها، طرحت وزارة الاسكان عطاءات مماثلة لاقامة مبان في مستوطنات"كريات سيفر"و"غوش عتصيون"و"غبعات زئيف"التي تحيط بالمدينة احاطة السوار بالمعصم. ويترافق توسيع هذه المستوطنة البالغ عدد سكانها 31 الف مستوطن، مع استكمال بناء مقطع الجدار المحيط بها والذي يبلغ طوله 51 كيلومترا. وتتميز مستوطنة"معاليه ادوميم"بأنها تقسم الضفة الغربية الى قسمين، شمالي وجنوبي، وتمنع اي تواصل مباشر بينهما من دون المرور بمناطق تحت السيطرة الاسرائيلية، وهو ما يعتبره الفلسطينيون قتلاً لحلم الدولة المتصلة. وقال العضو السابق في الوفد الفلسطيني المفاوض، الخبير في شؤون الاستيطان خليل التوفكجي:"واضح ان اسرائيل ماضية في توسيع المستوطنات المحيطة بالقدس وفي المناطق التي تعتزم ضمها الى الدولة العبرية". واضاف:"ويبدو المشروع الاسرائيلي في هذه المستوطنة واضحا اكثر اذا علمنا انه يكمل مشروع البناء الاستيطاني في منطقة E1 الوقعة الى الشرق والتي تصل حتى مشارف مدينة اريحا حيث يتم قطع الاتصال بين جزئي الضفة الشمالي والجنوبي". وتمتد المنطقة المذكورة حيث اقامت اسرائيل اخيرا البنية التحتية ل 400 ألف وحدة سكنية فيها، على طول 12 كليومتراً مربعاً. وبهذا التوسع الجديد باتت القدس الجاري تهويدها تشكل 15 في المئة من مساحة الضفة. وترفض الادارة الاميركية اي اجراءات من شأنها الإجحاف بقضايا الحل النهائي، لكن الرئيس جورج بوش كان ابدى تفهمه لقيام اسرائيل بضم كتل استيطانية وفق ما جاء في رسالة الضمانات التي وجهها الى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون.