يصل اليوم وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى شرم الشيخ في مصر للقاء الرئيس حسني مبارك، وعلى جدول اعماله مناقشة ملفي اطلاق الجندي الاسرائيلي المخطوف غلعاد شاليت ووقف تهريب الاسلحة عبر الانفاق الحدودية الى غزة، في وقت يتوقع ان تثير مصر معه قضية التوسع الاستيطاني في القدسالمحتلة، التي خيّمت على الجولة الثانية من المفاوضات النهائية بين الفلسطينيين واسرائيل. راجع ص 4 وألقت"التجاذبات الداخلية"الاسرائيلية بظلالها على زيارة باراك لمصر قبل ان تبدأ، وتوترت الاجواء عندما وصفت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تحرك القوات المصرية لاحتواء تهريب الاسلحة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة"حماس"بأنه"يطرح اشكالية، ويؤثر على امكان احراز تقدم في عملية السلام". ورد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان امس بأن الكلام المنسوب الى ليفني"مرفوض شكلا وموضوعا... وسيكون بالتأكيد من الافضل للوزيرة الاسرائيلية ان تركز اهتمامها على الجهد التفاوضي مع الجانب الفلسطيني... بدلا من ان تلقي الكلام جزافا في موضوعات لا يصح لها ان تتناولها من دون دراية كافية". وتابع:"من المفهوم ان هناك تجاذبات داخلية تؤدي بالوزيرة ليفني الى اتخاذ مثل تلك المواقف". ولم تقف الامور عند ذلك، بل قال مسؤولون في وزارة الخارجية امس ان اسرائيل أرسلت تسجيلا مصورا الى واشنطن يظهر قوات الامن المصرية تساعد متشددي"حماس"على تهريب السلاح عبر الحدود، في وقت اتهم النائب المعارض يوفال شتاينتس ليكود مصر بانتهاج"سياسة تقوم على الازدواجية". اما في ما يتعلق بصفقة شاليت، فنشرت صحيفة"معاريف"امس استطلاعا للرأي اعلنت فيه غالبية من الاسرائيليين 67 في المئة معارضتها الافراج عن اسرى فلسطينيين ضالعين في هجمات دامية ضد اسرائيليين في مقابل الافراج عن شاليت، في حين ابدى 59 في المئة من الاسرائيليين معارضتهم الاتفاق على وقف اطلاق نار موقت مع"حماس". وكان اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة التي عينها رئيس الحكومة ايهود اولمرت للبحث في تعديل معايير اطلاق اسرى فلسطينيين لتسهيل التوصل الى صفقة تبادل اسرى يتم بموجبها اطلاق شاليت، انتهى اول من امس من دون التوصل الى نتيجة، علما ان اجتماعا ثانيا للجنة سيعقد اليوم. وعلى صعيد المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، لم تحقق الجولة الثانية التي عقدت مساء اول من امس في القدس اي تقدم يذكر بسبب الازمة التي يثيرها موضع الاستيطان. وقال منسق الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات ل"الحياة"ان الجانب الفلسطيني في هذه المفاوضات ركز على الاستيطان فيما ركز الجانب الاسرائيلي على الامن. من جانبها، اكدت"حماس"ان مسألة التهدئة وقضية شاليت ستكون على رأس محادثات باراك مع مبارك. وقال مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة أحمد يوسف ل"الحياة":"أتوقع ان زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل للقاهرة تنتظر نتائج زيارة باراك للقاهرة"، موضحا ان المصريين سينتظرون ما سيعرضه عليهم الاسرائيليون. وتوقع إمكان بحث مسألة فتح المعابر.