اشترطت روسيا موافقة صربيا والأممالمتحدة على تولي البعثة الأمنية الأوروبية المقترحة الأمور المدنية والعسكرية في كوسوفو محل الاشراف الدولي والقوات الدولية كفور، المنتشرة في الإقليم منذ حزيران يونيو 1999 استناداً الى قرار مجلس الأمن 1244. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في تصريح صحافي نقله تلفزيون بلغراد أمس، ان"من المهم جداً ان يتم التوصل الى حل لقضية كوسوفو خلال أسابيع عدة". وقالت:"نجري مشاورات مع أصدقائنا حول الأمر، وسنتفاوض مع بريشتينا أيضاً، وفي حال عدم إيجاد سبيل ما للخروج من الوضع الراهن، يمكن أن تلحق أضرار بالمنطقة". وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف"إن اقتراح الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة كبيرة 1800 عنصر من الشرطة الى كوسوفو لتحل محل قوة الأممالمتحدة الموجودة حالياً في الإقليم قد يكون مقبولاً إذا حظي بموافقة مجلس الأمن وصربيا". وأضاف، في تصريح نقله تلفزيون بلغراد:"إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يحل محل الأممالمتحدة بهذه الطريقة، فلن يكون هذا احتمالاً مستحيلاً، ولكن من أجل تحقيق ذلك، يجب مراعاة أمرين:"ان يصدر أولاً قرار مناسب من مجلس الأمن ... والحصول على موافقة صربيا". وعزا لافروف سبب ذلك الى"ان أي شرط ضروري في أي عملية سلام هو موافقة البلد الذي تقع على أرضه هذه العملية". الى ذلك، نقل التلفزيون عن مساعد وزير الخارجية الروسي فلاديمير تيتوف، ان الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي"ليست لهما صلاحية لتولي أمور كوسوفو، وهذه ضمن محاولات بعض البلدان لإبعاد القضية عن مجلس الأمن، وتشكل سلوكاً غير صحيح ومتعارضاً مع مساعي حل المشاكل الدولية". وزاد:"ان روسيا وبلداناً أخرى في مجلس الأمن، تلتزم حل قضية كوسوفو استناداً الى القوانين الدولية واتفاق الطرفين الصربي والألباني، ووضع برنامج متعدد الخطوات لحل القضية". وقال تيتوف:"نتبادل دائماً وجهات النظر مع البلدان الغربية في شأن قضية الإقليم الصربي، ونعتقد بأنهم يدركون الأضرار التي يسببها لجوء أحد الأطراف الى الحل خارج قرارات مجلس الأمن، وستبحث المشكلة في مجلس الأمن في مطلع كانون الثاني يناير المقبل، عندما يُقدّم تقرير عن الوضع في الإقليم الى المجلس". في غضون ذلك، أفاد الرئيس الصربي بوريس تاديتش، انه سيحضر جلسة مجلس الأمن الخاصة بكوسوفو، وسيؤكد"ان الامور المتعلقة بقضية الإقليم بدأت في مجلس الأمن وينبغي أن تنتهي فيه أيضاً، وأن تتواصل المحادثات بين الصرب والألبان بإشراف دولي حتى التوصل الى اتفاق". وفي مجال التشدد الصربي مع الاتحاد الأوروبي، الذي ظهر أخيراً، أعلن رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا، ان بلغراد"تعارض حضور البعثة الأوروبية الى كوسوفو، ما دام هدفها تطبيق خطة الوسيط الدولي السابق مارتي أهتيساري التي توفر الاستقلال للإقليم". وأضاف ان حكومته"ستطلب قبل إجراء أي محادثات جديدة مع الاتحاد الأوروبي في شأن انضمام صربيا الى عضويته، ان يتعهد الحفاظ على سلامة أراضي جمهورية صربيا بحدودها الدولية، وان تتفاوض بلغراد على دخول الاتحاد بكامل أراضيها". وأشار الى ان حكومته"لن تتساهل مع أي بلد يعترف باستقلال كوسوفو، وستعيد النظر في علاقاتها معه".