باشرت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة اتخاذ تدابير ميدانية في مناطق قريبة من الحدود مع اسرائيل لمنع إطلاق صواريخ على الاراضي الاسرائيلية، وذلك تفعيلاً للتهدئة غير المعلنة بين فصائل المقاومة الفلسطينية واسرائيل، فيما أكدت هذه الفصائل في اجتماعها ليل أول من أمس في غزة التزامها بهذه الهدنة لتجنب هجوم اسرائيلي جديد. وذكر شهود ل»الحياة» ان قوات أمنية تابعة لحكومة «حماس» انتشرت بموازاة الحدود مع اسرائيل، ونصبت حواجز لمنع اطلاق صواريخ وقذائف على الأراضي الاسرائيلية من قطاع غزة. وتأتي هذه الاجراءات بعد ساعات من اجتماع رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية مع قادة الأجهزة الأمنية وإصداره «تعليمات واضحة» بالحفاظ على التهدئة غير المعلنة بين فصائل المقاومة الفلسطينية واسرائيل. وأبلغ هنية المدير العام للمخابرات المصرية اللواء عمر سليمان في اتصال هاتفي بموقف الفصائل الفلسطينية التزام هذه التهدئة غير المعلنة. وكان ممثلون عن الفصائل عقدوا اجتماعاً ليل الأربعاء - الخميس في مدينة غزة، بدعوة من «حماس»، لبحث الموقف من احتمال شن اسرائيل عدواناً جديداً على القطاع، أكدوا فيه «حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بالأساليب والوسائل المناسبة في إطار التوافق الوطني» وهي الصيغة المواربة لالتزام التهدئة غير المعلنة. في غضون ذلك، جددت السلطة الفلسطينية رفضها الدخول في أي مفاوضات مع اسرائيل قبل وقف الاستيطان، والمضي باستراتيجية العمل على اعلان أحادي للدولة الفلسطينية بعد نيل تأييد المجتمع الدولي. وأوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بعد اجتماع مطول في واشنطن أمس مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل وفريقه في الخارجية الأميركية، أنه نقل مجموعة «رسائل» من الرئيس محمود عباس للأميركيين «أولها يتعلق بما يجري في القدسالمحتلة، خصوصاً طرد السلطات الاسرائيلية السكان. قدمنا وثيقة حددت الأنشطة الاستيطانية من 1 تشرين الأول ( أكتوبر) حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) 2010. كما قدمنا خرائط حول القدس وطلبنا من الادارة الأميركية أن تساعدنا في وقف هذه السياسة الاستيطانية». وأضاف ان الرسالة الثانية تؤكد ان «الجانب الفلسطيني لم يكن يوماً ضد المفاوضات»، متهماً اسرائيل بوقفها نتيجة اصرارها على استئناف الاستيطان» ولفت الى أن «كل ما أثير حول مفاوضات متوازية لا أساس له من الصحة».