قابل سياسيان بريطانيان مسلمان مدرّسة بريطانية مسجونة في الخرطوم بعد ادانتها بإهانة الدين الإسلامي لسماحها لطلاب صفها سبع سنوات باطلاق اسم"محمد"على دمية على شكل دب. وجرى اللقاء بين اللورد أحمد حزب العمال والبارونة فارسي حزب المحافظين والمدرّسة من مدينة ليفربول جيليان غيبونز في مكان سري في العاصمة السودانية نُقلت اليه من مكان احتجازها لتأمين حمايتها بعد تظاهرات غاضبة ضمت آلاف المواطنين في شوارع الخرطوم يوم الجمعة للمطالبة بإعدامها ولانتقاد الحكم"المخفف"الذي صدر ضدها السجن 15 يوماً وطردها من السودان. وسافر اللورد أحمد والبارونة فارسي إلى الخرطوم لتأمين إطلاق غيبونز التي تؤكد وزارة الخارجية البريطانية انها لم تقصد الاساءة الى الاسلام عندما سمحت لتلامذتها بإطلاق اسم"محمد"على الدمية. وهما قابلا وزراء سودانيين ومستشارين للرئيس عمر البشير الذي يُتوقع ان يكون استقبلهما ليلاً. ويأمل البريطانيون أن يعفو الرئيس البشير عنها. وقالت البارونة فارسي لهيئة الاذاعة البريطانية ان مهمتها في الخرطوم تنحصر في تأمين الإفراج عن غيبونز، وان الأخيرة بدت في الاجتماع معها الذي دام ساعة ونصف ساعة"مرتفعة المعنويات". على صعيد آخر، تستضيف أديس أبابا الأربعاء المقبل اجتماعاً رفيعاً لطرفي السلام السوداني،"حزب المؤتمر الوطني"و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، تحضره وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، ووزراء خارجية دول المنطقة، ضمن مبادرة واشنطن لإنهاء الخلافات في شأن تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد. وقال وزير رئاسة حكومة الجنوب، لوكا بيونق، أمس، ان اجتماع أديس أبابا سيركز على مناقشة القضايا العالقة في تنفيذ اتفاق السلام، موضحا ان وفد"الحركة الشعبية"الى الاجتماع سيرأسه الأمين العام ل"الحركة"باقان اموم، مؤكداً ان الطرفين وافقا على الحضور. وعلمت"الحياة"ان الحزب الحاكم لم يحدد بعد مشاركته في لقاء أديس أبابا وستعقد قيادته اجتماعاً لهذا الأمر. وقال لوكا ان الاجتماع سيدرس اقتراحات من الإدارة الأميركية لإنهاء أزمة شريكي الحكم السوداني، مشيرا الى تحضيرات جارية لاجتماع مماثل لشركاء دول"الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا""ايغاد" لم يحدد موعده ومكانه بعد. الى ذلك استدعت وزارة الخارجية التشادية للمرة الثانية سفير السودان في نجامينا عبدالله الشيخ وابلغته بعبور سيارات لمتمردين تشاديين - على خلفية قتال يدور في شرق تشاد - الى داخل السودان. وقال السفير الشيخ ل"الحياة"ان السلطات التشادية طلبت منه أن يبلغ حكومته بضرورة تجريد المتمردين من السلاح، مشيراً الى انه نقل كل ما دار في الاجتماع مع التشاديين الى حكومته. وأقال الرئيس التشادي ادريس ديبي وزير دفاعه على خلفية المعارك التي يخوضها ضد الحكومة عناصر منشقون عن جماعته التي انهت تمرداً ووقعت اتفاق سلام مع ديبي. ورفض وزير الدولة للخارجية السوداني السماني الوسيلة الاتهامات التشادية، وتعهد بتجريد أي مسلح تشادي يحاول عبور الحدود الي داخل السودان. في غضون ذلك تصاعدت المواجهات القبلية فى جنوب دارفور امس وارتفع ضحايا النزاع بين قبيلتي الفلاتة والقمر الى 80 قتيلا ونحو 97 جريحاً. وقال مسؤول في حكومة ولاية جنوب دارفور ان النزاع بين القبيلتين وصل الى مرحلة خطيرة مما استدعى تدخل الجيش لاحتوائه، لافتاً الى أن الخلافات حول الاراضي والمراعي من الاسباب الرئيسية للنزاع. ورفض الحديث عن ارقام للضحايا باعتبار ان السلطات لا تزال تحاول الوصول الى المنطقة التي تقع الى جنوب مدينة نيالا عاصمة الولاية.