أعربت الحكومة السودانية، أمس، عن أملها في أن تكون زيارة وفد مجلس الأمن الدولي اليوم ايجابية لجهة التعرف على حقيقة الأوضاع في السودان. ويبدأ وفد مجلس الأمن الذي يرأسه السفير البريطاني في الأممالمتحدة أمري جونز باري غداً محادثات في الخرطوم، التي يصلها في وقت متقدم اليوم، للوقوف على حقيقة الأوضاع في البلاد، في زيارة تستغرق خمسة أيام. ويلتقي وفد مجلس الأمن الرئيس عمر البشير ونائبيه، ووزير الخارجية، وعدداً من الأحزاب المعارضة والمنظمات غير الحكومية، ويعقد الوفد مؤتمراً صحافياً قبل أن يتوجه الاربعاء الى اديس ابابا، التي يعود منها الخميس الى جوبا عاصمة إقليم جنوب السودان، كما يزور الفاشر كبرى مدن دارفور الجمعة ويغادر في اليوم ذاته الى شرق تشاد لتفقد مخيمات نازحي دارفور هناك، ومنها الى الكونغو. وقال السفير البريطاني في الأممالمتحدة إن هدف الزيارة سيكون أولاً"إظهار تصميم مجلس الأمن على العمل مع حكومة السودان والاتحاد الأفريقي وأطراف أخرى لمواجهة العديد من المشاكل"في هذا البلد خصوصاً النزاع في دارفور. وسيحرص المجلس أيضاً على إقناع الخرطوم بأهمية استبدال القوة الحالية التابعة للاتحاد الأفريقي في دارفور بقوة من الأممالمتحدة تكون أقوى وقادرة على فرض احترام اتفاق السلام الذي وقع في أبوجا اخيراً. وقال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين في الخرطوم أمس"نرحب بهذه الزيارة ونأمل في أن تكون ايجابية من خلال اللقاءات التي ستتم بعد ان كان المجلس يستند في تقاريره الى معلومات مغلوطة عن السودان ترسمها له بعض الدول". وأكد أن حكومة بلاده لم تقرر بعد في مسألة قبول قوات دولية، لافتاً الى لجنة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي ستصل الى الخرطوم خلال أيام للبحث في الدور الذي يمكن ان تلعبه الأممالمتحدة في دارفور. في غضون ذلك رويترز، قال زعيم للمتمردين التشاديين أمس ان مقاتليه اشتبكوا مع القوات الحكومية على الحدود مع السودان السبت واحتلوا جزءاً من بلدة حدودية لمساعدة اثنين من ضباط الجيش ورجالهما على الفرار من الخدمة. وقالت حكومة تشاد ان"مرتزقة يعملون لحساب الخرطوم"هاجموا بلدة الطينة على الحدود مع السودان لكن القوات الحكومية صدتهم. وتستخدم تشاد هذا التعبير في وصف المتمردين المعارضين للرئيس إدريس ديبي. وفي تطور منفصل، أقال ديبي ابنه الأكبر إبراهيم 27 عاماً من منصب مستشار الرئيس بعد اعتقاله في مرقص في العاصمة الفرنسية لحيازته سلاحاً من دون ترخيص ومخدرات. وقضت محكمة فرنسية بسجنه ستة شهور مع وقف التنفيذ. والقتال في الطينة هو أول اشتباك كبير ترد عنه انباء بين قوات ديبي والمتمردين منذ هاجم هؤلاء العاصمة نجامينا في 13 نيسان ابريل الماضي. وقال يايا ديلو جيرو من جماعة"الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة"في تشاد المتمردة ل"رويترز"هاتفياً:"كان ضابطان في القوات الحكومية يحاولان الانضمام الينا وطلبا المساعدة. أرسلنا مقاتلين لإخراجهما"من الطينة. لكن بياناً للحكومة صدر في نجامينا أفاد ان طابوراً للمتمردين من 67 عربة هاجم الطينة السبت، غير أن"قوات الجيش والأمن هزمت مجموعة المرتزقة". وقالت الحكومة ان زعيماً متمرداً بارزاً هو الضابط السابق في الجيش برتبة نقيب محمد نور الذي هاجمت"الجبهة المتحدة من أجل التغيير الديموقراطي"التي يتزعمها العاصمة نجامينا في نيسان، توفى نتيجة أزمة قلبية في دبي الجمعة. لكن نور أدلى بحديث ليل السبت لاذاعة"آر.اف.اي"الفرنسية لنفي نبأ وفاته. وقال ان قواته مستعدة لاستئناف هجماتها ضد الحكومة حتى خلال موسم الأمطار الحالي. وقال"نحن موجودون في كل مكان تقريباً حتى على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة".