سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يدعو سورية وحلفاءها الى "وقف تخويف اللبنانيين" وصفير يأسف "لتلقي فئة الأوامر من دمشق وطهران" . لبنان : عون يعلن تفويضه الحوار مع الأكثرية وبري يبلغ فرنسا خمسة شروط للمعارضة
فرضت تداعيات اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن فرنسوا الحاج، وانقطاع التواصل بين الأكثرية والمعارضة من أجل الخروج من الفراغ الرئاسي الذي يُنهي اليوم أسبوعه الثالث، حالاً من الانتظار الثقيل على اللبنانيين، وسط قلق على المصير. في الوقت ذاته انضم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى حليفيه في المعارضة زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون، و"حزب الله"، في تصعيد مطالبها وشروطها للقبول بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، رغم عون أعلن أمس ان المعارضة كلّفته بالحوار مع قوى 14 آذار، ما يعني سحبها تفويضها لبري بجهود التوصل الى مخرج من المأزق الحالي. راجع ص7 و8 وتواصلت امس المواقف الخارجية المستنكرة لاغتيال العميد الحاج. وقا الرئيس جورج بوش في بيان:"اني ادين بأشد العبارات اغتيال العميد الركن في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج واقدم تعازي الى عائلته وعائلات الابرياء الذين قتلوا معه"الاربعاء في تفجير سيارة مفخخة في بيروت. واضاف بوش"واذ يسعى لبنان لانتخاب رئيس بالطريقة الديموقراطية وبما يتماشى مع دستوره، ينبغي ان يكف تدخل النظام السوري وحلفائه والهادف الى تخويف الشعب اللبناني". وفيما يشيّع جثمان العميد الحاج اليوم، في مأتم شعبي ورسمي، الى مثواه الأخير في بلدة رميش الجنوبية، أكد البطريرك الماروني نصرالله صفير أنه لا يرى مبرراً لاستمرار الفراغ في الرئاسة في ظل الإجماع على العماد سليمان. وأعرب البطريرك في حديث أمام صحافيين فرنسيين عن أسفه"لارتهان فئة من اللبنانيين للخارج خصوصاً أنها لا تزال تتلقى الأوامر من سورية وإيران على حساب مصالح الوطن". وتواصلت التحقيقات في اغتيال العميد الحاج، وأشارت معلومات أولية الى ان كاميرات كانت موجودة في معرض للسيارات حيث اشتُريت السيارة المفخخة التي استخدمت في الاغتيال، التقطت صوراً لثلاثة أشخاص ابتاعوها، والعمل جارٍ للتحقق من هوياتهم. وأفاد شهود للتحقيق، حسبما نقلت"الوكالة الوطنية للاعلام"الرسمية بأن السيارة المفخخة رُكنت في مكان الانفجار الذي استهدف الحاج قبل 8 دقائق من مرور سيارته، ما يعني ان أكثر من شخص تولّوا مراقبته منذ لحظة خروجه من منزله. وقال مصدر عسكري للوكالة ان ثمة قرائن تجعل التوصّل الى نتائج سريعة ممكناً، مع قطع التحقيقات شوطاً كبيراً. ويجري التثبّت مما اذا كانت كاميرات مراقبة عائدة لأحد المصارف في مسرح الجريمة قد التقطت اشكال الجناة عندما ركنوا السيارة المفخخة. وعلى صعيد الفراغ في الرئاسة اللبنانية، تحرّك القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان السفير أندري باران أمس في اتجاه الرئيس بري ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري لاستكشاف الأجواء بعد توقف الاتصالات بينهما، منذ الاثنين الماضي، ومدى إمكان معاودة التواصل بينهما للتوافق على مخرج لتعديل الدستور قبل انتهاء الدورة العادية للبرلمان نهاية هذه السنة، يتيح انتخاب العماد سليمان رئيساً. وعلمت"الحياة"ان بري عرض أمام باران تصوّر المعارضة للسلة السياسية الشاملة التي تربط بين انتخاب الرئيس والتوافق على الخطوط العريضة لمرحلة ما بعد انتخابه. وتفيد المعلومات ذاتها بأن بري حدد لباران مطالب المعارضة كالآتي: - انتخاب العماد سليمان رئيساً لولاية كاملة. ويأخذ بري على عاتقه اقناع عون بالعدول عن مطالبته بأن تكون ولايته موقتة لعامين. - تشكيل الحكومة ب 13 وزيراً للمعارضة و17 وزيراً لقوى 14 آذار وفق نسبة ميزان القوى في البرلمان. - الاتفاق على اسم قائد الجيش الجديد الذي سيعينه مجلس الوزراء خلفاً للقائد الحالي سليمان. - التفاهم المسبق على أسماء الاعضاء الخمسة في المجلس الدستوري، الذين سينتخبهم المجلس النيابي لاستكمال تشكيل المجلس بعد ان كانت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة اختارت الخمسة الآخرين. - اعتماد القضاء دائرة انتخابية في قانون الانتخاب الجديد. وحمل باران هذه الافكار الى النائب الحريري الذي اكتفى بالتعليق عليها، كما تقول مصادر قيادية في 14 آذار بالقول ان"من يريد حلاً لا يضع اولاً شروطاً على انتخاب الرئيس ولا يطرح افكاراً تتجاوز صلاحيات السلطة التنفيذية وتشكل التفافاً على الآلية الدستورية المعتمدة لتشكيل الحكومة الجديدة". ولفتت المصادر ذاتها الى ان بري لم يتطرق في اجتماعه مع باران الى آلية تعديل الدستور لانتخاب سليمان، ولا الى اسم رئيس الحكومة العتيدة، علماً ان قوى 14 آذار تؤيد اعتماد القضاء دائرة انتخابية، وأعلنت مراراً انها تقف وراء البطريرك صفير في هذا الشأن. واعتبرت ان بري يضع شروطاً على انتخاب الرئيس بخلاف ما كان توصل اليه مع الحريري في اجتماعهما في حضور وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وقالت ان رئيس المجلس"تفاهم في السابق مع الحريري على ضرورة انتخاب الرئيس أولاً وأن لا مانع لديه من اصدار بيان باعلان النيات، من دون الدخول في التفاصيل". وتابعت المصادر أن بري والحريري توافقا على مبدأ تشكيل حكومة وحدة وعلى ضرورة وضع"قانون انتخاب عادل ومنصف"، موضحة ان البند الاخير جاء بناء لاقتراح بري من دون ان يقرنه باعتماد القضاء دائرة انتخابية. وكشفت مصادر قوى 14 آذار ل"الحياة"ان اتصال رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط برئيس المجلس أول من أمس جاء بعد اشادة الأخير بالموقف الذي أعلنه جنبلاط فور استشهاد العميد الحاج. وقالت ان جنبلاط أراد تشجيع بري على اعادة التواصل مع النائب الحريري، باعتبار ان الحوار وحده يقود الى التوافق على مخرج لتعديل الدستور لانتخاب سليمان. ونقلت المصادر عن جنبلاط قوله لبري ان المناسبة الأليمة التي ضربت لبنان باغتيال العميد الحاج يجب ان تكون حافزاً للاسراع في انتخاب الرئيس. كما نقلت عنه قوله ان الحريري لم يقصر في الحوار وانه كان يأمل بحصول تقدم، وأن لقوى 14 آذار ملء الثقة فيه، وأنه مفوض من قبلها. ورد بري مطالباً القوى المسيحية في الاكثرية بفتح حوار مباشر مع العماد عون، لكن جنبلاط شدد على ضرورة العودة الى التواصل مع الحريري للتوصل الى افكار متقدمة لتعديل الدستور وانتخاب سليمان في أسرع وقت. واذ أبقت المراوحة جلسة المجلس النيابي المقررة الاثنين المقبل في مهب الريح وعرضة لتأجيل جديد، أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في تصريح له أمس ان لا عذر لعدم انجاز الاستحقاق الرئاسي، داعياً الى احترام الدستور. وقال:"نبذل كل جهد كي تنجح جلسة الاثنين... ونتوقع دائماً من الرئيس بري ان يقوم بهذا الجهد لا سيما ان قلوب اللبنانيين تنتظر منه هذه الخطوة". واعتبر رداً على سؤال حول استقالة الحكومة كمخرج للتعديل الدستوري لأن المعارضة تعتبرها غير شرعية ان الاستقالة"تعني الفراغ الكامل".