انصبت الاتصالات السياسية في لبنان أمس، على تحقيق الإجماع حول قائد الجيش العماد ميشال سليمان كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية ما أبقى مصير الجلسة النيابية المقررة اليوم للانتخاب معلقاً، في انتظار ما ستسفر عنه هذه الحركة السياسية الناشطة في السر والعلن. وامتنع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حسبما نقل عنه زواره، عن الإقدام على أي مبادرة جديدة، ونقل عنه النائب في الأكثرية غسان تويني"انه ينتظر، وعندما يأتونه بالإجماع يباركه". في حين نقلت وكالة"أخبار لبنان"عن مصادر بري أنه"لن يقدم على أي أمر بعدما طرح العديد من المبادرات التي كان بعضهم يلتف عليها،، فهو أدى قسطه للعلى، ويأمل بأن تصل الموالاة والمعارضة إلى التوافق على أي أمر وهو سيكون في خدمة هذا التوافق". وكان بري عرض الأوضاع المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي مع النائب تويني الذي دعا الى"التفاؤل بالخير لتجدوه"، لكنه رأى ان"الإجماع لا يزال متردداً"، مشيراً الى ان العقدة في مسألة تعديل الدستور"ولا أعرف إذا كانوا توصلوا الى فتوى ليروا من أين يبدأ التعديل، هل يبدأ من عند الرئيس فؤاد السنيورة صعوداً او العكس؟". وسأل تويني ما إذا كان بري علم بتسمية العماد سليمان من قبل الأكثرية قبل الإعلان عنه، قائلاً انه شخصياً علم بالأمر من الصحف ولم يخبره أحد. وحين سأله الصحافيون عما إذا كان يعتقد بأن رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون سيقبل بهذا الأمر، رد تويني متسائلاً:"هل هو داخل في الإجماع؟ الجنرال عون فاتح عحسابو لوحدو، وهو صرح بأنه هو البطريرك المدني، ونشر إعلاناً في الجرائد ليتصلوا به ويأتوا إليه، وانظروا كم تهافت الناس عليه". وعما إذا كان سيصدر موقف موحد عن فريق الأكثرية بتأييد ترشيح العماد سليمان، أجاب تويني:"لا أعرف. حتى الآن لم ندع الى الاجتماع، ولا اعرف ما إذا كانوا تركوا لي دعوة في مكتبي خلال غيابي عنه". واستغرب تويني الكلام عن ان ترشيح العماد سليمان نتاج تسوية أميركية - سورية بعد مؤتمر أنابوليس، قائلاً:"بهذه السرعة؟ أنابوليس لم ينته بعد. ليس الى هذه الدرجة، هذه خرج بها الاستاذ النائب وليد جنبلاط وهبّط علينا"شوية"حيطان، ولكن لا اعتقد بأن الأمور وصلت الى هذه الدرجة". وكرر معارضته تسلم"العسكر"رئاسة الجمهورية وقال:"أنا لا أزال عند رأيي. وأنا لن أصوت على تعديل الدستور". وكان عضو كتلة بري النيابية علي حسن خليل أبلغ وكالة"فرانس برس"ان دعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم الجمعة لا تزال قائمة، لكنه رجح عدم انعقاد الجلسة"في انتظار التوافق على اسم الرئيس سواء على قائد الجيش العماد ميشال سليمان أو سواه". كما نقلت الوكالة عن مصدر قريب من بري ان"انعقاد الجلسة يبقى رهن الاتصالات المستمرة والتي لم يرشح عنها شيء حتى الآن". حمادة: لا نمزح وكان وزير الاتصالات مروان حماده أكد خلال توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات - المديرية العامة للاستثمار والصيانة وشركة"ليبان بوست"وهيئة"أوجيرو"لتحصيل فواتير الهاتف الثابت الشهرية بواسطة خدمات البريد، ان"كل الجهد ينصب راهناً في 14 آذار وفي الحكومة والكتل النيابية التي تمثل 14 آذار، على ملء الفراغ وانتخاب رئيس جديد". وشدد على ان أحداً"لا يناور في موضوع ترشيح العماد سليمان فالأمر يتعلق برئاسة الجمهورية وبالجيش وبقائده وبالوسائل الدستورية الآيلة الى ذلك. نحن جديون ولا نمزح في هذه الأمور". جعجع: كل شيء على بساط البحث واستبعد رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع انعقاد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم، مشيراً إلى أنّ"بعض الفرقاء يسعون إلى تعطيل الانتخابات". ونوه جعجع في دردشة مع الصحافيين، بمزايا سليمان غير أنّه اعتبر أنّ تعديل الدستور"ليس بالأمر السهل ويتطلب بحثاً"، لكنه قال:"كلّ شيء مطروح على بساط البحث". وعن عودة المطالبة بانتخابات من الشعب، سأل جعجع:"هل يريدون انتخابات رئاسية أم لا؟ ولماذا يطرحونها بأشكال مختلفة؟". من جهته، نبه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الى ضرورة"عدم المراهنة على الوقت الذي لن يكون في مصلحة أي طرف، لا سيما وحدة لبنان واستقراره وسيادته، علماً أن أي خطوة إنقاذية يمكن ان تتوافق عليها القيادات اللبنانية تبقى أفضل بكثير من الفراغ الذي يهدد كيان لبنان الموحد، دولة وشعباً ومؤسسات". حوري : 5 أسباب لتسمية سليمان وأوضح عضو"كتلة المستقبل"النيابية عمار حوري، الذي كان أعلن أول من أمس عن تسمية العماد سليمان"ان هذا التوجه يعبر عن شريحة عريضة، سواء في كتلة"المستقبل"أو في قوى 14 آذار"، وقال لإذاعة"صوت لبنان":"ليس سراً ان موضوع تعديل الدستور كان مرفوضاً في السابق، سواء من النائب سعد الحريري أو قوى الأكثرية لأسباب باتت معروفة، واستجدت خمسة أسباب أساسية أولها ضرورة إنهاء وضع الفراغ في موقع الرئاسة، وموافقة البطريرك الماروني نصرالله صفير على اي اسم يتم التوافق عليه من خارج اللائحة، والمخاطر الإقليمية والدولية التي بدأت تلامس منطقة الشرق الأوسط، ولبنان جزء أساسي منها، وربما من هذه المخاطر الذهاب الى المجهول، ونقطة خطيرة أيضاً هي ان الفوضى المحلية التي بدأت تظهر، خصوصاً ما شهدناه قبل يومين في طرابلس، وربما هناك مخاطر في مناطق أخرى أيضاً. ما يوجب علينا جميعاً التوجه الى حل في موضوع الرئاسة. والنقطة الخامسة هي شخصية قائد الجيش، هذه الشخصية التي أثبتت وفي مناسبات عدة ترفعها وتنزهها عن كل متاهات السياسة الداخلية، وهي من هي في معركة نهر البارد الأخيرة، وقبلها في إثبات سيادة لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي. كل هذه الأمور وفي شكل موضوعي ومنطقي وهادئ أدت الى هذا التوجه الجديد بالقبول بتعديل الدستور لانتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية". ورأى ان"القطار أقلع ويبقى موضوع الأمور التفصيلية والشكلية، وهذه تفاصيل، وجزء من الاتصالات يجب ان يتم في العلن، وجزء آخر في محاولة لإنجاح هذه الخطوة"واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". وعن إشكالية تعديل الدستور قال حوري:"حين تحصل التسويات السياسية الكبرى تبقى الأمور الأخرى على رغم أهميتها الشديدة، تفاصيل يمكن حلها. طبعاً هناك آليات دستورية، وهناك أكثر من وجهة نظر، منها هل التأم المجلس كهيئة ناخبة أو لم يلتئم، وهل هناك فقط دعوة وجهت إليه. هناك نقاش هل يجوز التعديل في هذا الشكل أو في شكل آخر، وهل يأتي التعديل من المجلس النيابي من خلال اقتراح عشرة نواب أم يرسل من الحكومة؟". وعن اعتبار المعارضة الحكومة غير دستورية، أشار الى ان"هناك نقاشات كثيرة، وأعتقد بأن كل هذه التفاصيل يمكن تذليلها عند اتخاذ القرار الوطني الكبير بهذه التسوية الكبرى في هذه المرحلة ولم يعجز الدستوريون". ورأى ان"الكرة الآن في ملعب المعارضة، وهناك بعض الإشارات الطيبة الإيجابية من بعض المعارضة، وواضح ان هناك إرباكاً في صفوف البعض الآخر من المعارضة، وما نأمله ان يرتقي الجميع في هذه المرحلة الى قرار وطني كبير يكون على مستوى المرحلة". وعن مصير جلسة اليوم، قال:"ان المشاورات وفي القليلة المقبلة ربما هي التي ستحدد، وكرأي شخصي أقول ان هناك صعوبة في الوصول من الآن حتى الغد الى سلة تفاهم كاملة. تعودنا في لبنان مع حصول التسويات ان تذلل الأمور وتتسارع ولكن أشك في الساعات ال24 الساعة الباقية ان تتم كل هذه الأمور، حتى موضوع تعديل الدستور يحتاج الى إنضاج والى بعض الوقت. لذلك، وفي حال سارت الأمور كما نتمنى أعتقد بأننا نحتاج الى بضعة أيام في الحد الأدنى". وأكد الرئيس الأعلى لحزب"الكتائب"أمين الجميل أنّ"هناك اقتراحات عدة تُطرح على بساط البحث عندما تكون هناك إيجابية في التعاطي مع الآخرين"، كاشفاً عن إرجاء لقاء كان مقرّراً لپ"14 آذار بانتظار ردود الفعل على طرح اسم قائد الجيش العماد سليمان للرئاسة حتى يبنى على أثرها الموقف النهائي". وفي حديث إلى تلفزيون"المستقبل"، أشاد الجميل بمزايا العماد سليمان لجهة الطريقة التي"أدار بها المرحلة السابقة، ما أعطاه موقعاً مميزاً"، لافتاً إلى أنّ"مصلحة الوطن تقتضي حلّ هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن"، وقال إنه لم تكن لدى فريقه"شروط تعجيزية منذ البدء ولم نقل أبداً إما هذا المرشح أو الفوضى". وكرر أن"لا بدّ من أن يلعب رئيس المجلس النيابي نبيه بري دوراً محورياً"، مؤكداً وجود تواصل دائم معه.