سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطة تربط مصير المفاوضات بوقف الاستيطان وتنظم استراتيجيتها لحشد الدعم الدولي . الخطط الإستيطانية والعمليات العسكرية في غزة تلقي بظلالها على اللقاء الفلسطيني - الإسرائيلي
ألقت الخلافات في شأن الاستيطان والعمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة بظلالها على الجولة الاولى من المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية التي اطلقها مؤتمر انابوليس وعقدت امس في مكان سري في القدس الغربية. وربط الرئيس محمود عباس مصير المفاوضات بوقف الاستيطان، معلناً انه بانتظار الرد الاسرائيلي على مطالبه، كما بدأ المفاوض الفلسطيني بتنظيم استراتيجيته من اجل حشد الدعم الدولي لموقفه في هذا الصدد. راجع ص 4 وكانت اسرائيل استبقت اللقاء بتوغل هو الاوسع منذ شهور في قطاع غزة ادى الى استشهاد ستة فلسطينيين اول من امس، وهو امر فسره الفلسطينيون بأنه تصعيد يهدف الى التخريب ووضع العراقيل امام المفاوضات حتى قبل بدئها، على حد قول الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة. وتجنبت اسرائيل امس الذهاب في هذا التصعيد الى حد اجتياح القطاع، بل قررت مواصلة العمليات على المستوى نفسه، لافتة الى"النجاحات"التي تحققت حتى الان. الا ان رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكينازي حذر انه رغم قرار الحكومة، فان الوقت الذي ستشن فيه اسرائيل هجوما واسعا على غزة"يقترب". في الوقت نفسه، طغت الخطط الاسرائيلية لتوسيع مستوطنة"هارحوما"المقامة على جبل ابو غنيم في القدسالمحتلة على اجتماع المفاوضين امس. وقال رئيس الوفد احمد قريع، في بيان، ان الجانب الفلسطيني"طالب بوقف النشاطات الاستيطانية بلا استثناء، بما فيها ما يسمى النمو الطبيعي لانه يتناقض مع خطة خريطة الطريق والمرجعيات المختلفة لعملية السلام"و"يقف حجر عثرة في طريق التوصل الى سلام حقيقي". واشار الى ان الوفد الفلسطيني طالب اسرائيل ب"الالتزام الدقيق والامين بالمرحلة الاولى من خريطة الطريق التي تنص بوضوح على وقف النشاطات الاستيطانية وقفا كاملا وتاما". وقال قريع ان الاجتماع تناول ايضا"الاعتداءات المتواصلة على قطاع غزة، واستمرار الحصار المضروب على ارجاء الاراضي الفلسطينية، وكذلك الاجراءات والعقوبات الجماعية التي ينزلها الاحتلال الاسرائيلي بشعبنا". واوضح المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان السلطة الفلسطينيية قررت توجيه رسائل لكل الدول التي شاركت في مؤتمر انابوليس"لشرح الخروق الاسرائيلية لتفاهمات انابوليس ... كما قررنا التوجه الى الادارة الاميركية لتكون حكما على عدم تنفيذ اسرائيل لالتزاماتها خاصة بوقف الاستيطان". ولخص الناطق باسم رئاسة الوزراء الاسرائيلية مارك ريغيف ما دار في الاجتماع بالقول:"عبروا عن بواعث قلقهم، وعبرنا عن بواعث قلقنا في الاجتماع". وصرح مسؤول اسرائيلي كبير ان"الفلسطينيين اثاروا مسألة استمرار بناء المستوطنات وقالوا ان ذلك سيخلق صعوبات في المفاوضات ويثير غضب الفلسطينيين". واضاف ان"اسرائيل قالت ان على الفلسطينيين ان يبذلوا جهودا اكبر في المسائل الامنية، بما في ذلك غزة، وكذلك الضفة الغربية حيث اعتقل ثلاثة من رجال الشرطة الفلسطينية الاسبوع الماضي بتهمة قتل اسرائيلي". من جانبها، اعتبرت حركة"حماس"ان المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي"عبثية"، داعية السلطة الفلسطينية الى وقفها خصوصا في ظل استمرار المجازر الاسرائيلية. وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري:"ندعو قيادة السلطة للتوقف فورا عن هذه المفاوضات العبثية مع الاحتلال، ونذكرها بان المصالحة مع الشعب الفلسطيني اولى من المصالحة مع الاحتلال".