حصدت جبهة التحرير الوطني، حزب الغالبية في البرلمان الجزائري، الغالبية الساحقة من المقاعد في استحقاقات تجديد مجلس الأمة الغرفة الثانية للبرلمان التي جرت الخميس في ظل مشاركة قياسية لكبار المنتخبين على مستوى 1541 بلدية. وحقق حزب التجمع الوطني الديموقراطي تقدماً في ولايات الغرب الجزائري. وأوضحت وزارة الداخلية، في بيان ليل الخميس - الجمعة، أن حزب جبهة التحرير فاز بغالبية المقاعد بعدما نجح مرشحو الحزب الذي يتزعمه السيد عبدالعزيز بلخادم في تحقيق فوز كاسح في 29 ولاية من مجموع 48 ولاية معنية باستحقاقات تجديد مجلس الغرفة الثانية للبرلمان. وشارك في هذه الاستحقاقات التي تخص المنتخبين في المجالس الشعبية للبلديات والولايات 14721 منتخباً محلياً من مجموع 15879، وهو ما رفع نسبة المشاركة في هذه الاستحقاقات إلى حدود 92،71 في المئة. وسجلت الهيئات المشرفة على الانتخابات رفض 1082 ورقة تصويت. وأكدت هذه النتائج التوجهات الكبرى للخريطة السياسية التي أفرزتها الاستحقاقات البرلمانية والمحلية عام 2002. إذ حقق مرشحو جبهة التحرير فوزاً قياسياً في الجزائر العاصمة والمدن الكبرى بنسب متفاوتة تتراوح بين 43 في المئة و62 في المئة، ولم توقف زحف الجبهة التحالفات التي تمت ضد مرشحيها والتي شملت منتخبي حركة مجتمع السلم حزب إسلامي الذي يرأسه وزير الدولة أبو جرة سلطاني وحركة الإصلاح الوطني التي يتزعمها الشيخ عبدالله جاب الله. وتمكن حزب التجمع الوطني الديموقراطي الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى من تحقيق مكسب انتخابي لافت بعد تأكيد فوز 12 منتخباً محلياً يمثلون الحزب في هذه الاستحقاقات التي عرفت فوز مرشحي التجمع بمقاعد مجلس الأمة في ولايات غرب الجزائر مثل معسكر 300 كلم غرب العاصمة والنعامة 570 كلم غرب والشلف 210 كلم غرب والبيض 600 كلم غرب. ووصف محللون هذا الفوز ب"المفاجأة"نظراً إلى أن ولايات غرب الجزائر تُعتبر من أبرز المناطق التي حقق فيها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أفضل النتائج في الانتخابات الرئاسية عامي 1999 و2004. وتراجع تمثيل حركة مجتمع السلم في مجلس الأمة إلى ثلاثة مقاعد انتزعها بفضل تحالفات جرت مع منتخبين من جبهة التحرير في ولايات تندوف 1800 كلم غرب والأغواط 550 كلم جنوب وسوق أهراس 470 كلم شرق. واكتفى حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية بزعامة سعيد سعدي بمقعد واحد في ولاية تيزي وزو، علماً أن الغالبية في هذه الولاية يحوز عليها حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي يتزعمه الوجه التاريخي البارز حسين آيت أحمد. وسُجّل في هذه الاستحقاقات فوز ثلاثة مرشحين مستقلين وغالبية هؤلاء يؤيدون جبهة التحرير الوطني. ويتوقع أن يعلن الرئيس الجزائري في غضون الأسبوع المقبل عن قائمة الثلث الرئاسي في مجلس الأمة حيث يرجح أن يلجأ إلى تعيين وجوه بارزة في حكم الرئيس الشاذلي بن جديد والرئيس اليمين زروال في الغرفة الثانية للبرلمان. وتحوم شكوك حول إمكان إعادة تجديد الثقة في الرئيس الحالي للمجلس عبدالقادر بن صالح وهو مؤسس وعضو قيادي بارز في التجمع الوطني وكان عينه الرئيس الجزائري ضمن الثلث الرئاسي أواخر العام 2002.