وجه رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنيه نداء الى العرب والمسلمين، خصوصاً مصر، «لإنهاء آخر فصول الحصار على غزة»، داعياً الرئيس محمود عباس الى «تطبيق ما اتفق عليه في شأن المصالحة» بين حركتي «فتح» و «حماس». وأطلق تحذيراً شديداً بقوله إن «القدس في خطر وتتعرض الى أبشع حملة صهيونية منذ احتلالها، وحراسها محتاجون الى إسناد»، لكنه أكد «أننا على أبواب معركة تحرير القدس والأقصى». وكان هنية يخطب أمس في صلاة الجمعة في جامع «الإمام محمد بن عبد الوهاب» الذي أمّه آلاف المصلين من الرجال والنساء. ولوحظ أن حشداً من المصلين توجه إليه بعد الصلاة وهتف بشدة «الشعب يريد تحرير فلسطين». واستهل هنية خطبته بالتنويه ب «بمواقف قطر العربية الإسلامية الأصيلة ممثلة بوقوف الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وشعبه مع فلسطينوغزة في سنوات الحصار والعدوان ومواجهة نتائج الحرب على غزة بالدعم السياسي والإعلامي والمادي والشعبي». ونقل عن أمير قطر قوله: «لن نتخلى عن غزة، وسنقف الى جانبها». وأضاف هنية ان غزة وقفت تقاتل باللحم الحي وبأطفالها ونسائها وشيوخها حتى لا تنهار المنطقة أمام ضربات الاحتلال الصهيوني. وفيما تعهد أنه «لا تفريط ولا تنازل عن فلسطين، ولا تخلي عن القدس والأقصى»، قال: «أطالب الرئيس عباس الذي سيزور الدوحة بتسريع خطوات المصالحة (بين فتح وحماس) على الأرض، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه، والإفراج عن المعتقلين في الضفة الغربية، وإعادة فتح المؤسسات (الخيرية)، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال». وشدد: «نحن أمام واقع لا يحتمل إلا تعزيز المصالحة الفلسطينية والوقوف صفاً واحداً، وما زلنا (حماس) أوفياء للمصالحة». كما دعا هنية العرب والمسلمين الى «التهيؤ لمعركة تحرير القدس والأقصى»، وقال إن القدس تتعرض حالياً الى سياسة تهويد وحفريات وبناء مستوطنات وخطط عزل عن محيطها العربي والإسلامي، وإبعاد نواب القدس المنتخبين ووزراء يمثلونها، الى جانب الاستمرار في سياسة هدم المنازل. وشدد على أن «المناضلين حراس القدس سيدافعون عنها بالدماء، ولا تخلي عن قدسنا، ولو رحنا عن بكرة أبينا لن نتخلى عن القدس وأرض فلسطين المباركة». ورأى أن «الثورات العربية التي أسقطت الطغاة مقدمة لتأخذ الأمة دورها مجدداً لاستعادة القدس والأقصى». ونوه في هذا الاطار بهتافات سمعها في تونس التي زارها رددت «الشعب يريد تحرير القدس»، كما أشاد ب «الشعب المصري الذي لم يتورط في حصار غزة وهو يرفع أعلام فلسطين». وأكد أن «الحصار البري والبحري والجوي جعل غزة سجناً كبيراً لمليون وثمانمئة ألف فلسطيني»، مشيراً الى أسر مسحوقة في غزة لا تجد حاجاتها الحياتية، وأسر شهداء وبيوت من دون ضوء شمعة. وحض على «كسر الحصار الظالم الآن»، معتبراً أنه «آن الأوان لتحطيم ما تبقى من الحصار». وندد ب «الحكام الذين تورطوا في حصار غزة وانتهوا تحت ضربات الشعوب (العربية) الثائرة». وقال موجهاً كلامه الى القاهرة: «مصر العزيزة، متى ينتهي الحصار، مصر الثورة، هل تبقى غزة بلا كهرباء أو غاز». وأضاف: «مصر هي المخزون الاستراتيجي للأمة، ومن الدوحة، أوجه ندائي الى أشقائي العرب والمسلمين وأحبائي في مصر، وأقول تقدموا لإنهاء آخر فصول الحصار، وبعد الربيع العربي لا يمكن بقاء الطغيان والظلم على أرض فلسطين». وأعتبر ان الغارة الاسرائيلية على غزة الليلة قبل الماضية «تدل على استمرار العدوان على شعبنا»، لافتاً الى «ما يجري في القدس والضفة الغربية واعتقال نواب الشعب، وعلى رأسهم رئيس المجلس التشريعي الأخ عزيز دويك و31 من نواب الشعب المنتخبين». ولفت الى «قضية عدنان خضر (من الجهاد الاسلامي)، وقال إنه أمضى أكثر من 30 يوماً مضرباً عن الطعام ليضع حداً للاعتقال الإداري (الإسرائيلي). ووصفه بأنه «ممن يقاتلون بأمعائهم الخاوية»، ولفت الى أن الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) يناقش الآن قانوناً لمنع الآذان في الاراضي المحتلة عام 1948، مؤكداً أن هناك «حملة مسعورة تريد تغيير قيادات الشعب المنتخبة وتغيير معالم القدس والأقصى».