سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محادثات برلين تتناول البرنامج النووي الإيراني والوضع في العراق والإنتخابات الرئاسية اللبنانية والعلاقات الثنائية . الملك عبدالله لمركل: الوضع متفجر ويجب اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار
قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس أن منطقة الشرق الأوسط "تعاني الكثير من المشاكل السياسية"، واصفاً أوضاع المنطقة، خلال حفلة غداء أقامتها على شرفه المستشارة الألمانية انغيلا مركل لدى وصوله إلى برلين بأنها"متفجرة". راجع ص2 و3 لكن الملك عبدالله شدد على أن"استقرار"أوضاع المنطقة"وإخلاءها من أسلحة الدمار الشامل، وزيادة التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب، ستساهم في ترسيخ الأمن". منوهاً ب"الدور المتنامي"لألمانيا"الذي تلعبه على المستوى الأوروبي والدولي، ومساهمتها في إيجاد الحلول للمشاكل الإقليمية والدولية". وقال:"إن ألمانيا الصديقة بفضل مكانتها الاقتصادية والسياسية مؤهلة لأن تساهم بدور فاعل في عملية إقرار السلام في العالم". وأبدى ثقته بمستقبل علاقات بلاده مع ألمانيا، وبأنه سيكون"مشرقاً". وكان الملك عبدالله وصل إلى مطار"تيغل"العسكري في برلين، حيث تقدمت مركل مستقبليه، واصطحبته إلى مقر المستشارية وبدآ محادثاتهما في السيارة التي تقلهما. وفي حفلة الغداء خاطبت مركل خادم الحرمين قائلة:"خلال انتقالنا من أرض المطار إلى هذا المكان في المستشارية استعرضنا أيضاً شتى المسائل التي تشغل بالنا حالياً في العالم". مشيرة إلى محادثاتهما مطلع العام في الرياض. وشددت:"نحن نعلم يا خادم الحرمين الشريفين أنكم تكرسون جهودكم لحل النزاعات بالطرق السلمية، ولذلك فإننا نود أن نتعاون معكم في هذا الطريق لحل كل المشاكل بالطرق السلمية، وهذا لا ينطبق فقط على منطقتكم بل على العالم كله". وكان الملك عبدالله خاطب مركل اننا"نتطلع إلى أن نستكمل خلال هذه الزيارة تطوير التعاون الوثيق الذي بدأناه خلال زيارتكم للمملكة العربية السعودية، وإنني على ثقة أن مستقبل العلاقات السعودية - الألمانية سوف يكون مشرقاً، متمنياً لدولتكم دوام الصحة والعافية، وللشعب الألماني الصديق المزيد من الرخاء والازدهار". وقالت مركل"أننا على يقين أن العلاقات القائمة بين بلدينا حتى الآن لم تستنفد كل الإمكانات الكامنة في هذه العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، لذلك نرى أن تكون هذه الزيارة، يا خادم الحرمين الشريفين، مؤشراً وانطلاقة إلى تعميق وتعزيز هذه العلاقة، وهذا ينطبق على الجانب الأمني وأيضاً العلاقات الخارجية، كما ينطبق على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وينطبق كذلك على مجال العلم والثقافة". وبعدما نوهت مستشارة ألمانيا بدور خادم الحرمين الشريفين في حل نزاعات المنطقة والعالم بالطرق السلمية، قالت:"إنني في الحقيقة يا خادم الحرمين الشريفين أعرف أنكم بهذا الدور تقومون على توطيد العلاقات وتحسينها بين البلدان كلها، وهذا الدور يتمثل في أن كلمتكم مسموعة في العالم في هذا المجال، وقد تابعنا باهتمام كبير أيضاً لقاءكم مع البابا في روما، الذي كان لقاء مثمراً، كما نعلم أنكم تؤيدون دائماً الحوار بين الديانات لحل كل المشاكل والمسائل". وتمنت للسعوديين حكومة وشعباً في ختام كلمتها"مستقبلاً باهراً ملؤه السعادة والنجاح والتوفيق". وتناولت محادثات الملك عبدالله ومركل جملة من القضايا الثنائية والدولية المشتركة، لكن البحث تركز بصورة محددة على أزمة الشرق الأوسط والجهود المبذولة حاليا لإنجاح مؤتمر أنابوليس، وأزمة البرنامج النووي الإيراني وصولاً إلى الوضع في العراق وأزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان. وبعد وصوله استعرض خادم الحرمين والمستشارة حرس الشرف الذي يمثل القوات الألمانية بعدما عزفت الفرقة الموسيقية العسكرية النشيدين السعودي والألماني. وعلى الإثر دخل المسؤولان الكبيران مقر المستشارية حيث بدأت المحادثات في حضور وزيري الاقتصاد والدفاع الألمانيين، ميشائيل غلوز وفرانتس يوزف يونغ، ووزير الخارجية السعودي ومسؤولين آخرين وسفير السعودية لدى ألمانيا الدكتور أسامة شبقشي. وذكرت مصادر المانية أن المستشارة مركل التي تدعم حكومتها انعقاد مؤتمر أنابوليس وستلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش بعد أيام قليلة، استمعت باهتمام إلى وجهة نظر خادم الحرمين في شأن أهمية تنفيذ"المبادرة العربية"لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، والتي أقرتها قمة جامعة الدول العربية الأخيرة مجدداً ورحبت بها برلين في حينه. وشددت المصادر على أن خادم الحرمين أبلغ مركل أن بلاده على استعداد لحضور المؤتمر إذا تبين أنه سيخرج بنتائج فعلية وملموسة. ولم يُعرف ما إذا كان الملك طلب من المستشارة نقل أي رسالة إلى الرئيس الأميركي في هذا الصدد. وتابعت المصادر أن مركل رحبت أيضاً، خلال البحث في أزمة الملف النووي مع إيران بالمبادرة السعودية الأخيرة لحل مشكلة تخصيب اليورانيوم في بلد محايد ورفضتها ايران. وبرز توافق في وجهات النظر في شأن ضرورة إبعاد منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط ككل عن اخطار السلاح النووي. وأكدت مركل أن بلدها سيتابع الدفع في اتجاه حل الأزمة مع إيران بالوسائل الديبلوماسية وأنها ستشدد على ذلك في محادثاتها مع بوش، لكنها أوضحت عزمها أيضاً على دعم فرض عقوبات جديدة على طهران لإقناعها بالتخلي عن خيار تخصيب اليورانيوم في أراضيها وإزالة الشكوك التي تحوم حول الأهداف الحقيقية لبرنامجها النووي. وتطرق البحث بين الملك عبدالله ومركل إلى العلاقات الثنائية المتنامية بين ألمانيا والمملكة وضرورة تفعيلها نحو الأفضل، خصوصاً أن السعودية عادت هذا العام لتصبح الشريك التجاري الأول لألمانيا بين الدول العربية. وقالت مصادر سعودية ل"الحياة"إن جولة الملك عبدالله في أوروبا دليل على انفتاح المملكة عالمياً وعلى تبادل الآراء والمواقف على أرفع مستوى، وتأكيد أيضا على دورها السياسي والاقتصادي الريادي. وأضافت المصادر أن"وجهة النظر السعودية أصبح لها وزنها في المنطقة العربية والعالم، وأن الملك يريد وضع سياسة ثابتة من خلال مناقشة المواقف الأوروبية تجاه القضايا العربية". وفي المساء استقبل رئيس الدولة الاتحادية هورست كولر خادم الحرمين في قصر"بل فو"واستعرض وإياه ثلة من حرس الشرف قبل أن يعقد وإياه جولة من المحادثات. وتستمر زيارة العاهل السعودي الرسمية لألمانيا حتى مساء اليوم يستقبل خلالها وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير ومسؤولين آخرين في مقر إقامته قبل أن يغادر برلين بعد ظهر الجمعة إلى مصر.