اقدمت جامعة القادسية على خطوة برهنت من خلالها تجاهلها الكبير لكل ما تمر به مدينة الديوانية من وضع أمني صعب، وعدم التعامل مع واقع طلبة الدراسات المسائية في شكل انساني، بعدم اكتراثها بما سيؤول إليه مصير طلبة الدراسات المسائية القادمين من المحافظات الأخرى. إذ نفذت إدارة الأقسام الداخلية قسم الخليج العربي حملة لإخراج أكثر من مئة طالب من طلبة الدراسات المسائية من هذه الأقسام. ومنعتهم من الاستفادة منها او السكن فيها، متناسية ان هؤلاء الطلبة قدموا من محافظات أخرى مثل أربيل وبغداد والناصرية وكربلاء والبصرة والسماوة والنجف وديالى, على على رغم إمكانية توزيعهم على الأقسام الداخلية للجامعة البالغ عددها 15 قسماً، ومن دون التأثير على طلبة الدراسات الصباحية. يقول أحد طلبة الدراسات المسائية الذي شمله قرار الطرد من هذه الأقسام، في رسالة بعث بها عدد من هؤلاء الطلبة:"لقد آثرت ترك أهلي وأصدقائي ومنطقة سكني، قاطعاً مسافات طويلة ومجازفاً بحياتي بمروري بمناطق ساخنة للالتحاق بدراستي في جامعة القادسية. وبدلاً من ان تقوم الجامعة بتقدير هذا الجهد والأخذ بيدي وأيدي زملائي القادمين من محافظات أخرى وتذليل العقبات والمصاعب التي تكتنف مسيرتنا الدراسية، بما فيها مشكلة السكن, قامت بطردنا من الأقسام الداخلية من دون وجه حق وبأسلوب غير حضاري لا يتناسب مع كوننا طلبة جامعيين. إذ لمح عدد من موظفي القسم الداخلي"بأن من يصر على عدم الخروج من القسم الداخلي قسم الخليج العربي، فإننا نملك الوسائل الكفيلة بإخراجه ولو كان ذلك باللجوء الى القوة", في وقت تجاهلت الجامعة"استعطافاتنا"لديها، ولم يصغ إلى نداءاتنا أي مسؤول... لتبقى أبواب السيد رئيس الجامعة وعميد كلية التربية المسائية ومساعده موصدة لا تروق لها ان تمر من خلالها نداءاتنا المتكررة. لكن هذه الأبواب الموصدة أمامنا طرقت اسماع أصحابها أنباء عن أمتعتنا التي قمنا بإيداعها موقتاً لدى أهل الخير من أصحاب المحال القريبة، أو أنباء الأمتعة التي ظلت على أرصفة الشارع المحاذي للأقسام حتى عصر الأحد 28/10/2007 ومن دون ان يكون لها أي وقع في نفوس أصحاب القرار في الجامعة للتعاطف معنا. ولا استبعد ان تكون"أنباء بقاء أمتعتنا في الشارع"قد أمست في تلك الليلة من أكثر الأحاديث تسلية لهم, في حين يشير طالب آخر في فقرة أخرى من الرسالة ذاتها، الى سعة هذه الأقسام بحيث انها تتسع لضعفي عدد شاغليها الحاليين من طلبة الدراسات الصباحية, كما ان طلبة الدراسات المسائية الذين منعوا من الاستفادة منها لم تشخص بحقهم حال سلوك غير قانوني أو أدبي تخول الجامعة الحق تنفيذها قراراً تدعي انها نفذته بناء على توصيات صدرت من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, فإذا كان مثل هذا التوجيه صدر فعلاً، فلماذا لا تنفذه جامعات عراقية أخرى، حيث أستطيع ان أؤكد لكم ان جامعتي بغداد وبابل ما زالتا مستمرتين بإسكان طلبة الدراسات المسائية في أقسامها الداخلية. فيما يشير طالب آخر، الى ان قرار منع الطلبة من السكن في الأقسام الداخلية جاء مفاجئاً، بالتزامن مع قرار الجامعة رفع أقساطها الدراسية الى 300 ألف دينار للقسط الواحد، ليجعل من العسير على الطالب دفع نفقات دراسته ونفقات استئجار سكن له قد لا يكون آمناً في مثل هذا الوضع الأمني العصيب الذي تمر به محافظة الديوانية، مؤكداً ان القسم الداخلي هو أأمن ملاذ يطمئن به الطالب على حياته. واختتم طلبة الدراسات المسائية في جامعة القادسية رسالتهم بدعوة السيد رئيس الوزراء والسيد وزير التعليم العالي والسيد محافظ الديوانية إلى إيجاد حل لمشكلتهم والسماح لهم بالعودة إلى أقسام الداخلية التابعة لجامعة القادسية. علي وحيد - بريد إلكتروني