ارتفع سعر النفط الخام أكثر من 1.5 دولار في التعاملات الآجلة أمس مستفيداً من مراهنة المستثمرين على المخاوف من عدم كفاية الإمدادات خلال فصل الشتاء، وتحسن أسواق الأسهم، وضعف الدولار. وقفز مزيج برنت في لندن إلى 92.36 دولار للبرميل مسجلاً مستوىً قياسياً، فيما صعد الخام الأميركي الخفيف إلى 95.96 دولار، مقترباً من مستواه القياسي 96.24 دولار للبرميل سجله الأسبوع الماضي قبل ان يتراجع أول من أمس وسط مخاوف من التداعيات الاقتصادية المحتملة للأزمة الائتمانية في الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع ان تظهر بيانات رسمية انخفاض مخزون النفط الأسبوع الماضي بمقدار 1.6 مليون برميل وانخفاض مخزون المشتقات الوسيطة 700 ألف برميل وتراجع مخزون البنزين 100 ألف برميل فقط. وزاد سعر السولار زيت الغاز 4.75 دولار إلى 813.25 دولار للطن. وعادت أسعار النفط للعقود الآجلة إلى الصعود صباحاً في آسيا باتجاه 95 دولاراً للبرميل لترتفع نحو واحد في المئة مع استقرار أسواق الأسهم الآسيوية ومراهنة المتعاملين على ان هبوط المخزونات الأميركية واقتراب الشتاء قد يساعدان السوق على استئناف الاتجاه الصعودي. وارتفع الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم كانون الأول ديسمبر 80 سنتاً إلى 94.78 دولار للبرميل، وارتفع مزيج برنت 86 سنتاً إلى 91.35 دولار للبرميل. وأعلنت"منظمة الدول المصدرة للنفط"أوبك ان سعر سلة الخامات القياسية الپ12 التابعة للدول أعضاء ارتفع إلى 88.13 دولار للبرميل أول من أمس من 87.57 دولار الجمعة الماضي. وفي الأسواق الأميركية، قفزت أسعار البنزين فوق ثلاثة دولارات للغالون أول من أمس، وفقاً لموقع الإنترنت الخاص بالشبكة الإخبارية الأميركية"سي إن إن". يذكر ان أسعار البنزين بالتجزئة في الولاياتالمتحدة لم تجارِ أسعار الخام في صعودها، فهذه الأخيرة اكتسبت 39 في المئة منذ آخر آب أغسطس الماضي لتصل إلى 96.24 دولار الخميس الماضي، أما أسعار البنزين فبدأت بالارتفاع بثبات منذ منتصف تشرين الأول أكتوبر. من جهة أخرى، قال وزير الطاقة والمناجم الجزائرية شكيب خليل إنه لا يتوقع ان تنخفض أسعار النفط على المدى القريب، مؤكداً ان أي زيادة في الإنتاج لن تؤثر في موجة ارتفاع الأسعار. ونقلت إذاعة الجزائر الرسمية عن خليل أمس قوله ان اجتماع"أوبك"المزمع في 5 كانون الأول المقبل في أبو ظبي"سيبحث وضع سوق النفط لاتخاذ قرارات مناسبة تضمن استقرار الأسعار"، مشيراً إلى ان رفع الإنتاج لن يؤدي إلى خفض الأسعار، ومذكراً بأن زيادة في الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً أقرتها"أوبك"وطبقتها منذ مطلع الشهر الحالي لم تسهم في خفض الأسعار. وشدّد خليل على ان ارتفاع أسعار النفط ازداد حدة بفعل عوامل جيوسياسية ونقص قدرات التكرير وانخفاض قيمة الدولار، متوقعاً ان تشهد"نوعاً من الاستتباب بداية الفصل الثاني من السنة المقبلة، وهي فترة الانخفاض الموسمي للطلب العالمي بنحو مليوني برميل". لكنه أكد ان هذا الاستتباب"لا يعني انخفاضاً كبيراً في الأسعار لأن سعر البرميل سيظل يعرف مستويات مرتفعة".