لم يمض يوم على توقيع اتفاق للتهدئة بين القطبين الشيعيين تيار الصدر وتيار الحكيم حتى تصاعد التوتر في الديوانية التي شهدت عمليات اعتقال أمس، اعتبرها أنصار الصدر بتوجيه من"المجلس الأعلى"الذي يسيطر على الحكومات المحلية في معظم مدن الجنوب، واندمجت ميليشياته فيلق بدر في أجهزة الأمن. وفي اطار هذا الصراع، هرب نائب محافظ كربلاء، القيادي في التيار الصدري جواد الحسناوي من المدينة، واتهم"عناصر مدعومة من دولة مجاورة"، في اشارة الى ايران، بالسعي الى تحويلها"ثكنة عسكرية لمواجهة متوقعة مع القوات الاميركية". إلا أن اسماء الموسوي القيادية في تيار الصدر أكدت ل"الحياة"ان"ما يحدث في كربلاء تحديداً خلفه مفاجأة كبيرة كشفتها التحقيقات الجديدة في أحداث الزيارة الشعبانية"قتل في تلك المواجهات عدد من أنصار الصدر، لكنها امتنعت عن إعطاء تفاصيل، مؤكدة أن اعتقال قياديين في تيار الصدر"تم بأوامر زورها محافظ المدينة وقائد شرطتها وقائد الفوج الثالث في الجيش". وتابعت ان"مجلس القضاء الأعلى أصدر مذكرات لاعتقال الثلاثة ما دفعهم الى تهديد قادة تيار الصدر بالتصفية وهذا ما دفع الحسناوي الى الهرب أملاً بحماية في بغداد". واضافت ان نتائج التحقيق الجديدة"خطيرة جداً ولا يمكنني كشفها الآن. لكنها ستكشف حقائق عن الوضع العراقي عموماً". الى ذلك، اتهم الناطق باسم مكتب الشهيد الصدر في الديوانية الشيخ ابو زينب الكرعاوي"قوات بدر"و"المجلس الاسلامي الاعلى"ب"التآمر لتصفية أبناء الخط الصدري، فقد اعتقل 11 شخصا من أنصاره بعد ساعات من توقيع الطرفين اتفاقية لتهدئة التوتر". وقال الكرعاوي ل"الحياة"ان"رئيس اللجنة الامنية في المحافظة حسين البديري ينتمي الى"قوات بدر"، وهو المحرك الرئيسي لعمليات الاعتقال التي تطاول يومياً أبناء الخط الصدري على نطاق واسع". وكان"المجلس الأعلى"الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم والتيار الصدري، وقعا أول من أمس اتفاقا لوضع حد للمواجهات المسلحة التي نشبت بين الطرفين في عدد من مدن الجنوب الشيعية. وفيما امتنع قياديو"المجلس"عن الرد على هذه الاتهامات وأكدوا ان وراءها دوافع سياسية وللتغطية على الحملة الحكومية والاميركية ضد عناصر"جيش المهدي"، قال ابو زينب الساعدي القيادي السابق في هذا الجيش ل"الحياة"ان"فيلق القدس"الايراني يجهز لمعركة واسعة ضد القوات الاميركية في العراق تحسباً لعواقب هجمة أميركية محتملة على ايران. وقال الساعدي الذي غادر العراق ان"قوات القدس"نقلت مقرات قيادية تابعة لها في العراق الى داخل المدن في كربلاء ومدينة الصدر، اضافة الى فتح معسكرات تدريب للمجموعات المنشقة عن تيار الصدر في الأهوار. يذكر أن نائب محافظ كربلاء الهارب الى بغداد أدلى بمعلومات مماثلة عن تغلغل"معاد للتيارات العربية"في كربلاء ويتخذ منطقة ما بين الحرمين مرقدا الحسين والعباس مركزاً لخزن الأسلحة.