شهدت مدينة الديوانية عمليات اعتقال واسعة في صفوف التيار الصدري طالت 49 من عناصره في سياق عملية "وثبة الأسد" منذ السبت الماضي. وأوضح حسين البديري رئيس اللجنة الامنية في محافظة القادسية ومركزها مدينة الديوانية أن"قوات الأمن اعتقلت خلال الأيام الثلاثة الماضية 49 عنصراً من أعضاء التيار الصدري بينهم أربعة قياديين". وكانت عملية عسكرية واسعة انطلقت السبت الماضي بمشاركة القوات الأميركية لملاحقة عناصر ميليشات وخارجين عن القانون في الديوانية، وفقاً لمصدر أمني رفيع المستوى. يذكر أن حدة التوترات بدأت تتصاعد منذ نحو عام بين ميليشيا"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر و"منظمة بدر"التابعة ل"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"بزعامة عبدالعزيز الحكيم. وأدى هذا الصراع بين الفريقين إلى تحول المدينة الى ساحة قتال خلال الأشهر الماضية، على رغم اتفاق أُبرم بين التيار الصدري و"المجلس الاعلى"في تشرين الأول أكتوبر الماضي، لحقن الدم العراقي. وأكد أبو زينب الكرعاوي العضو البارز في التيار الصدري أن"قوات من الجيش والشرطة دهمت ليل أمس الأحد مكتب الشهيد الصدر في ناحية نفر 15 كلم جنوب الديوانية". وذكر مراسل"فرانس برس"أن"90 في المئة من مناطق مدينة الديوانية تشهد حظر تجول، فيما ألقت مروحيات تابعة للجيش الاميركي منشورات تحض الأهالي على التعاون مع قوات الأمن". وأوضح المراسل ذاته أن المنشورات كُتب عليها:"ندعو الاهالي إلى التعاون مع قوات الشرطة والجيش والادلاء بمعلومات عن أماكن اختباء المسلحين والارهابيين"، وحملت أرقام هواتف مراكز معلومات أمنية. وأعلن قائد شرطة محافظة القادسية اللواء علي عكموش"طرد 70 من عناصر الشرطة بينهم ضباط من الخدمة لثبوت تعاونهم مع العصابات المسلحة". وقال العضو البارز في التيار الصدري فلاح شنشل إن"اعتقال أبناء التيار يمثل اعتقالاً للأبرياء وهذا متوقع لأن الخطة الأمنية انطلقت منذ البداية بخروقات". وأضاف أن"مذكرات اعتقال صدرت في حق المعتقلين قبل البدء بالعملية الأمنية، بالاعتماد على اعترافات معتقلين تعرضوا الى ضغوط"، مشيراً الى أن التيار الصدري"أعلن سابقاً أن الخطة ستخلق مخالفات تؤدي إلى وقوع الابرياء ضحية لها، أما الخارجين عن القانون، فغادروا قبل البدء بتنفيذها". وأكد شنشل أن"التيار الصدري اتصل بوزير الداخلية جواد البولاني لتأكيد مطالبته بأن تبتعد القوات المنفذة للخطة عن ارتكاب مخالفات"، لافتاً إلى أن"أعداد قوات الأمن التي تنفذ العملية كبيرة، وبالتالي لا نضمن أن يتصرف هؤلاء رجال الامن وفق القانون". وطالب شنشل بأن"تتخذ القوات إجراءات قانونية بعيدة عن أي انتهاك لحقوق الانسان". ووفقاً لمصادر أمنية، يشارك في تنفيذ الخطة الامنية ثلاثة آلاف جندي عراقي يشكلون قوات مشاة وفوجاً مدرعاً، إضافة إلى لواء من الشرطة الوطنية وقوات من الجيشين الاميركي والبولندي. وكان شنشل قال الخميس الماضي:"اذا شنت القوات الحكومية بالتعاون مع قوات الاحتلال عملية ضد ابناء التيار الصدري في الديوانية، فإنهم سيرتكبون خطأ كبيراً وسيدفعون ثمنه غالياً". وقال النائب علي الميالي العضو في التيار الصدري عن محافظة القادسية إن"الاعتقالات التي تجري في الديوانية تستهدف التيار الصدري في شكل واضح". وأضاف أن"ليس لدينا اعتراض على تطبيق خطة أمنية، ولكن على أن يجري ذلك وفق أسس علمية ومهنية من دون استهداف جهة ما"، مطالباً"الحكومة المركزية بالتدخل في السرعة الممكنة لوقف هذه الاعتقالات". وعلى الصعيد الأمني أيضاً، أدت اعمال عنف متفرقة الى مقتل خمسة اشخاص في مناطق متفرقة في العراق. وفي بعقوبة، قال ضابط في الشرطة إن ثلاثة من عناصرها قُتلوا في هجوم. وفي بغداد، أعلنت مصادر أمنية مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين في انفجار عبوة لدى مرور حافلة تقل مدنيين في منطقة البلديات شرق العاصمة. وفي بيجي، قال مصدر أمني إن"سبعة أشخاص من عائلة أحد عناصر الشرطة أُصيبوا في انفجار سيارة مفخخة قرب منزله في قرية البوجواري التابعة لبلدة بيجي". وفي الناصرية، قال ضابط في الشرطة إن"مسلحين يستقلون سيارة مدنية اغتالوا شخصاً في حي اريدو وسط المدينة، كان يعمل مترجماً في وقت سابق لدى قوات التحالف". وأعلن الملازم في شرطة مدينة الكوت علي فاضل العثور على ثلاث جثث إحداها لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات. وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع أن الجيش العراقي قتل ستة مقاتلين مشتبه بهم واعتقل 69 آخرين في مناطق متفرقة.