استقبلت اسرائيل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس بمطالب محددة من مؤتمر أنابوليس للسلام عنوانها "الأمن لإسرائيل أولا... وقبل اقامة الدولة الفلسطينية"، فيما نقل مسؤول بارز عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قوله لدى استقباله رايس ان اسرائيل سترحب بمشاركة سورية في المؤتمر الدولي، مضيفا ان المطلب السوري باستعادة مرتفعات الجولان، لن يناقش خلال المؤتمر الذي"يجب ان يركز فقط على الحوار مع الفلسطينيين". راجع ص 4 في غضون ذلك، سعى رئيس حكومة"حماس"المقالة في غزة اسماعيل هنية الى طمأنة الفلسطينيين الى أن الحركة لا تنوي السيطرة على الضفة الغربية بالقوة، مكرراً الاستعداد لاستئناف الحوار مع الرئاسة لتشكيل حكومة وحدة. واستهل هنية خطابه بالقول:"أريد ان أشدد هنا على أن الأنباء التي أفادت بأننا نريد تكرار ما حدث في غزة في الضفة الغربية لا أساس لها". لكنه شن هجوما على حكومة رام الله، معتبراً أن مسؤولين فلسطينيين عملوا باستمرار من اجل تقويض حكم"حماس"وتعاونوا مع اسرائيل من أجل تشديد الحصار على غزة. ولم يتضمن خطاب هنية جديدا، بل كرر مواقف"حماس"وحكومتها، خصوصا في موضوع الحوار الذي جدد الدعوة الى استئنافه. وجاء الخطاب بعد نحو 3 اشهر على آخر خطاب القاه هنية، وفي وقت كثر الحديث عن وجود تيارين في الحركة: احدهما متشدد يسيطر على مقاليدها، وآخر معتدل يعاني من سطوة الاول، وهذا ما نفاه هنية. في الوقت ذاته، وجه هنية رسائل الى اسرائيل بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية، فيما وصلت المفاوضات الى طريق مسدود. كما وجه رسائل الى الاميركيين عشية زيارة رايس لرام الله ولقائها الرئيس محمود عباس اليوم، مفادها انه لن يكون هناك سلام في المنطقة من دون استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، مجددا رفض الحركة عقد مؤتمر أنابوليس. في هذا الصدد، شددت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، رئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي ليفني لدى استقبالها رايس التي تسعى الى ردم الفجوة في مواقف الجانبين من"وثيقة أنابوليس"، على ان"توفير الأمن لإسرائيل يأتي أولا... وقبل اقامة الدولة الفلسطينية التي وردت في الخريطة الدولية". واضافت أن"أحدا لا يريد رؤية دولة إرهابية أخرى في المنطقة". وأقرت بوجود خلافات تعترض المفاوضات مع الفلسطينيين بينها: اولا"ضرورة التوصل إلى تفاهمات أساسية بأن إقامة الدولة الفلسطينية يجب أن تأتي بعد تطبيق الخريطة الدولية، بما فيها حاجات إسرائيل الأمنية"، وثانيا"أننا نرى في اجتماع أنابوليس بداية العملية السياسية لا نهايتها"، على أن يتواصل الحوار بعد القمة من دون جدول زمني، متوقعة من المشاركين في الاجتماع الدولي إعلان دعمهم العملية. وفي مقابلة مع تلفزيون"العربية"مساء امس قالت رايس ان المفاوضات بعد مؤتمر انابوليس يمكن ان تنجز خلال 14 شهراً، وهي المدة المتبقية من ولاية الرئىس جورج بوش. إلى ذلك، نقلت صحيفة"هآرتس"عن اوساط سياسية اسرائيلية ان أولمرت وافق على اقتراح عباس في لقائهما أواخر الشهر الماضي بأن تكون الولاياتالمتحدة الحَكَم بين إسرائيل والسلطة في كل ما يتعلق بتطبيق"خريطة الطريق"، في حين أفادت صحيفة"يديعوت احرونوت"أن رايس ستحاول خلال زيارتها الحالية"المناورة بين الطلب الإسرائيلي بأن يسبق الأمن سائر القضايا، والطلب الفلسطيني لأفق سياسي"وتحديد سقف زمني.