"المرأة والنافذة : دراسة في شعر سعدي يوسف" كتاب للناقد العراقي سمير خوراني صدر حديثاً عن دار الفارابي بيروت. يرى الباحث أن قصيدة سعدي تتراوح اجمالاً، بين التعبير والتجريد، فهي من ناحية تشير الى تجربة سابقة على عملية الكتابة ذاتها، يجتهد الشاعر في التقاطها وتجسيدها والتعبير عنها وايصالها الى المتلقي. غير أنه، من ناحية أخرى، لا يغفل جماليات النسيج الشعري و"تبئير"اللغة وانزياحاتها ووظيفتها الشعرية التي تنقل التجربة من مستوى الايصال الى مستوى الشعرية، المستوى الذي تدرك فيه الكلمة بوصفها كلمة وليس بوصفها أداة تشير الى شيء معين، أو انفجاراً لعاطفة. بمعنى أن الاداء يتركز في نقطة الالتقاء بين التعبير عن تجارب الحياة بواسطة اللغة، واللغة كغاية تغيب عنها المرجعية، أي بين الاحالة الى الخارج والاحالة الى الذات، ما يجعل قصيدته بنية مراوغة. على أن الشاعر لا يضحي ? وبخاصة في مراحل نضجه واقترابه من تخوم التجريد، بالنافذة من أجل المرآة، فقصيدته ? في التحليل الأخير ? تحتفظ بوظيفة التوصيل، وإن كانت تنحت عن مواقع الصدارة، وأخلتها لمصلحة الشعرية.