دخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة أمس، على خط حملة الانتخابات البرلمانية، داعياًَ مواطنيه إلى الإقبال على صناديق الاقتراع الأحد المقبل ومنح أصواتهم لحزب "روسيا الموحدة" معتبراً ذلك"الخيار الصحيح الكفيل بعدم السماح لمن هدم البلاد بالعودة الى الحكم". وأثار ظهور الرئيس على شاشات التلفزيون في خطاب مسجل وجهه إلى الروس في اليوم قبل الأخير من انتهاء الحملة الانتخابية، جدلاً في صفوف المعارضة التي اعتبرت ذلك انتهاكاً للقوانين الانتخابية، خصوصاً أن وسائل الإعلام المرئية رفضت طلبات قدمها سبعة من زعماء الأحزاب المتنافسة لتوجيه رسائل تلفزيونية إلى المواطنين. لكن رئيس لجنة الانتخابات المركزية فلاديمير تشوروف اعتبر تصرف الرئيس"قانونياً، لأنه خاطب الشعب بصفته مرشحاً على رأس لائحة حزبية وليس رئيساً". وكانت الأوساط السياسية الروسية رجحت أن يتضمن خطاب الرئيس"مفاجأة"تحدث تحولاً في مسار العملية الانتخابية، مثل إعلانه عن ترك منصبه في شكل مبكر أو الكشف عن هوية المرشح المحتمل لخلافته، ما يؤثر في الحالين على تطورات المرحلة الفاصلة بين استحقاقي انتخابات مجلس الدوما الأحد، وانتخابات الرئاسة المقررة في الثاني من آذار مارس المقبل. لكن"المفاجأة"لم تأتِ، وركز بوتين في حديثه على انتخابات الهيئة الاشتراعية، مشدداً على أهمية"أن يؤدي كل مواطن واجبه الوطني عبر التوجه إلى صناديق الاقتراع". وفي مسعى للإفادة من التحركات الشعبية الواسعة التي جرت خلال الأسابيع الماضية في روسيا لمطالبة الرئيس بالبقاء على رأس السلطة بعد انتهاء ولايته الثانية ربيع العام المقبل، نوه بوتين بأن"نتائج الانتخابات النيابية ستضع الأساس لانتخاب رئيس جديد لروسيا". وزاد أن البلاد تدخل حالياً مرحلة"تجديد شاملة في هياكل السلطتين التنفيذية والاشتراعية"، مشيراً إلى أن السلطة الحالية"ارتكبت أخطاء وهفوات لكن المهم أنها أنقذت البلاد من الهاوية"، ويجب"ضمان مواصلة النهج الحالي وتعزيز متطلبات تطبيق خطط البناء الموضوعة في كل المجالات". وحض الرئيس الروسي مواطنيه على دعم"الخيار الصحيح"مشدداً على أنه"واهم من يعتقد أن الأمور غدت محسومة، وحركة التطور تسير في شكل تلقائي الى الأمام"، في إشارة إلى أن عدم التصويت لحزب"روسيا الموحدة"سيعني التراجع عن إنجازات السنوات الأخيرة وتعزيز مواقع من يريد"سحب روسيا إلى الوراء". وقال:"لا يمكن السماح لعودة أولئك الذين هدموا البلاد إلى السلطة، وإذا كنا نود العيش بكرامة حقاً، فلا يجوز أن يتسلم السلطة من جديد من فشل في قيادة البلد ويود اليوم تغيير النهج الذي يحظى بتأييد الشعب والعودة إلى زمن المذلة والتبعية والانهيار"، في إشارة مباشرة الى القوى اليمينية الليبرالية التي تولت السلطة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ومعلوم أن ثلاثة أحزاب يمينية تشارك في الانتخابات الحالية هي الحزب الديموقراطي الروسي وتكتل"يابلوكا"واتحاد القوى اليمينية، وترجح الاستطلاعات عدم تمكن هذه الأحزاب من تجاوز حاجز السبعة في المئة المطلوبة للتمثيل في البرلمان بحسب القوانين الروسية. في المقابل، رجحت الاستطلاعات أن يستفيد الحزب الشيوعي الروسي، أقوى أحزاب المعارضة، من ضعف قوى اليمين وغياب أحزاب الوسط لتعزيز مواقعه، وتوقع الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف توقع أن يشغل حزبه نحو خمسة مقاعد في الهيئة الاشتراعية المقبلة. ويتنافس في هذه الانتخابات بحسب لوائح لجنة الانتخابات المركزية 11 حزبا مع"روسيا الموحدة"و"الشيوعي"وقوى اليمين الليبرالي هي: حزب الزراعيين وهو حزب يساري صغير لا يتوقع أن يحقق فوزاً، وحزبا"الديموقراطي الليبرالي"و"روسيا العادلة"اللذان يقفان على حافة ال7 في المئة، إضافة إلى ثلاثة أحزاب صغيرة لا ينتظر أن تحقق أي نتائج.