يفتتح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في معهد العالم العربي في باريس معرضاً خاصاً بالفينيقيين ينظمه المعهد تحت عنوان "متوسط الفينيقيين من صور الى قرطاج" بعد غد الاثنين. ويحاول المعرض الذي سيستمر لغاية 20 نيسان ابريل المقبل، تقديم ملامح عن الحضارة الفينيقية وخصائصها فيما لا يزال كثير من معالمها غامضاً كما تثير جوانب منها الكثير من الجدل بين الباحثين والمؤرخين وعلماء الآثار. ومن المقرر ان يجمع المعرض نحو 600 قطعة اثرية فينيقية تمت استعارتها من اهم متاحف العالم ومن ضمنها كتابات فينيقية وشواهد قبور محفورة واختام وقطع نقدية وقطع من العاج والزجاج والسيراميك العالي المهنية، ما يبين تطور الصناعات والحرف اليدوية التي اشتهر بها الفينيقيون ونقلوها الى البلدان الاخرى. وتعتبر السواحل اللبنانية وساحل شمال سورية مهد الحضارة الفينيقية التي اعطت العالم الابجدية واكتشفت الصباغ الارجواني وأنشأت اوسع تجارة في حوض المتوسط في حينه، رابطة بين مختلف الحضارات القائمة في حوضي البحر الابيض الشرقي والغربي حيث اقامت العديد من المستعمرات. وتوسعت هذه الحضارة فأسس ابناء فينيقيا مستعمرة قرطاج وحكمتها الملكة أليسار الا أن ازدهارها الاقتصادي كان سبباً اساسياً في خرابها على يد الرومان. وتشير بعض الكتابات التي عثر عليها الى ان الفينيقيين لم تكن تربطهم بروما علاقات تجارية فقط وانما جمع بينهما حلف سياسي. ويقول الباحث الفرنسي في مجال الدراسات السامية القديمة بيار بورديل ان اسباب الانتشار الفينيقي متعددة فهم"كانوا في البداية باحثين متنقلين عن الذهب والفضة والمعادن الثمينة وراهنوا منذ البداية على المناطق المنتجة لها". ويضيف"ربما وبسبب الهجومات الاشورية وما سببته من دمار وابتداء من القرن التاسع سجلت حركات هجرة مهمة من المدن الفينيقية نحو مواقع في المتوسط".