صعد الرئيسان الكولومبي الفارو اوريبي والفنزويلي هوغو تشافيز حدة التوتر بينهما وتبادلا الاتهامات والشتائم، فيما قرر تشافيز تجميد العلاقات الديبلوماسية بين كراكاس وبوغوتا. وقال اوريبي مخاطباً تشافيز:"في الواقع نحن الكولومبيين نحتاج الى وساطة ضد الإرهاب وليس إلى اشخاص يضفون شرعية على الإرهاب". وأضاف:"اذا كنتم تدبرون مشروعاً توسعياً في القارة اميركا الجنوبية، فهذا المشروع لن يمر في كولومبيا". وكان قرار اوريبي وقف الوساطة التي يقوم بها تشافيز مع متمردي الجبهة الثورية المسلحة الكولومبية، اثار غضب الأخير وقرر"تجميد العلاقات الديبلوماسية بين كراكاس وبوغوتا. وقال تشافيز:"اعلن للعالم اني وضعت العلاقات مع كولومبيا في الثلاجة. لم اعد اصدق اي شخص في الحكومة الكولومبية". ووجه الرئيس الفنزويلي اتهامات عنيفة الى المسؤولين الكولومبيين. وقال:"اصدروا بياناً مليئاً بالأكاذيب، انه أمر خطير ان تكذب حكومة. لقد بصقوا بصفاقة في وجهنا، فيما كنا نحاول ايجاد طريق السلام". واتهم الرئيس اوريبي خصوصاً بأنه"كاذب"، معتبراً ان"كولومبيا تستحق رئيساً آخر افضل واكثر احتراماً واقل احتيالاً". وطلب تشافيز من المسؤولين العسكريين والوزراء الفنزويليين البقاء يقظين على الحدود المشتركة واعلن عن قيود على العلاقات التجارية مع كولومبيا. وبلغت المبادلات التجارية بين البلدين نحو ستة بلايين دولار هذه السنة، بينها 4.4 بليون من الصادرات الكولومبية الى فنزويلا الشريكة التجارية الثانية لكولومبيا بعد الولاياتالمتحدة. وبدأ الخلاف عندما الغى اوريبي فجأة مهمة وساطة كان كلف تشافيز القيام بها للعمل على الإفراج عن 45 رهينة لدى القوات الثورية المسلحة الكولومبية ماركسية بينهم الكولومبية الفرنسية انغريد بيتانكور وثلاثة اميركيين مقابل 500 معتقل. ويأخذ اوريبي على تشافيز اتصاله هاتفياً في شكل مباشر مع قائد الجيش الكولومبي منتهكاً بذلك سيادة الدولة. واتهم تشافيز اوريبي"بالخيانة"، موضحاً ان هذه الخطوة"ستضر بالعلاقات الثنائية". ويعزو الرئيس الفنزويلي إلى اشخاص محيطين بأوريبي بالتسبب في هذا التوتر. وقال:"هناك اشخاص قريبون جداً من اوريبي ويملكون سلطة كبيرة لا يريدون اتفاقاً انسانياً". ووصف المفوض الكولومبي الاعلى للسلام لويس كارلوس ريستريبو بأنه"مفوض اعلى للحرب". وسعى اوريبي السبت الى دفع تشافيز الى ان يصب غضبه على المتمردين. وطلب منه عدم"السقوط في فخ"متمردي القوات الثورية المسلحة الكولومبية"للإضرار بالعلاقات"بين البلدين. وقالت الرئاسة الكولومبية في بيان تلاه المفوض الاعلى للسلام لويس كارلوس ريستريبو ان"هدف المجموعة الارهابية القوات الثورية المسلحة هو التسبب بخلافات بين كولومبياوفنزويلا". ووصلت بياداد كوردوبا عضو مجلس الشيوخ الكولومبية عن المعارضة التي كلفها اوريبي ايضاً التدخل لإجراء عملية تبادل انسانية مع المتمردين، الى كراكاس السبت لتسليم تشافيز دليلاً يثبت ان شرطياً من الرهائن ما زال على قيد الحياة. وهذه المبادرة ايضاً اثارت غضب الحكومة الكولومبية. والدليل هو مقابلة اجريت مع كابتن للشرطة محتجز في الرابع من حزيران يونيو 2007 وبثتها الاحد قناة"تيليسور"الفنزويلية. وصور المقابلة الصحافي الكولومبي وليام بارا الذي اتهمه قائد الشرطة الكولومبية اوسكار نارانخو بالتواطؤ مع المتمردين في خطف هذه الرهينة الكابتن غييرمو سولورزانو المحتجز منذ خمسة اشهر. وقدم هذا الصحافي مقابلة اجراها مع سولورزانو في جبال كولومبيا. ويتحدث سولورزانو في المقابلة عن الوساطة التي يقوم بها تشافيز ويعبر عن تفاؤله في امكان التوصل الى اتفاق. واوضح نارانخو ان هذه المقابلة عرضت منذ شهر على اسرة الرهينة والمحققين، موضحاً ان الصحافي صور المقابلة"قبل ثلاثة اسابيع"واتصل بأسرة الرهينة لتقول انها صورت"في الايام الثمانية الاخيرة". واخيراً، فتحت المحكمة الكولومبية العليسا الاحد تحقيقاً حول كوردوبا بتهمة"المشاركة في جمعية للأشرار وخيانة الوطن".