عشية مؤتمر أنابوليس الدولي للسلام في الشرق الاوسط والذي يعقد اليوم قرب العاصمة الاميركية، أعرب الرئيس جورج بوش عن تفاؤل بامكان تحقيق الهذف من المؤتمر، في وقت شهدت الساعات الأخيرة التي سبقته مساعي أميركية حثيثة من أجل التوصل إلى"وثيقة مشتركة"فلسطينية - اسرائيلية. وفيما أعلن عضو الوفد الفلسطيني إلى المؤتمر ياسر عبد ربه أن وثيقة مشتركة ستصدر عن المؤتمر، قال مسؤول فلسطيني ل"الحياة"أمس إن واشنطن تدفع بقوة في اتجاه الحصول على تنازلات إسرائيلية في موضوع الجدول الزمني للمفاوضات، بهدف اتمام الوثيقة لإعلانها خلال حفلة العشاء الرسمية التي تستضيفها وزارة الخارجية الاميركية ليل امس. راجع ص 4 و5 وعشية المؤتمر، أعرب مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الأسبوعية التي ترأسها أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عن أمل المملكة في أن يتعامل المؤتمر الدولي"مع القضايا الأساسية للنزاع العربي - الإسرائيلي، بغية التوصل إلى سلام عادل وشامل في جميع المسارات في إطار زمني منظور، ووفقاً لرؤية الرئيس الأميركي جورج بوش إنشاء دولة فلسطينية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية". واعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مقابلة نشرتها مجلة"تايم"الأميركية أن المؤتمر يشكل"منعطفاً مهماً"في مساعي السلام، لكنه حذر من أن المنطقة ستدفع ثمناً باهظاً في حال فشل المفاوضات، مشدداً على أن"أي نزاع في المستقبل سيكون بالغ الخطورة". في المقابل، شددت حركتا"حماس"و"الجهاد الإسلامي"أمس على رفضهما أنابوليس خلال مؤتمر شعبي عقدتاه وعدد من الفصائل الرافضة للمؤتمر الدولي في مدينة غزة أمس. واعتبرتا في بيان مشترك أن"خريطة الطريق والمبادرة العربية لا تلبيان الحد الأدنى للمطلب الوطني العام... ونرى في اعتمادها إضراراً بقضيتنا وثوابتنا، ونطالب الدول العربية والإسلامية بالتخلي عنها، وتبني ثوابتنا العادلة ونحذر مما يسمى بالشرعية الدولية التي هي أداة الإدارة الأميركية - الصهيونية الحالية". وقالت مصادر مطلعة في دمشق أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم شرح لرئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل والسفير الإيراني في دمشق حسن أختري، الأسباب التي دعت بلاده إلى المشاركة في أنابوليس"مركزاً على الأولوية الوطنية للجولان، وأنه لا يجوز أن تكون القضية مُغيّبة عن أي مؤتمر دولي يناقش الصراع العربي - الإسرائيلي". وجاء التوضيح السوري في وقت صعّدت إيران من موقفها المعارض لأنابوليس على لسان المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي الذي اعتبر أن المؤتمر"مآله الفشل"، فيما تظاهر عشرات من عناصر ميليشيا"الباسيج"أمام السفارة الأردنية في طهران أمس احتجاجاً على أنابوليس وهتفوا ضد إسرائيل وأميركا والمشاركة السورية. وفي واشنطن، كشف مصدر فلسطيني مطلع على مفاوضات"الوثيقة المشتركة"ل"الحياة"أن هذه الوثيقة"ستحدد خط سير المفاوضات وغايتها، وستتضمن أفقاً زمنياً للمفاوضات سقفه نهاية ولاية الرئيس بوش، كما ستتضمن مرجعيات عملية السلام، وقضايا الحل النهائي". وأوضح أن المساعي مستمرة، وأن الوثيقة قد تصدر خلال المؤتمر أو في نهايته. لكنه أضاف أنها"ليست جوهر المؤتمر"، وهو أمر أكده أيضاً مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ل"الحياة"عندما قال إن مفتاح المؤتمر هو إطلاق المفاوضات النهائية للوصول إلى حل الدولتين. وكان عبدربه صرح بأن الوثيقة"ستصدر الاثنين بمباركة الأميركيين لتحدد مرجعية المفاوضات أي خريطة الطريق والقرارات الدولية والإجراءات التي ستجري وفقها المفاوضات بعد أنابوليس". وأضاف أن المفاوضات النهائية ستنطلق رسمياً الأربعاء في واشنطن غداة المؤتمر وبحضور الرئيس عباس". وفي وقت لاحق، أكد بوش في ختام محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنه يتطلع إلى استكمال الحوار الجدي مع كل من الرئيس محمود عباس وأولمرت لرؤية إن كان السلام ممكناً. وامل أولمرت في أن يشكل المؤتمر"انطلاقة لعملية جدية في المفاوضات بيننا وبين الفلسطينيين". وشدد على أن"هذه العملية ستكون ثنائية، إنما الدعم الدولي مهم للغاية بالنسبة إلينا". وشكر الجانب الأميركي الذي عمل على"الوصول إلى هذه النقطة التي منها سنجلس مع الفلسطينيين في القدس للعمل من أجل توفير الأمل للشعبين". والتقى بوش وعباس أمس في البيت الابيض، قبل توجه الوفود إلى حفلة العشاء التي استضافتها الخارجية الاميركية، كما عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تنسيقياً لهم في السفارة السعودية في واشنطن.