وضعت عناصر "جيش المهدي" الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر رشاشاتها جانباً في مدينة الصدر التزاماً بقرار الهدنة الصادر عن قائدها، وما زالت تحترم هذا القرار بعد ثلاثة شهور على إعلانه، على رغم الضغوط المتزايدة التي تمارس على أنصار التيار الصدري في مدن أخرى من البلاد، ولا سيما مدينة الديوانية جنوباً. وعلى رغم ارتدائهم الملابس المدنية، إلا أن أفراد"جيش المهدي"متأهبون باستمرار، وعلى استعداد دائم للاتصال ببعضهم بعضاً عبر هواتفهم النقالة، خوفاً من تكرار اليوم الأشد ظلمة والأكثر دموية في تاريخ منطقتهم الشيعية الفقيرة والمكتظة منذ سقوط نظام صدام حسين، حين قُتل مئتا شخص في 23 تشرين الثاني نوفمبر العام الماضي في انفجار سلسلة سيارات مفخخة. وقال"أبو سجاد"35 عاماً، وهو من عناصر جهاز الامن الذي يحرس آلاف المصلين الذين قدموا لتجديد ولائهم لمقتدى الصدر الذي تنتشر صوره على كل جدران مدينة الصدر""اننا متطوعون ومهمتنا هي تأمين حماية الصلاة، إلا أننا غير مشاركين في عمليات عسكرية". وأُزيلت حواجز التفتيش التي كان"جيش المهدي"يقيمها في مدينة الصدر البالغ عدد سكانها ما بين مليونين وثلاثة ملايين نسمة. وأكد"أبو سجاد"معلقاً على ذلك:"كنا ننشر في الماضي قناصة على السطوح لحماية صلاة الجمعة، لكننا لم نعد نفعل ذلك اليوم". وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمر في أواخر آب اغسطس الماضي"بتجميد كل نشاطات جيش المهدي"لفترة ستة شهور غداة مقتل 52 من الزوار الشيعة في اشتباكات دارت بين الميليشيا وقوات الامن العراقية في كربلاء وأثارت استنكاراً بين السكان الشيعة. ولا تزال الهدنة التي تشمل أيضاً العمليات ضد الوحدات الأميركية صامدة حتى الآن، ونوهت القيادة الاميركية مرات بالتزام الصدر كلمته. وأدى وقف إطلاق النار إلى تراجع كبير في أعمال العنف في العراق وانخفاض عدد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين على السواء. وقال النائب عن التيار الصدري في مدينة الصدر فلاح حسن شنشل إن"جيش المهدي يحترم أوامر مقتدى الصدر، ونركز عملنا على النشاط الاجتماعي". وأضاف"إننا نهتم بالمستشفيات والمساعدات الاجتماعية، ونعمل على تحسين الخدمات في مدينة الصدر". وتجمع آلاف من أنصار التيار الصدري للاستماع إلى خطبة الجمعة في الهواء الطلق والتي تشل الحركة أسبوعياً في وسط مدينة الصدر مرددين شعارات مؤيدة للزعيم الشيعي. وتسجل هذه التعبئة في وقت يتعرض التيار الصدري إلى حملة يشنها الجيش العراقي بدعم من وحدات أميركية في جنوب البلاد، ولا سيما في مدينة الديوانية. ويتهم التيار الصدري الحكومة العراقية و"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"بزعامة الزعيم السياسي الشيعي البارز عبدالعزيز الحكيم بالسعي إلى الحد من نفوذه بين الشيعة.