افتتح في بغداد امس، وسط إجراءات أمنية مشددة، شارع أبو نواس، احد المعالم السياحية لمدينة بغداد، بعد انتهاء حملة اعادة اعماره وتأهيله. وانتشرت قوات أمن عراقية مكثفة من الجيش والشرطة والقوات الاميركية لحماية مراسم الافتتاح الذي حضره قائد قوات عملية فرض القانون والامن الفريق عبود قنبر وعدد آخر من المسؤولين الحكوميين والعسكريين وعشرات من المدنيين وعدد محدود من أفراد العائلات العراقية. وقال قنبر ان"اعادة افتتاح الشارع، الذي كانت تتباهى به بغداد سابقاً، ويحمل عبق التاريخ وعنفوان دجلة وطيبة قلب العراقيين... يعد إحدى الدلالات المشرقة لخطة فرض القانون". وأضاف:"اليوم شارع ابو نواس وغداً سنحتفل بافتتاح جسر الصرافية ونفقأ عين الارهاب ونعيد الحياة لجسر التاجي كما أعدنا هذا اليوم الحياة الى جسر ديالى... وسنبني المدارس ونفتح الكليات والجامعات وستبقى بغداد عصية على الاعداء". وتابع:"لا يزال امامنا الكثير من التحديات والصعاب واننا ندرك ان العدو لن يلقي سلاحه بالسهولة التي يتصورها البعض الا اننا عازمون على دحره وبشكل كامل". ويقع شارع ابو نواس وسط مدينة بغداد وعلى ساحل نهر دجلة الشرقي وكان الشارع يعتبر قبلة لكثير من العراقيين الذين اعتادوا القدوم اليه من اماكن متفرقة من مدينة بغداد وباقي المحافظاتالعراقية. وتنتشر على طول الشارع المقاهي والمطاعم الشعبية التي اعتادت تقديم وجبة عراقية للسمك المشوي، ويطلق عليه في العراق اسم"السمك المسكوف"، اصبحت علامة تجارية لهذا الشارع. وبعد غزو العراق العام 2003 اوقفت القوات الاميركية حركة مرور السيارات في الشارع وانتشرت على طوله الكتل الخرسانية العالية لحماية بعض الاماكن والفنادق الموجودة به ما سبب حالة من الارتباك الشديد لحركة المرور في بغداد. ووعدت السلطات العراقية قبل ايام بفتح عشرة شوارع في مدينة بغداد هذا الشهر من مجموع ما يقارب ثمانين شارعا مغلقة لدواع امنية. وخصصت أمانة بغداد مليوني دولار لإعادة اعمار الشارع بعدما تعرض للاهمال خصوصاً بعد 2003. وتم توزيع مبالغ مالية لاصحاب المطاعم للمساعدة في حملة اعادة اعمار الشارع التي استغرقت نحو ستة شهور. وتسعى السلطات العراقية الى اعادة الحياة الى بعض مناطق ومعالم مدينة بغداد التي دمرتها العمليات المسلحة التي شهدتها المدينة خلال السنوات القليلة الماضية مستغلة تحسن الوضع الامني بشكل ملحوظ في العاصمة. وكانت بغداد شهدت الجمعة انفجارا داميا وقع على بعد بضع مئات من الامتار في منطقة سوق الغزل اوقع ثلاثة عشر قتيلاً وسبعة وخمسين جريحاً. ولم يمنع الانفجار والاجراءات الامنية المشددة واغلاق الشارع امام حركة السيارات وتفتيش الاشخاص بشكل دقيق بعض العراقيين من حضور مهرجان الافتتاح. وقالت رجاء محمود، وهي ربة منزل كانت تجلس مع زوجها واولادها على مسافة من مكان الاحتفال:"رغم التحسن الامني لا يزال الخوف بداخلنا وانا الآن اتوقع ان يحدث انفجار في اي لحظة... الارهابيون يستهدفون مثل هذه التجمعات... وادعو الله الا يحدث هذا الآن". واضافت:"هذه المرة الاولى التي اخرج فيها مع العائلة الى مكان عام منذ اربع سنوات... دائما اشعر بالخوف بسبب الانفجارات وادعو الله ان اتخلص من هذا الاحساس". وقال الحاج علي مهدي، صاحب مطعم في الشارع انتهى قبل ايام من اعادة ترميمه بعد تعرضه للاهمال بسبب عزوف الناس لفترة طويلة عن ارتياد الشارع،"المطعم الآن جاهز لاستقبال الزبائن". واضاف وهو يعد وجبة من السمك المسكوف لإحدى الطلبات الخارجية"عندي احساس قوي وكبير بأن الشارع سيعود كما كان واحسن... وان حال مدينة بغداد سيتغير نحو الاحسن بشكل كبير".