أثارت زيارة قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بيترايوس السرية لأنقرة ومعه نائب قائد الاركان الجنرال جيمس كارت رايت، توقعات بأن تكون الضربة التركية لمعاقل ومعسكرات حزب"العمال الكردستاني"في شمال العراق باتت وشيكة، لكن الرئيس عبدالله غُل الذي لم يستبعد الخيار العسكري رحّب بالتدابير التي اتخذها أكراد العراق وقال إن"الحكمة عادت سيدة الموقف". وبحث الجنرالان الاميركيان مع نائب قائد الأركان التركي الجنرال أرغون صايغون خطة لقصف معسكرات"الكردستاني"من الجو، وإنزال عسكري قرب تلك المعسكرات. وفيما اكتفت الحكومة التركية بالقول إن الزيارة"جاءت في اطار ما اتفق عليه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مع الرئيس جورج بوش في واشنطن بداية الشهر الجاري من تعزيز لتبادل المعلومات الاستخباراتية وانشاء آلية تنسيق عسكرية للتصدي ل"الكردستاني""، الا ان مصادر مقربة من الحكومة اشارت الى أن اللقاء العسكري في أنقرة تناول خططاً عسكرية وتبادلا لإحداثيات مواقع معسكرات الحزب لتجنب اي خطأ خلال العملية التي وصفت بأنها"ستكون محدودة، ولن تطاول المناطق التي تسيطر عليها حكومة اقليم كردستان - العراق". في المقابل اعلن جميل باييك، القيادي في حزب"العمال الكردستاني"رفضه عرض اردوغان التخلي عن السلاح وحل القضية الكردية في البرلمان. وقال باييك في حديث الى وكالة"دجلة"الكردية ان"العرض يهدف الى تصفية حركة التحرر الكردية في المنطقة وهذا لن يحصل ابداً". وطالب"الشارع الكردي في تركيا بالعودة الى دعم حزبه من جديد كما كان في السابق لانتزاع حقوق الاكراد من تركيا والمنطقة". وجاءت تصريحات باييك بعد فترة ناقشت فيها الاحزاب التركية سبل دفع حزب"الكردستاني"الى التخلي عن السلاح، خصوصاً بعد تصريح اردوغان بأن"الاولوية هي لدفع الحزب الى إلقاء سلاحه"واتهمت المعارضة اردوغان بالعمل للتفاوض"سراً"مع الحزب واستعداده لاصدار عفو عام عن عناصره. لكن رئيس الوزراء نفى نيته اعلان العفو، وطالب حزب المجتمع الديموقراطي الكردي الممثل في البرلمان بلعب دور ايجابي في هذه المسألة. وتشك المعارضة التركية بأن هناك اتصالات سرية بين اردوغان و"الكردستاني"عبر طرف ثالث لتسوية المسألة من دون اللجوء الى عملية عسكرية، وتقول إن المفاوضات باءت بالفشل، ما سيدفع أنقرة الى شن هجوم على معسكرات الحزب قريباً جداً وبدعم اميركي. الى ذلك أفادت مصادر مطلعة أن واشنطنوأنقرة"متفقتان على ضرورة تصفية"الكردستاني"وتسوية القضية الكردية في تركيا وإقامة علاقات جيدة بين أنقرة وأكراد العراق". وفي هذا الاطار قال مسؤول تركي رفض كشف اسمه ل"الحياة"أن"الاولوية يجب إن تكون لإنهاء الحزب حتى لا يتنقل من يد الى أخرى، خصوصاً أن هناك مؤشرات تدل على عودة الغزل بين طهران وموسكو من جهة، و"الكردستاني"من جهة اخرى"، علما بأن الحزب كان يتخذ خلال التسعينات من القرن الماضي سورية وايران ملاذا له. من جهة أخرى، افادت وكالة انباء"الاناضول"ان غُل رحب أمس بالتدابير التي اتخذها اكراد العراق لمكافحة المتمردين الاكراد في كردستان العراق لكنه حذر من ان الخيار العسكري ما زال مطروحا. أ ف ب ونقلت الوكالة عن غل قوله في تبليسي قبل الاحتفال بإطلاق أعمال بناء خط للسكك الحديد بين اذربيجان وجورجيا وتركيا"نرى ان الحكمة عادت سيدة الموقف في شمال العراق". وأضاف:"انهم اكراد العراق يعلمون الثمن الواجب دفعه عندما لا يظهرون شجاعة للتصدي لحزب العمال الكردستاني". وأضاف:"علينا ان نظهر عزمنا على مكافحة الارهاب. وعلى المنظمة الارهابية ان تعرف ذلك فاذا استمرت في استخدام الاسلحة سنرد بالطريقة ذاتها". وتزامنت تصريحات غل مع تهديدات لزعيم"الكردستاني"بأن قواته ستشيع الفوضى في شمال العراق في حال ساعدت الولاياتالمتحدة والأكراد تركيا ضد المتمردين.