رجحت المحكمة العليا الباكستانية أمس، كفة الرئيس برويز مشرف في مواجهة المعارضة، اذ رفضت خمسة من اصل الطعون الستة ضد شرعية انتخابه لولاية ثانية في السادس من تشرين الاول اكتوبر الماضي في ظل احتفاظه بمنصب قائد الجيش، فيما قلل محامون من اهمية الطعن الاخير الذي ستنظر فيه المحكمة بعد غد. وينذر قرار المحكمة التي عدل مشرف هيئتها، بعدما اقال اثر اعلان"الطوارئ"سبعة من اعضائها، في مقدمهم رئيسها افتخاري تشودري، بتعميق الأزمة السياسية في باكستان، في وقت قالت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو بعد لقائها السفيرة الأميركية في إسلام آباد آن بيترسون أن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي الذي زار باكستان الاسبوع الماضي"فعل حسناً"عبر دعوته مشرف الى التخلي عن منصب قائد الجيش ورفع"الطوارئ"قبل الانتخابات مطلع 2008. واستدركت:"فلنر هل سيستجيب لواشنطن". واضافت:"حتى اذا فعل ذلك، هناك قضايا اخرى، اذ لا تجري الانتخابات العادلة بمجرد قول شخص انه يريدها عادلة. يجب ان نرى براهين". وفي موقف يتناسب مع دعوة واشنطن الى استئناف الحوار بين بوتو ومشرف من اجل تقاسم السلطة، والذي توقف بعد اعلان"الطوارئ"، امتنعت بوتو في مقابلة بثتها شبكة"سي. ان. ان"الاميركية عن إعادة تأكيد انها لن تتفاوض مع مشرف، واكتفت بالقول:"لا موعد لدي للقائه". وفي نبأ من الرياض، بثت"وكالة الانباء السعودية"أمس ان الرئيس الباكستاني يبدأ اليوم زيارة للسعودية، في رحلته الخارجية الأولى منذ فرض حال الطوارئ، وسيجري محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تتناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في كل المجالات اضافة الى قضايا اقليمية ودولية، كما يؤدي مناسك العمرة. واشارت تقارير الى ان مشرف قد يلتقي رئيس الوزراء السابق المنفي نواز شريف الذي كان اتفق الاسبوع الماضي مع بوتو على توحيد جهودهما ضد اجراءات الرئيس الباكستاني الذي اتهماه بالسعي لابقاء"الطوارئ"للفوز بالانتخابات الاشتراعية. لكن شريف المقيم في السعودية، بعد محاولته العودة الى بلاده في ايلول سبتمبر الماضي، أكد انه لن يلتقي مشرف. وقال:"ماذا سأناقش معه؟ يجب أن يقبل كل مطالب المعارضة اولاً، ثم أجلس معه على طاولة التفاوض مع باقي اعضاء المعارضة". ولفت الى انه رفض عروضاً سابقة للقاء مشرف في السعودية خلال الشهرين الماضيين. في غضون ذلك، بدأ المعارض بطل الكريكت السابق عمران خان اضراباً مفتوحاً عن الطعام في السجن الذي اودع فيه الاربعاء الماضي، اثر دعوته الى التظاهر ضد"الطوارىء". وفي تطور لافت، نفت باكستان وجود برنامج اميركي سري منذ العام 2001 لضمان امن اسلحتها النووية، لكنها اقرت بأن التعاون"قائم في هذا المجال، وهو معروف ويطبق منذ زمن".