تسعى أنقرة الى الحصول على ضمانات أميركية حول وحدة العراق، ونفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن تكون تركيا أغلقت مجالها الجوي أمام شركات الطيران المسافرة إلى إقليم كردستان، فيما أوضح وزير الخارجية علي باباجان أن بلاده كانت فرضت لأسباب فنية قيوداً على الطائرات المتوجهة إلى هذا البلد المجاور عموماً. وكانت شركات طيران كردية أوقفت رحلاتها إلى شمال العراق عبر تركيا بعد فرض سلطات الأخيرة قيوداً فنية مشددة عليها. وقال باباجان إن تركيا بدأت بالفعل اتخاذ تدابير اقتصادية تهدف الى وقف تمويل"حزب العمال الكردستاني"ومن يدعمه اقتصادياً، لكنه نفى أن تكون تلك الخطوة ضمن خطة لفرض حصار اقتصادي على شمال العراق. ونفى وجود نية لإغلاق معبر خابور الحدودي بين البلدين، وأكد أن أي تدابير عسكرية أو اقتصادية أو سياسية ستتخذها أنقرة في هذا الخصوص سيكون هدفها"حزب العمال الكردستاني"ومن يدعمه من دون الإضرار بالمصالح الاقتصادية للشعب العراقي أو التجار الاتراك. وقال إنه يؤمن بإمكان تعاون العراقوتركيا ضد"حزب العمال الكردستاني"من دون أن يؤثر ذلك في استقرار العراق أو وحدة أراضيه. وجدد باباجان رفض أنقرة الحوار مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني قائلاً إن الحوار لا جدوى منه طالما أن الأخير لا يعتبر"حزب العمال الكردستاني"حزباً ارهابياً، ويستمر في الادلاء بتصريحات تشجع الحزب وتدعمه. وفي ما يتعلق بالتحضيرات لانعقاد اجتماع دول جوار العراق الموسع في أنقرة اليوم الجمعة، قال باباجان إنه لا يريد أن يُعقد المؤتمر في ظل الازمة التركية الراهنة مع"حزب العمال الكردستاني". كما حذر من تصوير الأزمة على أنها صراع عرقي بين الاتراك والاكراد في المنطقة أو خلاف بين تركياوالعراق. وتهدف أنقرة من خلال المؤتمر إلى الحصول على ضمان أميركي لوحدة العراق ورفض تقسيمه. وقال باباجان إن أحد أهم أهداف آلية اجتماعات دول الجوار الموسع هو التأكيد على ضرورة استشارة هذه الدول في أي قرار يخص مستقبل العراق، لأن أي شيء يمسه يؤثر تلقائياً فيها، مشيراً الى رفض أنقرة قرار الكونغرس غير الملزم بتقسيم هذا البلد إلى ثلاث فيديراليات. وستتخلل الاجتماع الموسع لدول جوار العراق في اسطنبول لقاءات ثنائية عديدة بين وزراء خارجية الدول المشاركة، فيما يجري العمل على ترتيب لقاء ثلاثي يجمع رايس بوزيري الخارجية التركي علي باباجان والعراقي هوشيار زيباري على هامش المؤتمر. كما توقع أنقرة ومصر اتفاقاً للتعاون الاستراتيجي يعتبره الأتراك مهمة لتحويل التنافس السياسي بين الدولتين في المنطقة إلى تعاون يصب في مصلحة الشرق الأوسط. وستوقع أنقرة أيضاً اتفاقاً ثانياً مهماً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من أجل توثيق العلاقات بين الجامعة وتركيا. ويعتبر الاتراك هذا الاتفاق نجاحاً كبيراً لهم، وخصوصاً أن الجامعة العربية كانت رفضت أكثر من مرة أي خصوصية في علاقاتها مع تركيا بحجة أن ايران قد تسعى إلى معاملة مماثلة. وكانت أنقرة طرحت في شكل غير رسمي قبل الاجتماع فكرة إنشاء أمانة عامة لدول جوار العراق في إسطنبول، لكن الاقتراح لم يلق قبولاً من الجانب العربي المشارك.