دعا رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس، الحكومة التركية إلى مفاوضات مباشرة مع سلطات الاقليم لتسوية مشكلة وجود متمردي"حزب العمال الكردستاني"فيه. وقال بارزاني في مقابلة أجرتها معه وكالة"فرانس برس"في أربيل"تعالوا نجلس معاً لتسوية المسألة الكردية"، وأكد أن"على الحكومة الفيديرالية أن تستشيرنا"، في إشارة الى حكومة نوري المالكي. جاء ذلك في حين تعقد رئاستا الجمهورية والوزراء"قمة مصغرة"هذا الاسبوع للبحث في ثلاثة ملفات مهمة تتصدرها التهديدات التركية لاجتياح شمال البلاد، فيما كشفت وزارة الخارجية العراقية أن بغداد وأنقرة اتفقتا على إجراء جولة جديدة من المحادثات خلال مؤتمر وزراء خارجية دول جوار العراق في اسطنبول مطلع الشهر المقبل. وقال بارزاني:"لست عدوا لتركيا، لكنني لا اقبل لغة القوة". ووجه بارزاني دعوته في وقت بدأت مفاوضات بين العراقوتركيا بحثا عن حل لمشكلة قواعد حزب العمال الكردستاني المتمرد على سلطة انقرة في كردستان العراق. وكان وفد عراقي يضم مسؤولين كرديين يمثلان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، توجه في نهاية الاسبوع الماضي الى انقرة. غير ان مسؤولا كرديا عراقيا قال لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه، انه لم يسمح للمسؤولين الكرديين بحضور جلسات المفاوضات التي شارك فيها عسكريون اتراك، فيما شاركا في الجلسات التي ضمت مسؤولين مدنيين اتراكا. وقال بارزاني ان"احدى النقاط التي تعثرت عندها المفاوضات كانت مسألة الحدود. فقد رفضوا ان يتولى البشمركة القوات الكردية السيطرة على الحدود". ولم يعلن عن اي تقدم بعد هذه اللقاءات الاولى، غير انه من المقرر عقد اجتماع بين وزيري الخارجية التركي علي باباجان والعراقي هوشيار زيباري على هامش اجتماع لدول جوار العراق في الثاني والثالث من تشرين الثاني نوفمبر في اسطنبول. وقال بارزاني"ان وفدا كرديا كان سيتوجه غدا الى تركيا لكن انقرة الغت هذه الزيارة". وقال"سنكون طرفا في حل هذه المشكلة اذا كان هناك حل سلمي لها. لكن اذا لم يكن هناك سوى حل عسكري، فإننا لن نكون طرفا فيه". وهددت تركيا بشن عمليات عسكرية في كردستان العراق لمطاردة متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقيمون فيه قواعد ينطلقون منها لتنفيذ هجمات على الاراضي التركية، ويقدر عددهم ما بين ثلاثة واربعة الاف. ويثير احتمال هجوم تركي على كردستان العراق مخاوف واشنطنوبغداد اذ انه يهدد بزعزعة الاستقرار في احدى المناطق النادرة في العراق والتي يسودها الامن وقدر من الازدهار الاقتصادي. كما يعتبر اكراد العراق ان هدف انقرة يتخطى القضاء على قواعد حزب العمال الكردستاني ليصل الى ضرب تجربة الحكم الذاتي الكردي في العراق خوفا من ان تشكل نموذجا لاكراد تركيا. وقال بارزاني"لا نقبل بحشد قوات تركية على حدودنا"، مؤكدا"اذا هاجموا شعبنا وارضنا، فسوف ندافع عن انفسنا". الا انه اكد في المقابل"نطلب من حزب العمال الكردستاني المضي في طريق وقف اطلاق النار واطلاق سراح الاسرى والامتناع عن شن عمليات عسكرية والبحث عن حل سلمي". وحذر قائلا"لن تعرف المنطقة الاستقرار من دون تسوية المسألة الكردية"، مؤكدا"اننا موجودون ولنا الحق في العيش". وقال ياسين مجيد المستشار الخاص لرئيس الوزراء ل"الحياة"إن"رئيس الوزراء تلقى دعوة من مجلس الرئاسة المتمثلة بالرئيس جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، لعقد اجتماع خلال هذا الأسبوع لمناقشة الاوضاع الراهنة في البلاد". وأضاف أن المحاور الرئيسية التي سيبحث فيها الاجتماع، هي الازمة المتفاقمة مع تركيا وتهديداتها باجتياح شمال البلاد وتفعيل مبدأ 3+1 المتمثل باتخاذ أعضاء مجلس الرئاسة ورئيس الحكومة قرارات مصيرية، والارتقاء بالأداء الحكومي عبر سلسلة من الخطوات في هذا الاتجاه". ولفت ياسين الى أن"الاجتماع يصب في خانة تفعيل الاتفاق الخماسي الذي وقع بين أحزاب المجلس الاعلى والدعوة والحزبيين الكرديين والحزب الاسلامي والمتضمن حل الخلافات المطروحة إزاء عدد من القضايا الخلافية بين الفرقاء السياسيين، وأبرزها التعديل الوزاري واقرار القوانين المهمة في أقرب فرصة". وكان مجلس الرئاسة أعلن أول من أمس إنهاءه إعداد"برنامج عمل"يهدف الى"حل الاوضاع في البلاد، ويتضمن إجراء إصلاحات جوهرية في العمل السياسي، بانتظار عرض هذا البرنامج على رئيس الحكومة خلال اجتماع سيجمعهم".